مؤتمر المناخ يحارب الكربون.. الدول الأكثر سببًا فى انتشار الانبعاثات

خفض الانبعاثات الكربونية، هو أحد أهم أسباب انعقاد مؤتمر المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ، إذ يعد العامل الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وكذلك حدوث تغيرات مناخية حادة على دول العالم، لذلك تسعى إلى الوصول للانبعاثات الصفرية من الكربون.

وذلك ما ينادي به مؤتمر المناخ وكذلك دول العالم لا سيما الغنية، والتي تعد الأكثر سببًا في زيادة الانبعاثات الكربونية مقارنة بالدول الفقيرة، لذلك أطلقت دعوات من أجل العدالة في تمويلات الحد من التغيرات المناخية والتي لا بد أن يكون للدول الفقيرة النصيب الأكبر منها.

خطط خفض الانبعاثات الكربونية

وبالأمس، كانت فعاليات يوم إزالة الكربون ضمن مؤتمر المناخ COP27، وأعلنت وزارة البترول عن أنها فرصة كبيرة لكل شركات البترول والغاز وصناعات أخرى أن تقدم خططها الفعلية وخطط العمل ومبادراتها وخطط خفض الانبعاثات أثناء عمل هذه الصناعات والتكنولوجيات والحلول.

وخلال جلسة خفض الانبعاثات في مؤتمر المناخ قامت المنظمات العالمية والأطراف المعنية في الصناعة وشركات الطاقة بمناقشة وتقديم التزاماتها ومبادراتها وأفعالها لتحسين وضع المناخ في العالم، إذ كان يوم إزالة الكربون نافذة رائعة لعرض هذا للعالم.

ولذلك وقعت مصر 7 مذكرات تفاهم واتفاقيات مع شركات عالمية لخفض الانبعاثات الكربونية خلال مؤتمر المناخ، وذلك في قطاع البترول والغاز وعدد من الشركات العالمية في مجال الاستدامة وخفض الانبعاثات، من أجل تعزيز قدرات صناعة البترول والغاز المصرية وإمكانياتها في مجال خفض الكربون.

فما هي الدول الأكثر سببًا في انتشار الانبعاثات الكربونية؟، وأين مصر من المساهمة في انتشار تلك الانبعاثات وكيف يمكن تقليلها؟. "الدستور" أجاب على تلك الأسئلة في التقرير التالي.

ماذا يعني صفر انبعاثات؟

يعرف صافي الانبعاثات بأنه محاولات خفض الغازات الدفيئة نحو المستوى صفر أو أقرب مستوى إليه، ومن ثم يبدأ امتصاص الانبعاثات المتبقية في الغلاف الجوي من خلال الطبيعة مثل المحيطات أو الغابات.

الدول المسببة للانبعاثات الكربونية

كانت انبعاثات العالم قليلة في الأعوام الماضية، إذ إن العالم أنتج 29 مليون طن انبعاثات خلال العام 2014، 7 ملايين منها تنتجها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الصين ما يقرب من 5 ملايين، ثم الاتحاد الأوروبي نحو 4 ملايين، وتنتج روسيا والهند واليابان ما يقرب من مليون طن انبعاثات سنويًا لكل منها.

المصدر: الأمم المتحدة
 

تأتي مصر في المرتبة رقم 28 ضمن 207 دول حول العالم، تحتل نييوي (دولة جزرية تقع شمال شرق نيوزيلندا)، المركز الأخير وتأتي انبعاثات الدول بسبب النشاط البشري لا سيما في توليد الطاقة واستخدام الوقود الأحفوري فيها، وكذلك منتجات النفط في قطاع النقل والطيران.

طنطاوي: "لا بد من الاعتماد على مصادر صديقة للبيئة"

رأى الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية وخبير البيئة، أن الحل الأمثل في تقليل الانبعاثات هو البحث عن بدائل أخرى للطاقة، مثل الرياح والشمس والهيدروجين الأخضر وغيرها من مصادر الطاقة الصديقة للبيئة والتي لا تزيد من الانبعاثات الكربونية.

وأوضح أن العالم يصدر انبعاثات كربونية بتلك النسب الضخمة بسبب الاعتماد الكامل على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة، مبينًا أن تلك الانبعاثات هي السبب الرئيسي في التغيرات المناخية الحادة التي تحدث في العالم.

وقال: "لا بد أن يقوم العالم بطرق صديقة للبيئة من أجل عزل الكربون وقنصه وتخزينه لأن زيادة الانبعاثات من خلال الاعتماد الكامل على الوقود الأحفوري يسبب مخاطر وعواقب وخيمة على المناخ".

أين تقف مصر من الانبعاثات؟

وبالنسبة لمصر فهي تحاول تقليل الانبعاثات، إذ تعد من الدول المتضررة منها وليس المساهمة، وتدل الأرقام على ذلك، إذ أنتجت مصر 310 ملايين طن من الكربون، وهو الغاز المسبب للاحتباس الحراري.

المصدر: معهد الموارد العالمية

ويعد قطاع الطاقة هو أكثر القطاعات المسببة لانبعاثات الكربون، إذ ينتج 71.4% من الانبعاثات، ثم قطاع الكهرباء بنسبة 45%، أما النقل بنسبة 25%، والتصنيع والبناء بنسبة 20%، واحتراق أنواع الوقود الأخرى والانبعاثات المتسربة بنسبة 9% ووقود السفن 1%.