رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية سرقة فراء «أم كلثوم» فى نشرة حكمدارية القاهرة رقم «15»

أم كلثوم
أم كلثوم

فراء أم كلثوم في النشرة رقم “15”، كان عنوان أحد موضوعات مجلة الكواكب المصرية في خمسينيات القرن المنصرم، وفيه حكاية سرقة فراء كوكب الشرق.

والحكاية كما أوردتها مجلة الكواكب ــ من أرشيف نواف سليم ــ  تبدأ بإشارة المقال إلى: "منذ أن سطا أحد اللصوص على مسرح حديقة الأزبكية في ليلة 7 مايو وسرق فراء مطربة الشرق الآنسة أم كلثوم، وبوليس القاهرة يوالي البحث عن السارق ويفتش كل مكان يظن أن الفراء الثمين المسروق قد أخفي فيه. 

ــ هل المعجبات وراء سرق الفراء؟

وقد انطلق بوليس القاهرة وراء المعجبات اللواتي ثبت أنهن دخلن غرفة الآنسة أم كلثوم في مسرح الأزبكية لتهنئتها على فنها الرفيع، وكانت أم كلثوم تحرص على ألا تزدحم غرفتها وكانت تطلب من حارسها الخاص "خليل الصفتي" إغلاق باب الغرفة عليها من الخارج والاحتفاظ بمفتاحها معه حتى إذا انتهت من استقبال فوج من المعجبين والمعجبات سمحت لفوج آخر بالدخول بالطريقة المتقدمة.

ويرجح البوليس أن تكون إحدى المعجبات قد أنتهزت فرصة ازدحام الغرفة بالناس وارتدت الفراء وغادرت به المكان دون أن يلفت ذلك أنظار أحد.. وقد فتش البوليس بعض المنازل ولكنه لم يعثر علي أي أثر للفراء فيها.

وعندما هاجم البوليس بيت أحد تجار مخلفات الجيوش للبحث عن الفراء المسروق فيه، وجدوا في البيت أكثر من قطعة من قطع الفراء التي كانت تصنع منها سترات جنود سلاح الطيران البريطاني أثناء تحليقهم في الجو، ومن سترات مبطنة بالفراء الخالص لكي تقيهم برودة الجو، وكانت هذه القطع قد آلت إلى التاجر ضمن صفقة من المخلفات، أما فراء الآنسة أمكلثوم فلم يكن بين هذه القطع.

ــ هل وراء السرقة “كودية” زار ؟

ويلفت كاتب المقال إلى: "وفض البوليس مظروف خطاب قالت لهم فيه صديقة أم كلثوم الحميمة، إن فراء البلبلة الفريدة موجود لدى سيدة من محترفات الزار تقيم في حي العباسية، وأن هذه السيدة اشترت الفراء المسروق بثلاثين جنيها من "دلالة" ذكرت اسمها. وعندما بحث البوليس عن حقيقة ما جاء في هذا الخطاب، تبين أن شيخة الزار هذه تحتفظ في منزلها بملابس مختلفة بينها "الردنجوت"، والجبب والقفاطين وبعض الجاكتات المصنوعة من جلود الأرانب البيضاء و لتوزعها على صاحبات "الأسياد" ليحضرن بها الزار.

ــ ربة منزل تراسل حكمدارية القاهرة من أجل الفراء

وقالت مدام "ج. ل" في الرسالة التي أرسلتها إلي حكمدارية القاهرة، أنها من اليونانيات ولكن صوت أم كلثوم يشجيها ويثير شجونها، وأنها كثيرا ما جلست إلي جوار جهاز الراديو لتستمع إلي صوتها العذب، وقد دفعها حبها لـ أم كلثوم منذ قرأت نبأ سرقة الفراء الخاص بها إلي مواصلة البحث عنه في بعض الأوساط التي تتردد عليها إلي أن أهتدت إليه لدي مدام "ك. س" التي بادرت عقب الحصول عليه إلي صبغه بالون الأسود لتخفي معالمه.

ولم يقف البوليس مكتوف الأيدي أمام هذه الواقعة، وعندما قام بتحقيقها ظهر أنمدام "ك. س" تملك الفراء المتهمة بسرقته منذ ثلاث سنوات، وأنها اشترته من متجر معروف في القاهرة بحوالي 320 جنيها بموجب فاتورة بيع.

ــ حكمدار القاهرة يعمم نشرة بأوصاف الفراء

وقد أذاع حكمدار القاهرة اللواء "عبد العزيز صفوت" نشرة علي رجال البوليس في مختلف المحافظات والمديريات، وعلي تجار الفراء في مصر، تضمن أوصاف الفراء المسروق وطلب إلي تجار الفراء معاونة البوليس في القبض علي من يتقدم إليهم به، وإخطار إدارة المباحث الجنائية بمحافظة مصر.

وقد ذيلت نهاية المقال، بنشر صورة زنكوغرافية للنشرة رقم “15”، والتي أصدها حكمدار القاهرة عبد العزيز صفوت للبحث عن فراء أم كلثوم المسروق.