رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا فعلت نوة «باقي المكنسة» بشواطئ الإسكندرية؟

نوة باقي المكنسة
نوة "باقي المكنسة"

"باقي المكنسة" ليست اسمًا يتعلق بأحد الأجهزة الكهربائية، بل هو اسمًا للنوة التي ضربت شواطئ الإسكندرية مؤخرًا وتسببت في آثارًا مدمرة لحقت بها.

إذ كانت السبب في هدم سلم البرجولة المتواجد على بعض الشواطئ، كما تهدم تمامًا السلم المؤدى لها، بعد النحر والتآكل التى تعرضت لها الرمال أسفل السلم المؤدى إلى الشاطئ مباشرة.

ونوة "باقي المكنسة" تضرب محافظة الإسكندرية غالبًا يوم 16 نوفمبر من كل عام وهذا لا يمنع أن تتأخر أو تتقدم يوم أو اثنين، وهي تستمر لمدة 4 أيام، وتكون العلامة الأولى لها وجود طائر ‘النورس’ المهاجر من شمال أوروبا إلى حوض البحر المتوسط.

ونوة "باقي المكنسة" تكشف أكثر الشواطئ المعرضة للتآكل والنحر بها، وذلك بسبب الظواهر الجوية الشديدة المصاحبة لها، إذ تتمثل فى الرياح الشديدة التى تصل سرعتها إلى 50 كيلو متر فى الساعة، وتؤدى إلى التيارات البحرية القوية، وارتفاع الأمواج إلى 3 أمتار، إذ أن هذه جميعًا عوامل تؤدى إلى عدم استقرار حالة البحر، وتؤثر على المساحات الرملية على الشواطئ بشكل كبير، أما عن سبب تسمية هذه النوة بذلك الاسم فهو لأنها "تكنس" البحر بسبب التيارات البحرية الشديدة.

أكد أستاذ الفيزياء البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد أحمد سمير في حديثه "للدستور" أن تآكل الشواطئ نتيجة هجمات النوات يحدث كظواهر طبيعية، وذلك نتيجة للرياح الشديدة التى ترفع موج البحر إلي أكثر من 3 أمتار وتنحر في الصخور وتؤدي إلى تآكل الطبقة الرملية.

وتابع أن ابتلاع البحر للبلوكات الحاجزة للأمواج فى الشواطئ، يأتي بسبب ارتفاع البلوكات 75 سنتيمتر فقط أى أقل من طول الموجة التي تصل إلى 5 أمتار فى النوات الشديدة التى شهدتها مدينة الإسكندرية خلال موسم الشتاء هذا العام.

وتابع أنه يجب زيادة ارتفاع تلك البلوكات حفاظًا على الشواطئ في مواجهة النوات، مشيرًا إلى أن من بين أسباب تآكل الشواطئ كذلك انخفاض خط الساحل في الإسكندرية عن مستوى مياه البحر .

 

جهود الحماية البحرية

ولمواجهة أثار هذه النوة قامت هيئة الحماية البحرية بزيادة عدد البلوكات الخرسانية على شاطئ سيدى بشر لصد قوة الأمواج و منعها من الوصول إلى سور الكورنيش الذى يتعرض لخطورة داهمة. 

كما قرر اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية بوقف الإجازات وبدل الراحات ونشر السيارات والبدالات في المناطق الساخنة، وذلك استمرارًا لأعمال التطهير للشنايش والمصبات والتأكد من جاهزية جميع المحطات وتفريغ بيارات محطات الرفع أول بأول.

كما شدد نافع على استمرار عمل غرفة الطوارئ والخط الساخن ١٧٥ طوال اليوم لتلقي شكاوى المواطنين للعمل على حلها فورًا، وتواجد رؤساء القطاعات ومديري العموم في مناطق عملهم للتأكد من عدم وجود أي مشاكل بالشبكات.

ويطلق أبناء الإسكندرية على فصل الشتاء موسم ‘النوات’.. إذ أن له أسماء ومواعيد محددة معترف بها دوليًا حتي أصبحت قانونًا للبحر يدرس في الأكاديميات والبحريات العالمية تحت عنوان ‘نوات البحر المتوسط’ طبقًا للتقويم السكندري الذي تجاوز عمره المائة وخمسين عاما ووضعه صيادو الإسكندرية وبحارتها.

وجدول النوات أنشأه الصيادون منذ فترات زمنية بعيدة بناء على خبراتهم مع البحر والجو كما أن أسماء النوات قد سميت باسم الموسم التي وقعت فيه، أو ذكرى معينة قد وقعت حينها.

وأجمع خبراء البحرية العالمية على دقة الصياد المصري في تحديد مواعيد وقوة هذه النوات واتجاه الرياح، إذ  حدد الصياد السكندري نوات موسم الشتاء على الإسكندرية بـ  59 يومًا ربما تزيد يوما أو تنقص يومًا.

وتسببت عدد من النوات في تاريخ  الإسكندرية أثارًا مدمرة خطيرة، وذلك مثلما فعلت نوة التي تهب على الإسكندرية فى النصف الأخير من شهر أكتوبر وتستمر لمدة 3 أيام،  وتهب على المحافظة خلالها رياح غربية، وغالبًا ما تكون بدون أمطار إذ شهدت المحافظة خلالها بعام 2015 هطول الأمطار الغزيرة، التى تسببت فى غرق الإسكندرية وشلل حركة المرور.

ومن بين أشهر النوات التي تضرب محافظة الإسكندرية بشكل عام هي نوة قاسم  ونوة عوة وكذلك نوة عيد الميلاد التي تتزامن مع أعياد رأس السنة، وأيضًا نوة الفيضة الصغرى، وكذا نوة الحسوم والسلوم.