رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسى: زيارة ماكرون للولايات المتحدة تحمل ملفات عديدة

نزار الجليدي
نزار الجليدي

قال المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحمل العديد من الملفات في لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن، أبرزها 3 ملفات هامة، اقتصادي وسياسي وعسكري.

وأضاف المحلل السياسي المقيم في فرنسا، أن الملف السياسي هو الأكثر تحشيدا، وهو ارتداد الحرب الأوكرانية على المسار الأمريكي الأوروبي، لأن فرنسا تحمل لواء أوروبا في النهاية. وفي نفس الوقت الجميع يعرف أن ماكرون هو أكثر ديناميكية في هذه الدبلوماسية، وهو الذي حاول مرارا وتكرارا بأن يضع نهاية لهذه الحرب. 

وأشار الجليدي، إلى أن ماكرون يريد أن يصنع دبلوماسية ذكية، ينزع من خلالها جلباب الدبلوماسية المتغطرسة، وكذلك يحاول أن يجد مكانا لفرنسا في اللعبة، ولكن قانون الحرب غير كل هذه المعادلة، وجعل من أوروبا أكبر ضحية وأكبر دافع للأموال، وأكبر دافع للأسلحة، وأكبر دافع للسوق الأمريكية، ويذهب إلى واشنطن وهو في أزمة سياسية خانقة في الداخل الفرنسي، وكذلك أزمة تشتت وتفكك أوروبي كبيرة.

وتابع أن المشهد السياسي في أوروبا معقد جدا، وهناك حرب خلف الكواليس بين الأوروبيين أنفسهم، وصراع خفي أصبح عالميا مع ألمانيا، ما يجعل الثقل السياسي لهذه الزيارة كبير جدا، فيما لن يخلوا اللقاء من بحث الملف الاقتصادي وتداعيات هذه الحرب الاقتصادية، وكذلك ما يسمى اليوم بحرب توحيد سعر الغاز.

ومضى قائلا: هناك تحركات اجتماعية كبيرة جدا في أوروبا ضد الحرب، وضد وتداعياتها، والركود الذي تشهده أوروبا وبداية شتاء شعاره الأول "البرد والنقص الطاقي".

وأوضح أن الملف الأخير هو حرب الغواصات، بعد مشكلة الغواصات التي كانت ستباع إلى أستراليا، وكذلك انحياز المانيا لشراء سلاح أمريكي من المقاتلات، بعد أن كان هناك مشروع كبير ضخم لإنجاز مقاتلة موحدة، ثم تشتت هذا الحلم، ما يجعل فرص فرنسا لإيجاد أسواق السلاح راكدة جدا.

واختتم تصريحاته بالقول: هناك وجه آخر لماكرون في هذه القمة، وهو الضغط على أمريكا في الشرق، ما يجعل الأمريكان دون مخرج شرق المتوسط، خاصة في الصراع الليبي. وفرنسا التي تريد أن تعود بقوة إلى هذا الصراع.

ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة تستغرق يومين، كما يلتقي، اليوم الأربعاء، بالرئيس الأمريكي جو بايدن في بداية زيارة دولة تسلط الضوء على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك مخاوف من اندلاع حرب تجارية عبر المحيط الأطلسي. 

وتعد هذه الزيارة الأولى لماكرون خلال فترة الرئاسة لجو بايدن، وذلك بسبب فيروس كورونا الذي اجتاح العالم خلال الأعوام الماضية. 

وقال مسؤولون أمريكيون إن زيارة فرنسا للولايات المتحدة الأمريكية تعكس الروابط التاريخية بينهما، وكذلك الدور الحاسم الذي لعبته باريس، داخل الاتحاد الأوروبي، في التحالف الذي يواجه روسيا بشأن أوكرانيا.