رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسؤول بـ«أي بي إم» العالمية: نعمل مع مصر وإفريقيا على التوعية بالتنمية المستدامة (حوار)

جانب من الحوار
جانب من الحوار

أشاد عدد من ممثلي الشركات العالمية المشاركين في قمة المناخ “COP 27” بنجاح مصر في تنظيم المؤتمر، مؤكدين على دور الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحويل هذه الدورة لدورة التنفيذ للقرارات والتوصيات التي سيتم الانتهاء منها على مدار جلسات المؤتمر والمقرر اختتامه نهاية هذا الأسبوع.

حاورت "الدستور" جاستينا نيكسون، رئيس قطاع المسؤولية الاجتماعية بشركة “أي بي إم" العالمية، والتي أعربت عن تقديرها للحكومة المصرية على الدورة المتميزة والرائعة في حسن التنظيم والإدارة، موضحة أن مصر من أهم الدول الأفريقية للشركات العالمية والتي تستهدف المبادرات الرائدة لحد من التغيرات المناخية ونشر التوعية بأهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة ونشر الحلول الموفرة للطاقة والتحول للاقتصاد الرقمي الأخضر.

وإلى نص الحوار 

-هل يمكنك تقديم نفسك وإعطائنا لمحة عامة عن سبب اهتمامكم بالتواجد في COP27؟

أنا جاستينا نيكسون، رئيس قطاع المسؤولية الاجتماعية بشركة أي بي إم العالمية، ومسؤولة عن وضع وتنفيذ الاستراتيجية الخاصة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات وإعداد التقارير، حرصنا في IBM على المشاركة في المؤتمر نظراً لأهميته في دعم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة.

 لقد قررنا المشاركة في COP27 بصفتنا الشريك التكنولوجي لما يمثله من فرصة لتجمع القطاعين الخاص والعام معاً لإظهار الخطوات التي يمكن القيام بها سوياً والالتزامات التي يمكن أن نتعهد بها للحفاظ على الطبيعة واستدامة مواردنا للأجيال القادمة. فمؤتمر المناخ هو المكان الذي يمكننا فيه تكوين شراكات جديدة، وتوضيح ما توصلنا له، وتبادل الآراء والنقاشات المثمرة حول تغير المناخ، وسبل دعم المجتمعات الأكثر احتياجاً، وكيفية العمل معاً لإحداث فرق حقيقي وملموس.

أنا هنا أدعو للعمل مع شركائنا والتأكيد على الحاجة إلى توظيف التقنيات المبتكرة والحلول التكنولوجية لكي نتمكن من إحداث الفرق خاصة بالمجتمعات الأقل حظاً. والحقيقة اننا شهدنا حفاوة وترحيب بتواجدنا، وأود ان اشيد بالتنظيم الناجح من قبل الدولة المصرية للمؤتمر وهو ما يعكس مكانة مصر وتأثيرها الإقليمي والعالمي.

- ما هي التحديات الرئيسية في طريق الاستدامة التي رأيتيها طوال مسيرتك المهنية في IBM؟

أعتقد أن البيانات هي إحدى أكبر التحديات، لا يمكنك إنشاء حلول جديدة أو مساعدة المجتمعات الهشة ما لم نتمكن من جمع وفهم وتحليل البيانات من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة. 

لذلك، أعتقد أن أحد أكبر التحديات التي تعمل IBM على حلها مع الكثير من العملاء، بما في ذلك شركائنا من المؤسسات والجمعيات الغير هادفة للربح، هو النظر إلى البيانات لمساعدتنا في إنشاء حلول تقنية مفيدة.

-كشركة عالمية، كيف تساعد IBM الدول النامية؟

نقوم بالكثير من المشروعات والأنشطة في إفريقيا، وبالفعل يركز برنامج مسرع الاستدامة على ملاوي والمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، ونركز أيضًا على مشاريع الطاقة النظيفة في ثلاث مناطق في إفريقيا بما في ذلك مصر وكينيا و25 منطقة بجنوب الصحراء الكبرى، لذلك هذا جزء كبير من استثماراتنا على مدى السنوات القليلة المقبلة.

-في رأيك، ما هي الدول الأكثر تأثرا بتغير المناخ؟

أعتقد أن هناك الكثير من المجتمعات الهشة التي تضررت بسبب تغير المناخ، فبالإضافة إلى البلدان التي ذكرتها في إفريقيا، نعمل في بعض المناطق في الهند وأمريكا اللاتينية، ونتطلع إلى العمل بجميع أنحاء العالم، وخاصةً المناطق التي نشعر فيها بوجود مجتمعات ضعيفة أكثر تتأثراً عن غيرها بتغير المناخ.

-هل هناك نموذج محدد قمتم بتطويره لمشاريع الاستدامة البيئية في أي من البلدان؟

نعم، اشتركنا مع مؤسسة هايفر الدولية في مبادرة بدولة ملاوي بإفريقيا من أجل العمل الزراعي المستدام، حيث قمنا بإتاحة الوصول للوسائل الرقمية لمساعدة المزارعين على اتخاذ القرارات الانسب بشأن الوقت الأمثل للزراعة لزيادة إنتاج المحاصيل.

هذا مثال على برنامج بدأناه في وقت مبكر من هذا العام، نشهد حالياً نتائجه الإيجابية.

-ما هي رسالتك لـ COP27؟

يمثل تركيز COP27 على "التنفيذ" أمر مهم للغاية، لأن العديد من الشركات والحكومات بالفعل أعلنت عن اهافها للاستدامة، ولكن بات من الضروري ان نبدأ في مناقشة الحلول وكيفية تطبيق هذه الالتزامات. 

