رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التجديد النصفي للكونجرس.. توقعات بموج أحمر يغرق «الحمار الديمقراطي»

توقعات بفوز الجمهوريين
توقعات بفوز الجمهوريين بغالبية مقاعد مجلسي النواب والشيوخ

أكد خبراء ومحللون أن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة انعقاده غدًا الثلاثاء، تُشير التوقعات إلى اتجاهها ناحية الحزب الجمهوري، نظرًا لعدة عوامل، أبرزها السخط العام من الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار في ظل إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

وشدد الخبراء على أن نتائج استطلاعات الرأي ترجح كفة الجمهوريين، مما يؤثر على أجندة “بايدن” التشريعية، وكذلك الاتفاق الذي يسعى إليه سيد البيت الأبيض مع إيران حول برنامجها النووي.

«الدستور» ترصد في السطور التالية توقعات الخبراء حول انتخابات التجديد النصفي للكونجرس..  

الانسحاب من أفغانستان والتعامل مع إيران

وتوقع المحلل السياسي الأمريكي، مايكل مورجان، أن يجني الجمهوريون ثمار انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، لافتًا إلى أن المفاجآت قد تحدث، وهذه عادة الانتخابات.

مايكل مورجان

وقال “مورجان” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه في خلال العامين الماضيين، تعرض الحزب الديمقراطي الذي استحوذ على أغلبية مجلس النواب ونصف مجلس الشيوخ والذي يعتبر أيضًا أغلبية حيث ترجح نائبة الرئيس كامالا هاريس كفة الديمقراطيين، لانتقادات شديدة في الداخل. 

وأضاف أن الحزب الديمقراطي تعرض لانتقادات واسعه نظرا لدعمه للإدارة الأمريكية، سواءً السياسات الخارجية بداية من الانسحاب أفغانستان، وانتهاء بالتعامل مع إيران والطريقة التي تعامل بها البيت الأبيض مع الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت بشكل مباشر على اقتصاديات المواطن الأمريكي. 

وتابع “مورجان”: “فوز الجمهوريون يُغير أجندة الولايات المتحدة في التعامل مع ملف الحرب في أوكرانيا، في محاوله لتخفيف وتيرة الصراع، أو على الأقل عدم الانخراط في حرب مباشرة مع روسيا، كما سيتم دراسة المساعدات المادية لأوكرانيا بشكل لا يؤدي للتأثير على الداخل الأمريكي والمواطن”.

وأشار إلى أنه جرى ضخ عشرات المليارات من الدولارات ومئات المليارات من الدولارات في صوره أسلحة ومعدات إلى أوكرانيا، في الوقت الذي عانى فيه المواطن الأمريكي من التضخم وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه. 

وفيما يتعلق بمفاوضات النووي الإيراني، أوضح “مورجان” أن الجمهوريين سيعرقلون أي اتفاق مع طهران، حيث أثبت التاريخ أن إيران ليس لديها نية حقيقية في التوصل لاتفاق يعرقل حصولها على القنبلة النووية وبالتالي لن يكون هناك أي اتفاق معها مرة أخرى، بالرغم من محاولات الإدارة الحالية.

واستطرد: إيران لها حسابات أخرى، وللأسف استخدمت الاتفاق السابق مع إدارة الرئيس باراك أوباما للوصول إلى مراحل متقدمة في تخصيب اليورانيوم، بمخالفة صارخة لذاك الاتفاق، والذي حصلت إيران من خلاله على مبالغ طائلة ساعدتها على الوصول لتلك المراحل من تخصيب اليورانيوم.

معارضة الجمهوريين للاتفاق النووي

وقال المحلل السياسي الأمريكي توم حرب، إنه من الواضح في الوقت الحاضر أن مجلس النواب الأمريكي سيصبح في حوزة الحزب الجمهوري بعد إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وهذا أصبح واضحا. 

