رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روشتة علاجية مضمونة النتائج متاحة للجميع‎‎

عاش العالم بأسره في كارثة وبائية راح ضحيتها ملايين من البشر لم ينج منها أغنياء العالم ولا أقوياء القامة، فتساوي الجميع أمام الكارثة الجائحة، وافتقد البشر العلاقة الإنسانية والمشاعر الأخوية، وكان لزامًا الرجوع إلي روشتة علاجية شافية وكافية مضمونة النتائج لا غني عنها متوافرة للفقير كما للغني، عنوان الدواء اسمه المحبة، العناصر التالية:
أولًا:  الخلو من مكروب الرياء (المحبة فلتكن بلا رياء).
ثانيًا: تجنب الشرور (كونوا كارهين الشر).
ثالثًا: (ملتصقين بالخير).
رابعًا: (وادين بعضكم بعضا بالمحبة الأخوية).
خامسًا: (مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة).
سادسًا: ( غير متكاسلين في الاجتهاد).
سابعًا: (حارين روحيا).
ثامنًا: (عابدين الله).
تاسعًا: (فرحين في الرجاء).
عاشرًا: (صابرين في الضيق).
حادي عشر: (مواظبين علي الصلاة).
ثاني عشر: (مشتركين في احتياجات الآخرين).
ثالث عشر: (عاكفين علي إضافة الغرباء).
رابع عشر: (باركوا ولا تلعنوا).
خامس عشر (نفرح مع الفرحين ونشارك المتألمين في آلامهم).
سادس عشر: (لا تكونوا حكماء في أعين أنفسكم).
سابع عشر: (لا تجازوا أحدًا عن شر بشر).
ثامن عشر: (اعتنوا بالأمور الجيدة قدام جميع الناس إن كان ممكنًا).
وأخيرًا: (سالموا الجميع إن أمكنكم).
إلي الأحباء والأصدقاء بل وإلي القراء الأعزاء قد ترون في هذه الروشتة العلاجية شيئًا من الصعوبة في تحقيقها أو تناولها فطبيعة الإنسان بشريًا يري تساهلًا أو فرصة لتمادي المخطئ في أخطائه ولكن عنصر المحبة والتسامح وبناء العلاقات الحميمية تحتاج إلي التدبر في المواقف واختيار البناء الأفضل، في مقابل الهدم المؤلم والمخزي أحيانًا.
إن العالم مزدحم بالهموم، وسباق الحصول علي المراكز وأفضل المواقع في تنافس مؤذي في كينونته وموجع في صراعاته حتي لم يعد وقت لجمع الشمل الأسري أو للتأمل في مراحم الخالق العظيم الذي يراقب الكون في كل ركن من أركان عالمنا، أو حتي ما بعد عن كورتنا الأرضية فهناك كواكب اخري لم نكتشفها بعد وهنا لابد من التطلع إلي العلاء غير المدرك الي الخالق الأعظم الذي خلق عالمنا، وإن ظهرت عوالم أخري.
أمام هذا الكون الفسيح وتعدد اللون واللغة والهدف يقف المرء عاجزًا عن وصف هذه الكرة الأرضية، وإن ظهرت مواقع أخري موازية أو مغايرة لكرتنا الأرضية، فلا غرابة أو ذهول، فالخالق الأعظم هو وحده المتطلع إلي خلائقه وإن تعددت ألوانهم أو لغاتهم وحتي أهدافهم، كل هذا يزيدنا تمسكًا بالخضوع للخالق في خليقته والذي وحده يري ما لا نراه ويسمع ما لا نسمع، لأنه خالق الكينونة بكلمته، كن فيكون، وما علينا إلا أن نرفع عيوننا إلي من لا نراه، لكننا ندرك قدرته الفائقة التي نعجز عن تعليلها.
وإلي قارئ هذا البيان الذي أراه دواء لكل مرّي النفس لمن جرح من جار أو صديق، أو من قريب في الأسرة الواحدة أن يرتفع فوق الإساءة ويستبدلها بالتسامح والمغفرة بل يطرح الخطأ وراء الظهر حتي لا يراه ونتدرب علي اختيار أفضل الكلمات التي تبني ولا تهدم تريح ولا تتعب، مدركين أن لكل عالم هفوة، كما لكل جواد كبوة، وأفضل دواء في العلاقات الإنسانية أن نذكر الإيجابيات وننسي الهفوات وإن كانت خادشة أو حتي جارحة.
فقد تصدر عن زلة لسان أو ظنًا عابرًا والنصيحة الربانية هي أن نكون مدربين علي مسالمة الجميع، فالوقت سريع النهاية، ولا مجال للعداء أو المقاطعة، بدءًا من البيت والأسرة، إلي الجار والزميل إلي المحيطين بنا والبعيدين عنا مهما بعدت المسافات، وضاقت الساعات، داعين إلي السلام والإخاء والبذل والعطاء قدر الطاقة حتي لو تجاوزناها، مؤكدين أن رب العلي أعظم وأقدر، وكرتنا الإرضية
ولو بدت هناك كرات أخري موازية أو متباعدة فلا يرعبنا، فالخالق الأعظم هو سيد الكينونة مهما تباعدت أو تناثرت، فالكل منه وبه وله، وما علينا إلا أن نكون من الشاكرين، معلنين الصوت الملائكي "المجد لله في العلي وعلي المسكونة السلام إلي مدي الأيام". إنها لمحة نورانية لعلها تشرح صدورنا وتريح متاعبنا وتوحد قدراتنا، لا لطمع منا، بل لطلب السلام من ملك السلام، رب الأنام اليوم وإلي نهاية الأيام.