رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على قطب عن توجيه الرئيس بإنشاء المكتبات: تفكير حضارى وإعداد للإنسان ذهنيًا وروحيًا

علي قطب
علي قطب

قال الكاتب الروائي الشاب علي قطب، إن التوجه إلى عدم الاكتفاء بالأنشطة التجارية وأن تصاحبها الأنشطة الثقافية وخاصة المكتبات تفكير حضاري وإعداد للإنسان ذهنيًا وروحيًا، والارتفاع بسقف الفكر المشترك يعد استمرارًا لحركة التنوير التي بدأت منذ أيام رفاعة، وحركة العمران لا يمكن أن تكون لها مقصدية سوى الإنسان الذي يصنع الحضارة ويعيشها ويطورها ويحافظ عليها بوصفها المكتسب الأهم الباقي في تاريخه والميراث الدائم الذي يضع نفسه فيه وهو يتواصل مع البشرية، وبالتالي فكل حركة نهضة في العالم تواكبها حركة ثقافية، حدث هذا عربيًا أيام المأمون وحدث في عصر النهضة في أوروبا، وحدث في عصر التنوير، وحدث في عصر محمد علي واستمر إلى جيل العقاد وطه حسين، وتبلور في نجيب محفوظ، وأعيدت صياغته بشكل يرتبط أكثر في المجتمع مع ثورة يوليو التي خرج فيها جيل الستينيات ومشاريع الألف كتاب والمكتبة الثقافية والدوريات المتنوعة التي أفرزت جيل إبراهيم أصلان وخيري شلبي ومجيد طوبيا.

وتابع "قطب" في تصريحات خاصة لـ "الدستور": أما المقترحات التي أراها فأعتقد أن أول ما يمكن طرحه منها هو الدمج بين الثقافي والتجاري، بمعنى أن داخل المطاعم ومحطات الخدمة العامة والكافيهات تكون هناك مساحة للكتاب والمجلة ورقيًا ورقميًا، فداخل المطاعم مثلًا الأسرة تنتظر الطعام لفترة ووجود الكتاب أو القصة أو المجلة شيء مهم بحيث يصبح فعل القراءة وتداول الإبداع سلوكًا اجتماعيًا يوميًا. 

وأضاف: في التعليم لا بد أن يتم ربط المدرسة والجامعة بالمؤسسات الثقافية والمكتبات الواقعة في إطارها الجغرافي باعتبارها من المكونات الأساسية في البيئة، فيكون للطالب أو الدارس رحلة إلى المكتبة والمواقع الثقافية ضمن رحلته إلى الطبيعة البيئية التي يعيش فيها، ويحدث هذا بالكتابة عن هذه الرحلة وتفاعل الطلاب مع بعضهم في عرض أعمالهم سواء بالكلمة أو بالرسم أو بتمثيل الرحلة، ويكون هذا من ضمن الأنشطة التي تدخل في درجات تقييمهم ضمن أعمال السنة، وتكون المكتبات بأحدث الأعمال من الكتب والدوريات، ويكون أمناء المكتبة لديهم الخبرة الثقافية والسلوك الجمالي للتعامل مع طالب في مرحلة التكوين، والمكتبات نفسها تقدم مسابقات للمشتركين فيها ولروادها ولأبناء المكان والمترددين عليها، ويكون ضمن الجوائز نسخًا من الكتب معدة لهذا الغرض، وتواكب المكتبات الفعاليات المحلية والعالمية وكأن فيها بنية مصغرة لهذه الفعاليات بخاصة ما يحدث في مصر من مؤتمرات ذات طابع عالمي وتحدث استضافة للأدباء والمفكرين وحفلات التوقيع ويكون للمكتبات الحكومية حضور قوي على مواقع التواصل الاجتماعي وفعاليات رقمية. ويجب أن ترتبط بهذه المؤسسات حركة نشر لها نشاط صناعي وتجاري تحتاج إلى مقومات ودعم وتيسير عملية إنتاج الكتاب والاهتمام بصناعة الورق محليًا، وربط سوق النشر بالمكتبات المقامة.

ولفت "قطب": وفي هذا الإطار يمكن دعم عملية إدارة المشروعات الثقافية الخاصة بالنشر والتوزيع وفتح المكتبات وإقامة الفعاليات الثقافية، وربط الحياة الثقافية بالإعلام على غرار ما يحدث في الإعلام الرياضي، فمناقشة كتاب لا تقل أهمية عن مناقشة مباراة كرة قدم، وأديب أو فنان تشكيلي أو موسيقي يحمل اسم بلده مثله مثل لاعب كرة قدم في الأهمية والتأثير.

واختتم: لا مانع من أن تنظم المكتبات مسابقات للكتاب والقراء كما يحدث في المسابقات المحلية والعربية والعالمية، فمثلًا أن يحصل عمل أدبي على جائزة مكتبة سيضيف للعمل والمكتبة وينشر مفهوم القراءة التي تحمل أكثر فائدة، فلها فائدة معرفية وفائدة توجيهية لسلوك يحترم ويؤسس للحضارة، وفائدة شعورية للمتعة النفسية التي تحدث التطهير، فتباعد بين الإنسان والتطرف، ويجب أن يحدث هذا ضمن التنمية المستدامة ويحدث بشكل تتابعي مستمر لا يتوقف مع الوضع في الاعتبار أن المثقف هو الذي صنع دستور الأمة عبر عصورها وفي كل مراحلها.