توم حرب

وأضاف “حرب” في تصريحات لـ"الدستور"، أنه بالنسبة لمجلس الشيوخ، فربما سيكون لمصلحة الجمهوريين، ولكن بأعداد ضئيلة، بفارق مقعدين أو ثلاثة، وهذا شيء جيد، لكن من المبكر الحديث عن حسم شكل مجلس الشيوخ، فيما ترجح استطلاعات الرأي كفة "الفيلة" كذلك.

وأوضح المحلل السياسي الأمريكي، أنه بالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإنها تبقى من صلاحيات الرئيس، فيما يتحكم الكونجرس في الميزانيات وصرف الأموال، وهذا الأمر سوف ينعكس على حجم الإتفاق الأمريكي على الحرب الروسية الأوكرانية، ومساعدة كييف في مواجهة موسكو، وسيكون هنالك نوع من المحاسبة للرئيس على ما جرى إنفاقه منذ بدء الحرب.

وأشار حرب إلى أن مجلس الشيوخ، وهو المخضرم أكثر في السياسة الخارجية، سيكون له مواقف هادئة وواقعية، وسيطالب الجمهوريون بنتائج الدعم الأمريكي والأموال التي صُرفت على الأوكرانيين، وربما يضعون شروطا على الرئيس بايدن تؤدي إلى دعوة أمريكية للتفاوض بين الروس والأوكرانيين، لافتا إلى أن بايدن لم يدعُ للتفاوض حتى اليوم.

وفيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، اعتبر حرب أن إدارة الرئيس بايدن امتداد طبيعي لإدارة أوباما، وستحاول العودة إلى الاتفاق مع طهران، لكن الخسائر الكبير التي تكبدها النظام الإيراني جراء التظاهرات المتواصلة لنحو شهرين في جميع أنحاء البلاد، فرضت معادلة جديدة على الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

سخط عام

من ناحيته، قال المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوي، إن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، أقرب إلى الجمهوريين، فاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة وأكبر مؤسسات استطلاع الرأي قالت إن 17% فقط من الأمريكيين راضون عن إدارة الرئيس جو بايدن.

ماك شرقاوي

وأضاف شرقاوي في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذه النسبة هي أقل نسبة حصلت عليها إدارة أمريكية في التاريخ، لافتا إلى أنه حين حصل الرئيس الأسبق أوباما على نسبة رضا 22% خسر الديموقراطيون 60 مقعدا في انتخابات التجديد النصفي، ما يعني اقتراب الجمهوريين من السيطرة على الكونجرس.

وأشار المحلل السياسي الأمريكي إلى أن نتائج هذه الانتخابات لو صبت في في جعبة الجمهوريين سيكون لها تأثير بكل تأكيد، على مسار الحرب الروسية الأوكرانية، وإعادة نظر في الكثير من السياسات الخارجية للولايات المتحدة.

واستدرك:"أعتقد أن الدعم المادي غير المسبوق والذي وصل لحو 45 مليار دولار لكييف، لن يدوم، ويمكن أن يدفع للضغط على إدارة بايدن والحلفاء الأوروبيين بغية الوصول إلى صيغة للتفاهم والحوار، خصوصا أن الأزمة الأوكرانية لا يمكن حسمها من خلال الحل العسكري وحده".

وتابع “شرقاوي”: “مفاوضات النووي الإيراني التي تجمدت في الفترة الأخيرة، ورغم ذلك سمحت الولايات المتحدة لإيران بزيادة إنتاجها من النفط إلى ما يزيد على مليون برميل، نظرًا للتسهيلات التقي قدمتها وحليفها حزب الله في الوصول إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل”.

وشدد على أن هذا يعد تحولا كبيرا في التعامل الأمريكي مع إيران رغم المناوشات السياسية، وسيكون له مردود اقتصادي على أوروبا، لأن الولايات المتحدة تريد أن يكون النفط الإيراني في معادلة الحل في الطاقة بالنسبة للقارة العجوز، لكن بعد انتخابات الكونجرس، وفي حال نجاح الجمهوريين، فإنهم سيعرقلون الوصول لاتفاق مع طهران.

