رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد وصف مرصد الأزهر.. لماذا «الكبتاجون» هو مخدر الإرهابيين؟

مخدر الكبتاجون
مخدر الكبتاجون

أثار تحذير أطلقه مرصد الأزهر من عقار “الكبتاجون” في الأيام الأخيرة إلى التساؤل حول هذا العقار، والسبب وراء هذا التحذير من قبل تلك المؤسسة ذات القدسية والثقل.

تأتي تحذيرات المرصد من هذا العقار مؤخرًا بسبب تصدر “الكبتاجون” العديد من أخبار وسائل الإعلام المختلفة، وذلك بعد أن قرر تنظيم داعش الإرهابي الاعتماد على الاستفادة من هذا العقار في تنويع مصادر الدخل، وتمويل الأنشطة الإرهابية، بالإضافة إلى استخدامه للسيطرة على العناصر ورفع قدراتهم القتالية، وذلك حيث أن استخدام هذا العقار يؤدي إلى اليقظة المتواصلة لأيام، كما يمنح شعورًا كاذبًا بالسعادة والشجاعة.

وقد اتضح أن عناصر التنظيم الإرهابي قد استخدمت هذا العقار خلال المعارك التي ساعدتهم على احتلال مساحات شاسعة داخل العراق وسوريا، وذلك لأنه يُبطل الشعور كذلك بالإرهاق على نطاق واسع، ولذلك عُرف في الفترة الأخيرة باسم "مخدر الإرهابيين".

والكبتاجون أو فينيثايلين هو أحد مشتقات مادتي الأمفيتامين والتيوفيلين، وهو عبارة عن مادة كيميائية مُنشِّطة، كانت تُستخدَم -قديمًا كمُنشِّط تحت مسميات: كبتاجون وبيوكابتون وفيتون.

وعقار "الكبتاجون" ظهر في الستينيات من القرن الماضي، وكان يُستخدم مضادًّا للاكتئاب ولعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وذلك حسب الخبير الدوائي عصام سمير، والذي أوضح أن هذا العقار سمي باسم "كوكايين الفقراء"، بعد أن اكتشف إمكانية إدمانه الكبيرة، مضيفًا أن تأثيره خطيرًا للغاية على كل من معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم وكذا التنفس، وارتفاع الضغط بالإضافة إلى تسببه في حدوث حالات اكتئاب شديدة، وخمول وأيضًا قلة النوم وتسمم القلب والأوعية الدموية.

وتابع عصام أنه في حال توقف الشخص الذي يتعاطى الكبتاجون عن التعاطي فجأة، فإن ذلك سيجعله يعاني من أعراض انسحابية، مثل زيادة الشهية للاكل،الخمول الشديد والنوم ربما لبضعة أيام بعد التوقف، كما أن الاكتئاب الذي يحدثه كجزء من هذه الأعراض، قد يقود بشدة الشخص إلى الانتحار.

كما أضاف أن من يتوقف عن الكبتاجون لا يحتاج للدخول إلى مستشفى، في معظم الحالات، ولكن يحتاج إلى المراقبة الطبية، والعلاج من الاكتئاب.

وكان قد أوضح مرصد الأزهر أن المحققون الفرنسيون يشبهون في إمكانية تعاطي الإرهابيين الذين نفذوا هجمات باريس، مزيج من الأمفيتامينات والكافيين قبل الهجمات وكذلك "الكبتاجون"، وهو - حسب تعريفهم له - مخدر غير قانوني يستهلك بشكل أساسي في الشرق الأوسط، ويعرف باسم “مخدر الصراع السوري”، وله نفس تأثيرات عقار (كبريتات الأمفيتامين)، المكون من نفس المادة المخدرة الناتجة عن مزيج من الأمفيتامين والكافيين، وهو الأكثر شيوعًا في إسبانيا وبقية دول أوروبا، وهو منبه ومخدر، وله صفات مثل السرعة والصفات المهلوسة.

وأشار إلى أن ظهور هذا العقار أثار في الأوساط الأوروبية قلق السلطات ،حيث بدأت التنظيمات المتطرفة في إنشاء طرق تهريب جديدة إلى أوروبا خاصة عبر اليونان، مستغلة بذلك مشكلات دول القارة العجوز وعدم قدرتها على التعامل الجيد مع هذه الظاهرة.

وأكد المرصد أن استخدام هذه التنظيمات الإرهابية في تلك الأنشطة المشبوهة لا يُعد أمرًا جديدًا أو مثيرًا للدهشة، إذ أنها تسلك كافة الطرق غير المشروعة في سبيل تحقيق أهدافها الخبيثة، وتنفيذ أجنداتها الملوثة بدماء الأبرياء لإقامة دولتهم المزعومة التي تناثرت حولها وفوقها أشلاء وجثث الضحايا الأبرياء.

وأصبح من الواضح أن تجارة المخدرات والمواد السامة الأخرى أصبحت مصدرًا مهمًّا للدخل لتمويل التنظيمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم. كما أن تناول هذا العقار وتهريبه عبر الحدود يُمثل تحدَّيًا شديد الخطورة لا يتعلق فحسب بالصحة العامة بل بالأمن والسلام المجتمعي، وهو الأمر الذي يتطلب تكاتف المجتمع الدولي، وتعاونًا مشتركًا بين جميع دول العالم، وكذا التوعية المستمرة للوقاية من آثاره المدمرة، والعمل على إعادة تأهيل من أدمنوا هذا العقار، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة حتى يتمكنوا من التخلص من تلك السموم.

وكان قد سبق وأن أحبطت قوات الشرطة بمعبر رفح البري، محاولة تهريب كميات كبيرة من أقراص مخدر الكبتاجون لقطاع غزة بحوزة مسافر فلسطيني عقب تفتيش حقائبه بصالة السفر قبل عبوره لقطاع غزة قادما من تركيا إذ عثر بداخل ذراعي الحقيبة على 750 قرص مخدر الكبتاجون وأقر المتهم بحصوله علي حقيبة المخدرات من سيدة فلسطينية سلمتها له في تركيا  لتوصيلها لقطاع غزة مقابل مبلغ مالي.