رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تمخض الجبل فولد فأرًا

جماعات الشر لا تهدأ وتمويلاتها لا تنضب، علي مدار شهر كامل شاهدنا دعوات مكثفة للنزول لقلب نظام الحكم في مصر.
من أغرب الدعوات التي أصابتني بالدهشة دعوة مفتي الديار الليبية الغرياني (بحرف الغين)
ولمن لا يعرفه هو الصادق الغرياني عالم دين إسلامي وأستاذ جامعي ليبي من مواليد عام 1942، وهو من سكان منطقة تاجوراء في طرابلس، وتعود أصوله إلى قرية نطاطات قرب مدينة غريان في الجبل الغربي، وقد تخرج في جامعة محمد بن علي السنوسي كلية الشريعة عام 1969 في البيضاء وقضى سنوات في التدريس والتعليم.
أطلق علي الصادق الغرياني لقب مفتي الدم بسبب دعواته الدموية بعد أن أهدر دم قائد الجيش الوطني الليبي وجنوده إبان عملية الكرامة لتطهير مدينة بنغازي من الجماعات الإرهابية.
ومن نوادره أنه أفتي أن من "يتطاول" علي دولة قطر بأنّه دون مرتبة الكلب.
وهو التصريح الذي تلقّفه الليبيون بسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وانفجرت حوله النّكات والنوادر وصور الكاريكاتير.
المهم أن هذا المفتي دعا بالأمس كل الأحرار في ليبيا وسوريا والعراق واليمن للوقوف كرجل واحد والنزول يوم ١١/١١ والتظاهر للإطاحة بنظام الحكم في مصر! وخيل له خياله المريض أن تلك الشعوب ستترك مشاكلها الضخمة في بلادها وتنتفض من أجل إسقاط نظام شعب يبعد عنهم آلاف الكيلومترات ويدخلون في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
يمر يوم ١١/١١ بمنتهي الهدوء والسكينة ليصيب كل عملاء الشر بالإحباط وتنهار توقعاتهم ولم يخرج مصري واحد ليتظاهر ضد استقرار بلده.
وزاد الطين بلة أن تمثيلية منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومحاولاتهم لإخراج أحد المجرمين الجنائيين من السجن باءت بالفشل وكل توسلات بعض رؤساء الدول قوبلت بالرفض وبصرامة.
وإضراب هذا المجرم عن الطعام والشراب لم يشفع له، خاصة أن بريطانيا لم تفرج عن بوبي ساندز المواطن الأيرلندي المضرب عن الطعام المطالب باستقلال أيرلندا عام ١٩٨١ وتركته يموت في السجن وتلاه وفاة تسعة مضربين آخرين.
يكفي مصر وقياداتها فخرًا ما قاله اليوم الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مصر وهو أن مصر ركيزه الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ونتطلع لمزيد من التعاون معها.. وأن العلاقة بين مصر وأمريكا علاقة استراتيجية، وأن ألمانيا وأمريكا ستمولان مصر بمبلغ 500 مليون دولار  من أجل الطاقة النظيفة.
حفظ الله مصر وقادتها من كل خائن ومن كل شر.