رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان: يمكننا أن نجد بعض المعايير في مقطع من الرياضة الروحية للقديس

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

أجرى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول إذ نتابع تأملنا حول التمييز وبشكل خاص حول الخبرة الروحية التي تُدعى "تعزية" نتساءل كيف يمكننا أن نعرف التعزية الحقيقية؟ إنّه سؤال مهمٌّ جدًّا من أجل تمييز جيّد ولكي لا يتمَّ خداعُنا في بحثنا عن خيرنا الحقيقي.

تابع البابا فرنسيس: يمكننا أن نجد بعض المعايير في مقطع من الرياضة الروحية للقديس إغناطيوس دي لويولا، نقرأ فيه: "ذا كان كل شيء صالحًا في الأفكار، البداية، الوسط والنهاية، وإذا كان كل شيء موجهًا نحو الخير، فهذه علامة على الملاك الصالح. من ناحية أخرى، قد يكون في سياق الأفكار شيئًا سيئًا أو مشتتًا أو أقل خيرًا مما اقترحته الروح سابقًا، أو شيئًا يضعف النفس، ويجعلها مضطربة، ويضعها في حالة اضطراب ويسلبها السلام والسكينة والهدوء الذي كان لديها: فهذه إذن علامة واضحة على أن تلك الأفكار تأتي من الروح الشرير".

وتابع: ثم هناك الوسط، أي ما يأتي بعد تلك الفكرة. ولكي نبقى في المثل السابق، إذا بدأت بالصلاة، ومثلما يفعل الفريسي في المثل، أميل إلى إرضاء نفسي واحتقار الآخرين، وربما باستياء وبأسلوب لاذع، فهذه علامات أنَّ الروح الشرير قد استخدم هذه الفكرة كمفتاح لكي يدخل إلى قلبي وينقل مشاعره إلي. ثم هناك النهاية. النهاية هي جانب قد رأيناه، وهو: إلى أين تأخذني هذه الفكرة؟ على سبيل المثال، قد يحدث أنني أعمل بجد من أجل عمل جميل وجدير، لكن هذا الأمر يدفعني إلى التوقف عن الصلاة، فأكتشف أنني أصبحت أكثر عدوانية وشرًا، وأعتقد أن كل شيء يعتمد علي، إلى أن أفقد الثقة بالله. من الواضح هنا أنَّ هناك عمل الروح الشرير.

أضاف البابا فرنسيس يقول إنَّ أسلوب العدو - كما نعلم - هو أن يقدّم نفسه بطريقة خفية ومقنَّعة يبدأ مما نعتز به كثيرًا ثم يجتذبنا إليه، شيئًا فشيئًا: إنَّ الشر يدخل سرًا، بدون أن يتنبّه الشخص له. ومع مرور الوقت يتحول اللطف إلى صلابة: وتظهر تلك الفكرة على حقيقتها ومن هنا تأتي أهمية هذا الفحص الصبور الذي لا غنى عنه لأصل وحقيقة أفكارنا؛ إنها دعوة لكي نتعلّم من الخبرات، مما يحدث لنا، لكي لا نستمر في تكرار الأخطاء عينها. كلما عرفنا أنفسنا أكثر، كلما استشفَّينا من أين يدخل الروح الشرير، "كلمات المرور" الخاصة به، والأبواب التي يدخل منها إلى قلوبنا، والتي هي النقاط التي نكون فيها أكثر حساسيّة، لكي ننتبه إليها في المستقبل.

واختتم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي: أيها الإخوة والأخوات، نحن بحاجة لأن نفهم، لأن نسير قدمًا في فهم ما يحدث في قلوبنا. ولهذا نحتاج إلى فحص للضمير لكي نرى ما حدث اليوم. "اليوم غضبت هناك، ولم أفعل ذلك، علينا أن نبحث عن جذور هذه الأخطاء "اليوم كنت سعيدًا ولكنني شعرت بالملل لأنه كان علي أن أساعد هؤلاء الأشخاص، ولكن في النهاية شعرت بالفرح والرضى بسبب هذه المساعدة.