رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاد ومثقفون: «النور الأبيض» تخترق قضايا مجتمعية مهمة وتحمل روحًا صوفية

نقاد ومثقفون: النور
نقاد ومثقفون: "النور الأبيض" تخترق قضايا مجتمعية هامة وتحمل

أقام أتيليه العرب للثقافة والفنون (جاليري ضي) حفل مناقشة وتوقيع المجموعة القصصية "النور الأبيض: للروائي والمؤرخ والناقد د. طارق منصور، وقد أدار اللقاء الشاعر أ. محمد حربي، وقام بالمناقشة جمع من النقاد والكتاب على رأسهم الناقد الكبير د.شريف الجيار، والفنان الكبير حسين نوح، والشاعر والمترجم م. شرقاوي حافظ، والشاعرة د. شيرين العدوي، وعقب عليها بعض الحضور منهم الكاتب صابر الجنزوري، والناقد ياسر عبد الرحمن، محمود أمين؛ في حضور جمع كبير من المثقفين والكتاب والشعراء، حيث اكتظت القاعة بهم.

افتتح اللقاء الكاتب الصحفي والشاعر محمد حربي بالترحيب بضيوف الندوة في جاليري ضي، وقد أشاد بالمجموعة القصصية وبمستواها الفني، رغم بعض ملاحظاته عليها، حيث أكد أنها تنطلق من البعد الاجتماعي وتطرق إلى قضايا مجتمعية بعضها غاية في الخطورة، لما لها من تأثيرات على المجتمع. ويشير حربي إلى أن الكاتب تأثر بحسه الروائي، والذي ظهر في أسلوب كتابته، ليعود بنا إلى كتابات يوسف إدريس ومن في جيله.

وأبدى الفنان والكاتب حسين نوح إعجابه الشديد بالمجموعة القصصية، وأشاد بعبقرية الأفكار الواردة فيها، لما لها من أهمية في كشف عدد من العورات المجتمعية والتنبيه إليها، علاوة على أنها تتمتع ببنية فنية متماسكة، تثير عقل القارئ وتحفزه؛ وأنها مجموعة تصلح للإنتاج السينمائي.

أما الناقد د. شريف الجيار فقد أشاد بالمجموعة القصصية وبمستواها الفني العالي وأكد على أن الكاتب يكتب وهو متكئ على أسلوبه الروائي، وعينه على السينما، بل والسيناريو أيضا؛ وهو ما يظهر في الشكل العام لها. كما أضاف أنه يركز أيضا على البعد الصوفي والروحاني في عدد من القصص، ومنها القصة الأولى التي جاءت تحمل اسم المجموعة "النور الأبيض".

وأكد الجيار أن طارق منصور ينطلق من قاعدة الأخلاق وأنه يكتب من نافذة القيم الإنسانية، ومن نافذة البحث عن إنسان جديد يتخلق بأخلاق وسلوكيات حكيمة، تبحث عن الإنسان القويم. ولذا فإنه يستدعي صورا من الماضي القريب ليقف بها على ما وصل إليه الحاضر، كما أن المؤلف يبحث عن المفقود، بل عن الجنة الموعودة في هذه الأيام، والتي يبدو أنه يفتقدها على أرض الواقع.

واختتم الجيار كلامه بقوله إننا أمام مجموعة قصصية متميزة، تنتصر للمرأة بشدة، وللمهمشين أيضا في هذا المجتمع، وهي الأنماط التي لا يكتب الكثيرين عنها اليوم.

أما الشاعرة د. شيرين العدوي فقد أكدت على أن طارق منصور استخدم الواقعية الجديدة كمنهج لكتابة المجموعة القصصية، وهي الواقعية التي ظهرت في الأدب الأمريكي الحديث، حيث صور الواقع بدقة تفاصيله ووقف عنده، بل وأعاد تشكيله.

وأكدت العدوي أن هذه المجموعة تتميز بأنه يمكن قراءتها في كل زمن، وتعطيك نفس المعنى. وأن الابيستمولوجيا في هذه المجموعة القصصية تعطينا إشارات لما سيحدث، حيث يود أن يظل النور الأبيض بداخلنا؛ فهو يبحث عن النور الأبيض بداخل النفس البشرية. وكل قصة من قصص هذه المجموعة لها رؤية ورمزية خاصة، وتثير عددا من القضايا المهمة؛ حيث يجعل طارق منصور من الإنسان مادته الحية.

أما الشاعر والمترجم شرقاوي حافظ فقد استعرض القصص الواردة في المجموعة وأشاد بمستواها الفني، ولغتها الرفيعة، مؤكدا على قضية الأخلاق التي يهتم بها المؤلف في تلك المجموعة، والتي ينتصر لها، إلى جانب الحس الصوفي الوارد في بعضها أيضا.

أما الناقد ياسر عبد الرحمن فأكد في تعقيبه ورؤيته النقدية أن من سمات طارق منصور في فنيات الكتابة أنه يجيد رصد المنطقة السوداء في النفس البشرية بدقة شديدة، معقدة التفاصيل. كما أنه استخدم تقنيات الرواية وطوعها لفن القصة القصيرة بإحساس جميل للغاية؛ واستطاع أن يقدم الأب بصورة جيدة في أكثر من قصة مركزا على دوره داخل الأسرة المصرية، بأكثر من صورة. وفي المجمل فقد أكد الناقد ياسر عبد الرحمن على أهمية المجموعة القصصية، وأن الملاحظات التي ذكرها ما هي إلا وجهة نظر لا تقلل من قيم العمل.