رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزهم «المنصورة الجديدة».. كيف توسعت مصر فى إنشاء المدن الجديدة؟

المدن الجديدة
المدن الجديدة

تكرس الدولة المصرية جهودها في السنوات الطويلة الماضية نحو إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة يتوفر بها العديد من الخدمات المتكاملة والمتنوعة، وذلك في إطار تطوير العشوائيات والبنية التحتية للبلاد، وأيضًا تخفيف الازدحام عن بعض المدن المصرية.

وجاءت أهمية إنشاء المدن المصرية الجديدة بالتزامن مع تجاوز عدد سكان مصر الـ 100 مليون نسمة، ومدى احتياجهم للوحدات السكنية الجديدة ومرافق الرعاية الصحية والمكاتب الإدارية والمدارس والخدمات الأخرى.
أهداف عمرانية

في ديسمبر 2020، أصدرت "كوليرز إنترناشيونال" تقريرًا عنوانه "مدن مصر المستقبلية فرص جديدة"، وتبين من خلاله أن الهدف من المدن الجديدة هو إنشاء قاعدة زراعية وصناعية وغالبيتها مستقلة، بهدف تحقيق تنمية أكثر استدامة لتسهم الأنشطة الصناعية بها بنحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالأخص في مدن (أكتوبر والعاشر من رمضان وبدر ومدينة العبور).

وشملت الأهداف أيضًا، الحد من الزحف العمراني على الأراضي الزراعية، وإعادة توزيع السكان بشكل آمن وسليم، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة في مختلف محافظات الجمهورية.

وكانت أعلنت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أنه بمجرد الانتهاء من تأسيس كل المدن الجديدة في مصر، ستستوعب نحو 60 مليون نسمة، كما أكدت الهيئة أن مشروعات المدن الجديدة نجحت في التوغل داخل الصحراء المصرية، وتأسيس بنية تحتية بها.

 

توسع جمهوري

لم يقتصر التوسع في إنشاء المدن الجديدة على محافظة القاهرة فقط، بل امتد ليشمل جميع محافظات الجمهورية، وكانت مدينة "المنصورة الجديدة" إحدى أبرز مدن الجيل الرابع التي تم تشييدها مؤخرًا، والتي صُممت بإمكانيات تكنولوجية حديثة، ما جعلها تُصنف كمدينة من الطراز العالمي.

وشملت قائمة المدن الجديدة في مختلف محافظات الجمهورية: (بني سويف الجديدة، النوبارية الجديدة، أسيوط الجديدة، طيبة الجديدة، سوهاج الجديدة، أسوان الجديدة، الفيوم الجديدة، قنا الجديدة، السويس الجديدة، المنيا الجديدة، توشكى الجديدة، بورسعيد الجديدة، الأقصر الجديدة، ملوي الجديدة، العلمين الجديدة، ودمياط الجديدة)، وذلك وفقًا لبيانات موقع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

وأوضحت الهيئة أنه تم تخطيط وتنفيذ المدن الجديدة بالاعتماد على أحدث النظم التخطيطية، وروعى أن تكون أسعار بيع الأراضى بالتكلفة الفعلية للمرافق الاساسية، حتى تكون نواة لجذب الاستثمار مع منح العديد من الامتيازات للمستثمر مثل الإعفاءات الجمركية والضريبية.
 

وجاء توفير الوحدات السكنية في المقام الأول لمحدودي الدخل، بهدف الارتقاء به من خلال توفير مسكن صحي مناسب وبيئة كريمة تتناسب مع ظروفه الاقتصادية والاجتماعية.



المنصورة الجديدة

تُعد مدينة المنصورة الجديدة هي أول مدن الجيل الرابع في مصر التي بدأت الدولة المصرية في تدشينها منذ عام 2014، وبلغت مساحة المرحلة الأولى منها 2063 فدانًا، حتى وصلت إلى 2500 فدان من أصل 7200 فدان بإجمالي المساحة المخصصة للمدينة، بطول 15 كيلومترًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وباستثمارات تقدر بنحو 45 مليار جنيه للمرحلة الأولى.

وتقع مدينة المنصورة الجديدة بطول 14 كم على الطريق الساحلي بجانب مدينة جمصة كامتداد لها حتى حدود محافظة كفرالشيخ، وتبعد 54 كم عن المنصورة القديمة، وتضم أنواع إسكان مختلفة من إسكان (سياحي، فيلات، وإسكان متوسط واجتماعي)، لتستوعب أكثر من مليون ونصف نسمة.


اختلاف زمني

شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات إنشاء مدن مصر الحديثة، حيث تم إنشاء 16 مدينة جديدة (6 أكتوبر، العاشر من رمضان، السادات، دمياط الجديدة، وغيرها)، كما تم إنشاء 6 مناطق تعميرية في القناة والساحل الشمالي وسيناء.

وجاء تأسيس بنك الإسكان والتعمير في عام 1978، بهدف تمويل مشروعات الوحدات السكنية للشباب، والتي وصلت إلى مليون وحدة سكنية، بالإضافة إلى تشييد 920 مصنعًا، وفي ذات الفترة اُتخذت الخطوات الأولى لإنشاء الطريق الدائري الذي يربط العاصمة بالمدن الجديدة.

في عام 1970، كانت مساحة الكتلة العمرانية لمحافظ القاهرة 52 ألف فدان، أي حوالي 5.6 مليون نسمة، وكانت الكثافة السكانية الصافية 250 فرد / فدان (100 فرد / فدان كثافة إجمالية) - الكثافة الصافية على مستوى الحي السكني فقط، وذلك ما اختلف تمامًا بعد تشييد المدن الجديدة، التي ساعدت في وضع التوزيع الديموجرافي الصحيح للسكان.

ففي عام 2015، بلغت الكتلة العمرانية للقاهرة 140 ألف فدان، بزيادة 240%، كما بلغ عدد سكانها 16.8 مليون نسمة، بزيادة 300%، وبلغت الكثافة السكانية الصافية 500 فرد / فدان (140 فرد / فدان كثافة إجمالية).