رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محسن الغمرى: الاهتمام بالعنصر البشرى اللبنة الأولى فى بناء الحضارات

محسن الغمري
محسن الغمري

قال الكاتب محسن الغمري، إن الاهتمام بالعنصر البشري هو اللبنة الأولى في بناء الحضارات، ويعد التعليم والتثقيف هو التنوير الضروري لعقول الغد. 

وأوضح «الغمري» لـ«الدستور»، تعقيبًا علي توجيه الرئيس بإنشاء المكتبات: «التعليم الأساسي الجاد، في كل مجتمعات العالم، هو المرحلة الإلزامية التي لا استغناء عنها، بأي حال من الأحوال، تلك هي مرحلة بناء وإعداد وتجهيز الفرد، تلك هي منصة إطلاق ذلك العنصر البشري، ليكون فاعلًا بناءً في مجتمعه، وهو لن يكون أبدًا إيجابي الفعل والتفاعل دون أن تُغرس في عقله وروحه فكرة أنه سيجني ثمرة فعله، وأن بيته ليس هو الجدران التي يعيش خلفها مع أسرته الصغيرة، لكنه هو كل المجتمع الواسع الذي يعيش وأبناءه فيه، إن العقل الجمعي للمجتمع يعترف بانهيار منظومة أخلاق مجتمعنا الآن، وذلك نتيجة الإهمال المجحف لمنظومة التعليم الأساسي التي هي حجر الأساس لأي مرحلة تعليمية أو حياتية تالية».

ولفت صاحب رواية «أفندينا» إلى «اختفاء الكتاتيب من قرانا، وقد كانت يومًا الخلية الأولية الضامنة لخروج صبي يعلم كيف يقرأ ويكتب، قادر على مواصلة التعلم والتخرج من الدراسة الابتدائية، التي توازي المرحلة الثانوية في وقتنا هذا، وهي مرحلة لا بد أن تكون ضرورة إلزامية، عتبة أساس لأي فرد قبل خروجه إلى سوق العمل حتى لو كان عملًا حرًا، أو لمواصلة التعلم في أي مجال كان فنيًا أو جامعيًا، التنوير بالتعليم الحازم الجاد هو الوسيلة الوحيدة لإخراج مواطن صالح يضيء الطريق لمن حوله قبل أن يضيئه لنفسه، يعرف واجباته تجاه الآخر، قبل نفسه، يعرف واجبه تجاه الملكية العامة قبل الملكية الخاصة، نحتاج لإرادة واعية مدركة أهمية التعليم والتنوير، الذي لا يأتي مطلقًا من أبنية يطلق عليها اسم أبنية تعليمة، في حين أنها تفتقد العنصر الأول والأهم، ينقصها الإنسان المعلم».

وأوضح «الغمري»: «وبعيدًا عن التنظير، لابد لمجتمعنا من العمل المضني على تغير الكثير من المفاهيم الخاطئة، أرث وتركة عقول جامدة غير قابلة لمواكبة الزمن والعلم، عقول متمسكة بأفكار بالية عفا عليها الزمن، مترسخة في عقول ونفوس شريحة كبير من أبناء المجتمع، نتيجة لغياب العلم والتعلم».

واختتم: «هناك ضرورة قصوى للتأسيس لصناعة مواطن يعرف قيمة: الصدق والأمانة، النظافة والجمال، الالتزام والنظام، إنسان يعرف الفرق البائن بين التوكل والتواكل، لابد من العمل الجاد لخلق إنسان يشعر باحتياجه للعلم والمعرفة بالتوازي مع احتياجه للكساء والغذاء، وهذا لن يكون إلا بالعلم والتنوير وجعل الثقافة متاحة لغير القادر، قبل القادر، والانتباه الواعي لما لقيمة القوى الناعمة، وأولوية البنية التحتية الإنسانية، قبل الحجرية».