رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يحسم «سلاح الشتاء» الحرب الروسية الأوكرانية؟.. خبراء يُجيبون

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية ودخولها في فصل الشتاء، مازالت التساؤلات مُثارة حول حرص روسيا على توظيف الشتاء أو بمعنى أدق "سلاح البرد" في حربها ضد أوكرانيا خصوصا مع انقطاع التيار الكهربائي في مناطق كثيرة من أوكرانيا على خلفية استهداف موسكو للبنية التحتية الأوكرانية ومن المعروف من الناحية التاريخية على الأقل أن روسيا لطالما وظفت عامل البرد كعامل يدعم انتصاراتها العسكرية.

نرمين سعيد: روسيا تناور بورقة الطاقة واستهداف البنية التحيتة

ومن هذا المنطلق، قالت نرمين سعيد كامل، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، إنه من المرجح أن تستمر روسيا في استهداف البنية التحتية الأوكرانية وخصوصًا في قطاع الكهرباء وقطاع الغاز وحسب تصريحات شركة يوكرنرغو المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية في أوكرانيا، فإنها اضطرت لإيقاف وحدات الكهرباء في عدة محطات لظروف طارئة، موضحة أن الطلب على الكهرباء يشهد ارتفاعاً مع دخول الشتاء وسقوط الثلوج في العاصمة وباقي أنحاء البلاد. 

ومن جهتها، قالت شركة "دي تي إي كيه"، أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، إنها ستقلل إمداداتها من الكهرباء بواقع 60% لمشتركيها في كييف التي تحوم درجات الحرارة فيها حول الصفر المئوي وهو ما يصفه الجانب الأوروبي بجريمة الحرب الروسية.

وأضافت كامل فى تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أنه من المرجح أن أوكرانيا قد تتراجع على مستوى استعادة الأراضي وإن كانت حققت انتصارات حاسمة قبل بدء فصل الشتاء ليس فقط بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة ولكن بسبب التراجع في مسألة الدعم العسكري الأمريكي حيث تخشى أوكرانيا ألا تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها العسكرية خصوصًا مع طول أمد الحرب مما يضع أمام أوكرانيا خيارات محدودة في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا مع الفشل حتى الآن، في تنفيذ المطلب الأمريكي في وضع سقف لأسعار النفط الروسية. 

أحمد السيد: الطقس البارد ينحاز لصالح روسيا في الحروب

من جانبه، قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإسترايجية، إنه ومع حلول فصل الشتاء، تأخذ الحرب الروسية الأوكرانية منعطفًا هامًا، حيث بدأت موسكو في قصف إمدادات الطاقة الأوكرانية لتركيع كييف خاصة مع التعثرات الأخيرة للقوات الروسية في أوكرانيا.

وفي هذا السياق، يحاول الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" استخدام "فصل الشتاء" كسلاح في الحرب الروسية الأوكرانية، الامر الذي يطرح تساؤلًا يتعلق بمدى إمكانية حسم الحرب الدائرة منذ شهور من خلال استخدام هذا السلاح.

وأضاف السيد فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه في ظل استمرار الدعم الغربي لكييف، وتعويل "بوتين" على استخدام فصل الشتاء والطقس البارد لصالحه، بينما تستعد فيه أوروبا لمواجهة واحد من أصعب مواسم الشتاء في ظل نقص الغاز بعد توقف الإمدادات الروسية، الأمر الذي قد يدفع الحكومات إلى اللجوء لتقنين الطاقة وانقطاع الكهرباء في فصل الشتاء؛ فإن ذلك قد يزيد من إطالة أمد الحرب.

وتابع السيد "ستتوقف انتهاء الحرب على الرغبة المُشتركة في الجلوس على طاولة المفاوضات، وفي الوقت الراهن، وفي ظل النجاحات التي حققتها القوات الأوكرانية على الأرض، واستعادة بعض المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل القوات الروسية، فإن أوكرانيا ستواصل انخراطها في الحرب، ما يجعل الأمر بمثابة حرب باردة لا نهاية لها في الوقت القريب، حيث يعول "بوتين" على الشتاء والطقس البارد، بينما يعول الرئيس الأوكراني "زيلينيسكي" على استمرارية الدعم الغربي".

وقال السيد، إن الأمر الحاسم في هذا الأمر سيتوقف على مدى إمكانية الغرب في استمرار تقديم المساعدة لكييف خاصة المتعلقة بالمساعدات الشتوية، إذ أن الغرب على وشك شتاء قارس أيضًا بسبب نقص إمدادات الطاقة الروسية، فهل سيقوم الغرب بمساعدة كييف في الوقت الذي يعاني فيه مواطنيه من ذات الأمر؟ ربما هذا ما سيُرجح كفة الرئيس "بوتين" في تلك الحرب. 

وتابع الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات، إنه بالتجارب التاريخية دائمًا ما ينحاز الطقس البارد لصالح روسيا، كما حدث مع الجنود الألمان إبان الحرب العالمية الثانية".

واختتم تصريحاته قائلا "إذن في الوقت الراهن لا يمكننا الجزم بحسم روسيا للحرب من خلال "فصل الشتاء" بل سيتوقف الأمر على مدى إمكانية صمود الأوكرانيين في خِضم تلك الظروف القاسية، ومدى استعداد الغرب لاستمرارية دعمه لكييف، لكن في كل الأحول، فإن الأمور تبدو في صالح روسيا وسينتظر الدب الروسي لما ستسفر عنه الأيام القادمة، والمناورة بورقة "الطقس" في تلك الحرب.