أجندة بايدن التشريعية

في السياق، قال الكاتب الصحفي المقيم في واشنطن محمد البديوي، إنه من المتوقع بشكل كبير أن تكون نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقرر انطلاقها غدا الثلاثاء لصالح الجمهوريين، وأن يسيطروا على مجلسي النواب والشيوخ معا 

محمد البدبوي

وأضاف “البديوي” في تصريحات لـ"الدستور"، أن استطلاعات الرأي الأخيرة أشارت بشكل أو بآخر إلى أنه ربما يفوز الجمهوريون بانتخابات الشيوخ بفارق مقعد او مقعدين، بعد أن كانت استطلاعات الرأي تشير بشكل كبير إلى احتمالية حفاظ الديموقراطيين على مجلس الشيوخ، لافتا إلى أن استطلاعات الرأي تبقى مؤشرات لقياس الرأي العام،  وتحتمل الصواب والخطأ بكل تأكيد، ونتائجها اليوم مبشرة للحزب الجمهوري.

وبالنسبة لانتخابات مجلس النواب، فأوضح البديوي أن هناك ٤٣٥ مقعدا في ٤٣٥ مقاطعة، محسوم السباق في نحو ٤٠٠ مقاطعة منها، والصراع بالكامل على نحو ٣٥ مقعدا متأرجحا يحتاج الجمهوريون إلي نحو ثلثها فقط مما يمكنهم للوصول إلى الأغلبية المقدرة ب٢١٨ صوتا

وفسر البديوي، أن هناك عددا من العوامل يكون لها تأثير كبير على مسار ونتائج الانتخابات، أولها عامل الاقتصاد، وعامل التضخم وارتفاع أسعار الوقود، والجمهورين يلعبون على هذا الأمر بشكل كبير، أما العامل الثاني الرئيسي المؤثر في الانتخابات فهو حق الإجهاض حيث تشير الأرقام إلى أن هناك 35% زيادة في التسجيل للتصويت من السيدات في عشر ولايات

وتابع : كان من المتوقع فوز الديمقراطيين بانتخابات مجلس الشيوخ هذه المرة، أو على الأقل أن يحافظوا على نسبة الخمسين بالإضافة لصوت نائبة الرئيس كامالا هاريس، خصوصا أن الانتخابات تجرى هذه المرة على مقاعد جمهورية.

ولفت البديوي إلى أنه في الغالب تاريخيا يخسر حزب الرئيس في انتخابات التجديد النصفي، وهو مع حدث مع بيل كلينتون وباراك أوباما، مشددا على أن فوز الجمهوريين سيعطل أجندة بايدن التشريعية 

ومضى قائلا: لن يكون هناك تأثير كبير أو تغيير جذري في ملف السياسات الخارجية حال وصول الجمهوريين إلى أغلبية في الكونجرس بمجلسيه، خاصة أن الرئيس الأمريكي له صلاحيات كبيرة في قضايا رئيسية، لكن المعونة وبيع الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط تتأثر بمن يسيطر على الكونجرس.

استفتاء على بايدن

وبعد عامين على وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السلطة نتيجة واحدة من أكثر الانتخابات إثارة للانقسام في الولايات المتحدة، تتجه الأنظار إلى الانتخابات التي تجرى على مستوى البلاد الثلاثاء.

الرئيس الأمريكي جو بايدن

ويختار الناخبون غدًا، النواب الذين سيشغلون مقاعد المجلس في واشنطن وفي جميع المجالس المحلية تقريبا، إضافة إلى حكام 36 ولاية من أصل خمسين.

وهذه الانتخابات التي تنظم قبل عامين على الانتخابات الرئاسية، ستتحول في الواقع إلى استفتاء على أداء الرئيس الأمريكي. وخلال أكثر من 160 عاما، نادرا ما أفلت حزب الرئيس من هذا التصويت العقابي. وفقا لما ذكرته وكالة فرانس برس.