رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وسط انقسامات سياسية واستراتيجية.. من المنتصر فى الصراع «الأمريكى- الروسى» بقمة العشرين؟

قمة العشرين
قمة العشرين

ذكرت مجلة “ذا ديبلومات” الأمريكية المتخصصة في الشئون الآسيوية، اليوم الإثنين، أن حرب أوكرانيا والصراع الأمريكي الروسي الصيني يهيمن على قمة العشرين، مشيرًة إلى أنه على الرغم من غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن قمة العشرين “G20” المقرر انطلاقها غدًا الثلاثاء، في ظل انقسامات استراتيجية متزايدة. 

التداعيات الاقتصادية والاستراتيجية 

وأفادت المجلة الأمريكية في تقريرها، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر القمة، لكن التداعيات الاقتصادية والاستراتيجية لغزوه لأوكرانيا من المرجح أن تلقي بظلالها على قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع، والتي تفتتح غدًا في بالي بإندونيسيا.

ووفقًا للتقرير، تركز الأجندة الرسمية للقمة على الصحة والطاقة المستدامة والتحول الرقمي، ولكن على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها إندونيسيا المضيفة، فإن هذه التهديدات تهدد بالتهميش بسبب العديد من الأزمات الدولية الملحة، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية وتزايد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. 

وأعلنت الحكومة الروسية، الأسبوع الماضي، أن “بوتين” لن يحضر القمة رغم دعوة دائمة من نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو، وهذا شيء لا يمكن أن يكون قد فشل في أن يبعث على الارتياح للحكومة الإندونيسية، بالنظر إلى احتمال أن يكون بعض القادة الغربيين قد قاطعوا القمة إذا حضرها بوتين.

وتابعت أن الحرب كان لها تأثير شبه مغناطيسي على مسار رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين، مما أدى إلى تركيز القمة على مسائل الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وتعميق الانقسامات الاستراتيجية العالمية.

روسيا وتمديد مبادرة الحبوب

وفي غضون ذلك، فقد كان السؤال الرئيسي المعلق على قمة بالي هو ما إذا كانت روسيا ستوافق على تمديد مبادرة الحبوب، والتي من المقرر تجديدها في 19 نوفمبر الجاري. 

ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إلى مزيد من الضغط على روسيا لتمديد الاتفاق، قائلاً إنه يجب على موسكو "التوقف عن ممارسة التجويع مع العالم".

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، بحسب التقرير، كافحت إندونيسيا للحفاظ على التركيز الاقتصادي للقمة، كما واجهت ضغوطا مكثفة من الدول الغربية لحرمان روسيا من قمة الزعماء وحتى لطردها من التجمع برمته.

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نُشرت هذا الأسبوع، وصف “جوكوي” قمة مجموعة العشرين القادمة بأنها ربما تكون "أصعب" قمة حتى الآن، بالنظر إلى المناخ السياسي العالمي.

بينما تمسك جوكوي بحزم بشأن مسألة حضور روسيا، عوض جوكووي، وهو ليس زعيمًا معروفًا باهتمامه القوي بالشئون الخارجية، عن طريق القيام بـ"مهمة سلام" إلى كييف وموسكو في وقت سابق من هذا العام، حيث عرض التوسط في النزاع وسعى إلى تأمين إمدادات الحبوب من شرق أوكرانيا الذي مزقته النزاعات. 

كما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للظهور في القمة، على الرغم من أن أوكرانيا ليست عضوًا في مجموعة العشرين، كما انه من المتوقع أن يلقي زيلينسكي كلمة في القمة عبر رابط الفيديو.

صراع أمريكي- روسي يهيمن على قمة العشرين

وأثبت الخلاف حول الحرب الروسية على أوكرانيا والتوترات المتفاقمة أنها خلفية مشئومة لقادة العالم الذين يجتمعون في جزيرة بالي الاستوائية لحضور قمة مجموعة العشرين.

ومع اقتراب الركود في الأفق مع محاربة البنوك المركزية للتضخم المرتفع لعقود والذي نتج جزئياً عن الحرب ، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن إنهاء الصراع سيكون "أفضل شيء يمكننا القيام به للاقتصاد العالمي".

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في صحيفة تلغراف، روسيا بأنها "دولة مارقة" وانتقد رئيسها فلاديمير بوتين.

وكتب “سوناك” الذي تولى المنصب الشهر الماضي “القادة يتحملون المسئولية، يظهرون، ومع ذلك، في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا هذا الأسبوع، سيبقى مقعد شاغر”، حيث إن الرجل المسئول عن الكثير من إراقة الدماء في أوكرانيا والصراعات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم لن يكون هناك لمواجهة أقرانه، ولن يحاول حتى شرح أفعاله".

وتصاعدت الضغوط مع تدمير الهجمات الروسية للبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، مما زاد من البؤس في المدن المتضررة تمامًا مع انتشار برد الشتاء.

وتوفر اجتماعات مجموعة العشرين فرصة أخرى للقادة لإظهار الوحدة في دعمهم لأوكرانيا، وهي مناقشات لا تنفصل عن تلك التي تدور حول كيفية تعزيز الأمن الجماعي، كما شملت تداعيات الحرب العالم، حيث أدت الاضطرابات في شحنات الحبوب وإمدادات الطاقة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل حاد، وذلك بحسب تقرير “ذا ديبلومات”.