هذا هو الوقت لمضاعفة جهودنا لدعم المجتمعات الهشة كونهم الأكثر تأثراً ليس فقط بالتغيرات المناخية، ولكن أيضاً كونهم الأقل استفادة من الخدمات التكنولوجية خلال فترة الوباء، لذلك من المهم جداً أن نواصل دعم تلك المجتمعات.

-ما هي رسالتك للمشاركين في COP27؟ وما هي خططك خلال المؤتمر؟

هناك مجالات نركز عليهما، أولاً، كيف نتأكد من أننا نؤهل الكوادر البشرية ونعدًهم للوظائف المستقبلية والمشاريع الخضراء، والتأكد من استعدادهم لدعم الاقتصاد الجديد.

في العام الماضي، التزمنا بتأهيل 30 مليون شخص على مستوى العالم بالمهارات التقنية والوظائفية اللازمة، بحلول عام 2030 والذي نقوم به من خلال الشراكات الناجحة مع الحكومات والوزارات والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لتقديم منصة SkillsBuild التعليمية بشكل مجاني. 

314765228_1978114999050511_1114886331316012621_n
جاستينا نيكسون، رئيس قطاع المسؤولية الاجتماعية بشركة أي بي إم العالمية

فمثلاً في مصر تعاونا مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات الرقمية للمواطنين المستفيدين من مبادرة حياة كريمة، كما تعاونا مع المصرية للاتصالات لإطلاق مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية في المحافظات كأول مدارس ذكية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. 

المجال الثاني يركز على الاستدامة ويتمثل في برنامج مسرع الاستدامة والذي أطلقناه مطلع العام الحالي للعمل مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية لدعم المجتمعات الهشة والأكثر تأثراً بتغير المناخ من خلال تنمية وتوسيع نطاق مشاريعهم باستخدام تكنولوجيات IBM مثل حلول البيانات والذكاء الاصطناعي. 

وكنا قد ركزنا في المرحلة الأولى للبرنامج على الزراعة المستدامة، حيث عملنا مع صغار المزارعين، على سبيل المثال، في ملاوي علي تطوير حلول رقمية باستخدام تقنيات IBM لمساعدتهم على زيادة غلة محاصيلهم. 

أما المرحلة الثانية، فهدفنا فيها الى مساعدة المنظمات غير الربحية لتقديم حلول الطاقة النظيفة، وبعد تقييم أكثر من 100 طلب من جميع أنحاء العالم، أعلنا خلال مؤتمر صحفي ضمن فاعليات COP27 عن فوز المؤسسة المصرية بيئة بلا حدود ‘Environment Without Borders’ ضمن المشروعات الفائزة على مستوى العالم في برنامج مسرع الاستدامة لهذه المرحلة. وكانت المؤسسة، وهي منظمة أهلية معنية بشئون البيئة تأسست في عام 2015، قد تقدمت بمشروع لتطوير منصة لإدارة واتاحة خيارات لاستخدام الطاقة النظيفة في مصر وتتبعها والإبلاغ عنها، وذلك بهدف تعزيز البنية التحتية المرنة والمستدامة، بالإضافة إلى مساعدة سكان المجتمعات النائية، والتي تعتبر الطاقة بالنسبة لهم مكلفة وغير موثوقة.

علمًا بأن المنصة ستعزز إدارة الطاقة النظيفة بالاعتماد علىIBM Environmental Intelligence Suite وIBM Cloud.

جدير بالذكر أن المؤسسة المصرية بيئة بلا حدود فازت ضمن أربعة مؤسسات عالمية أخرى، وهم: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" لزيادة الوصول إلى طاقة مستدامة وميسورة التكلفة وموثوقة في البلدان الأفريقية، ومؤسسة "الطاقة المستدامة للجميع"، ومشروع نموذج ذكي لتوقع احتياجات الطاقة على أساس النشاط البشري الحالي والمستقبلي، ومؤسسة "نت زيرو أتلانتيك"، ومشروعها لإنشاء أداة رقمية تفاعلية تعرض التأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للعقود الآجلة لنظام الطاقة المحتمل في مدينة نوفا سكوشا الكندية، وأخيرًا مؤسسة "حكومة مدينة مياكوجيما"، ومشروع دعم تطوير استراتيجية للطاقة المتجددة بما في ذلك شبكة صغيرة في جزيرة مياكوجيما التي تواجه مشاكل مناخية حادة بسبب الأعاصير في اليابان.

وتطلبت عملية الاختيار التزام مقدم الطلب بدعم المجتمعات المعرضة بشكل خاص للتهديدات البيئية، وقدرته على زيادة الوصول إلى خدمات الطاقة النظيفة بأسعار معقولة، وتركيزه الاستراتيجي وشفافيته في القياس وإعداد التقارير، من بين أمور أخرى. لذا فالأمر يتعلق أولاً بتشخيص الفجوات الحالية، ومن ثم فهم كيفية معالجتها. لذلك، فتركيزنا دائماً على أهمية دور توظيف التكنولوجيا وإقامة الشراكات القيمة والناجحة.

-ما المشاريع التي تستهدفينها وكم تستثمر IBM في هذه المشاريع؟

نستهدف العديد من التحديات ونركز على مجال مختلف في كل مرحلة. ومع اهتمامنا بحلول الطاقة النظيفة خلال هذه المرحلة، حرصنا أن نكون هنا في COP27، لأن حلول الطاقة النظيفة لها أولوية قصوى بالنسبة لمؤتمر الأطراف.

أما بالنسبة للاستثمارات، توفر IBM حوالي 10 ملايين دولار لكل خمس شركات نتشارك معها لذلك يحصل كل منهم على استثمار بحوالي 2 مليون دولار من IBM على مدار عامين.