رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا النساء هن الأكثر عرضة لخطر التغيرات المناخية؟

النساء وتغير المناخ
النساء وتغير المناخ

يُنظر إلى النساء بشكل متزايد على أنهن أكثر عرضة من الرجال لتأثيرات تغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنهن يمثلن غالبية فقراء العالم، ويعتمدن بشكل أكبر نسبيًا على الموارد الطبيعية المهددة، وفقًا للنتائج التي توصل إليها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC).

وأوضحت النتائج أيضًا أن تعرض المرأة لتغير المناخ ينبع من عدد من العوامل (الاجتماعية والاقتصادية والثقافية)، وتشكل النساء 70% من 1.3 مليار شخص يعيشون في ظروف من الفقر، ففي المناطق الحضرية هناك 40% من أفقر الأسر ترأسها نساء، كما تهيمن النساء على إنتاج الغذاء في العالم (50%-80%)، لكنهن يملكن أقل من 10% من الأرض.

حِمل ثقيل

وبالتواصل مع نيكولاس فيليب، الباحث البيئى بمبادرة المناخ والتنمية الإفريقية بجنوب إفريقيا، أكد أن النساء أكثر عرضة 14 مرة للوفاة من كارثة مناخية من الرجال، وفقًا لتقارير هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والتي تبين من خلالها أن الآثار الضارة للكوارث الطبيعية تؤثر على الفئات المهمشة، بمk في ذلك النساء والأطفال، بشكل غير متناسب.

واستكمل الباحث البيئي حديثه مع "الدستور"، قائلًا: "إننا نشهد بالفعل بعض الآثار المدمرة لتغير المناخ، مع تزايد الفيضانات والأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى، والنساء هن الأكثر ضعفا في هذه المواقف، ويواجهن أقصى المخاطر بسبب وضعهن الاجتماعي والاقتصادي، فضلًا عن تأثرهن بشكل غير متناسب بالظواهر الجوية الشديدة، وفقدان الإنتاجية الزراعية، وتدمير الأرواح والممتلكات وما إلى ذلك، وكل ذلك ينبع من أزمة المناخ.

 


وأضاف: "تعزيز مكانة المرأة في التجارة يسمح لها بلعب دور رئيسي في معالجة تغير المناخ مع زيادة دخلها ودفع النمو العام، فقد سلطت أزمة المناخ تركيزًا شديدًا على العمل المهم الذي يجب القيام به اليوم من أجل الحصول على غدٍ أكثر استدامة".

وتابع: "تتمتع النساء أيضًا بالمعرفة والفهم لما هو مطلوب للتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة من أجل تحديد الحلول العملية، لكن تظل النساء مورداً غير مستغل إلى حد كبير بسبب التحيزات القائمة، بما في ذلك تقييد حقوق الأرض، ونقص الوصول إلى التدريب والتكنولوجيا والموارد المالية، ومحدودية الوصول إلى صنع القرار السياسي بسبب التمثيل الناقص".

أما عن الحلول المستدامة، فأكد: "من الضروري الاعتراف بالمساهمات المهمة للنساء كصانعات قرار ومقدمات رعاية وأصحاب مصلحة وخبيرات ومعلمات في جميع القطاعات، لأنه مع هجرة المزيد من الناس للعثور على حياة أفضل، سيكون عمل المرأة وقيادتها أكثر أهمية من أي وقت مضى لمساعدة المجتمعات الضعيفة على التكيف مع آثار تغير المناخ".

الأكثر عرضة للخطر

النساء أكثر فقراً لأنهن يكسبن أقل، ولديهن وظائف أقل أمانًا، ويعتمدن بشكل أكبر على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ أكثر من غيرها، وذلك فقًا لتقرير صادر عن Care، وهي مؤسسة خيرية دولية، كما أشار البنك الدولي إلى أن المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، التي تعمل فيها العديد من النساء، أقل قدرة على تحمل تكاليف تغير المناخ من الشركات الكبيرة.

كانت قد وجدت المنظمة العالمية للتنمية الاقتصادية (WEDO) أن هناك عددًا من التحديات التي تجعل من الصعب على النساء إدارة المواقف ذات المخاطر المناخية العالية، مما يسهم في نزوحهن.

وكشفت ورقة بحثية أعدهما مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان «الآثار المتوقعة لتغير المناخ على صحة المرأة»، عن أن الحوامل سيكنّ أكثر عرضة للخطر، وتشمل الآثار التفاضلية الخاصة على النساء ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات المرتبطة بالحرارة والجسيمات.

وأكدت الدراسة المنشورة في عام 2022، أن مخاطر الحمل الناتجة عن التغيرات المناخية تشمل الولادة المبكرة وتأخر نمو الجنين واضطرابات ارتفاع ضغط الدم والتأثيرات على الصحة العقلية، ومن الضروري لمقدمي الرعاية الصحية للنساء مساعدة مرضاهم من خلال الدعوة السياسية، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة، والتركيز على التغذية والاستشارات المتعلقة بنمط الحياة.