رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زوجته شككت في ذمة سكرتيره المالية».. ذكريات وديع فلسطين عن طه حسين وفريد شحاتة

وديع فلسطين
وديع فلسطين

زار وديع فلسطين طه حسين في بيته في الزمالك، ومرتين في فيلا "رامتان" في الهرم، وكان سكرتير طه حسين يستقبله ويقوده إلى غرفة المكتب إلى أن يلتقي عميد الأدب العربي. 

وفي الزيارة الأخيرة اختلى سكرتير طه حسين فريد شحاته وأخبره أنه لم يطيق أن يعيش كالظل عند طه حسين، خاصة وأن زوجته تعامله كواحد من الخدم، بل بدأت تشكك في ذمته لأنه كان مسئولا عن حسابات طه حسين.

روى "فلسطين" في مقاله المنشور بمجلة "الهلال" 2000، أنه رأى فريد شحاتة وهو جالس معه يخرج من جيبه حافظة نقود طه حسين من جيبه ليستخرج منها جنيهات طلبته سوزان، زوجة عميد الأدب العربي. 

وحكى وديع فلسطين أنه التقى بعدها بسكرتير طه حسين في ميدان باب الحديد، فأكد له أنه أضاع شبابه في خدمة طه حسين فلم يتزوج إلا في سن متأخرة، وعندما أنجب طفلين لم يجد لهما مكانا في المدارس، فاستنجد بكبار العاملين في وزارة الأوقاف الذين كانوا يأتمرون بأمره عندما كان مديرا لمكتب الوزير طه حسين، فلم يساعده أحد، فقرر أن يهاجر إلى كندا لأن أسرة زوجته سبقته إلى الهجرة وأخبرته أن إلحاق الأطفال بالمدارس لا يمثل مشكلة هناك.

وانتهزت بعض الصحف- بحسب وديع فلسطين- فرصة القطيعة بين طه حسين وسكرتيره فزعمت أنه – فريد شحاتة- سيؤلف كتابا عن أيامه مع طه حسين تشوهه، بل أشارت بعض الصحف إلى أن فريد شحاتة يؤكد أنه المؤلف الحقيقي لجميع كتب طه حسين، وقيل أنه سيطبع كتابه في بيروت لاستحالة طبعه في مصر. 

يذكر أن الكاتب وديع فلسطين توفى بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 99 عامًا، ولوديع فلسطين العديد من الكتب والترجمات التي أثرى بها المكتبة العربية.

وديع فلسطين ولد في عام 1923 بمركز أخميم بمحافظة سوهاج، وتخرج فى قسم الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام 1942، وعمل بالصحافة السياسية والاقتصادية والأدبية، وكانت بدايته في جريدتى "المقتطف" و"المقطم" بين عامى 1945 و1952.

ألّف وديع فلسطين وترجم ما قد يجاوز عدده أربعين كتابا في الأدب والاقتصاد والسياسة وعلوم الصحافة التي قام بتدريسها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مدى عشر سنوات، بين عامي 1948 و1957. ولعل أهم كتبه الأدبية الكتاب الصادر عام 2003 والمعنون "وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره"، وهو في جزءين، يسجل فيهما علاقاته بنحو مائة من الأعلام في مصر والبلاد العربية والمهجر وديارات المستشرقين. وذُكر بأنه أول من تنبأ بأن نجيب محفوظ سوف يصبح ذا شهرة عالمية، وبالفعل فقد حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1988.

شارك في إخراج عدد من الموسوعات، منها الموسوعة العربية الميسرة، و"موسوعة الأقباط" باللغة الإنجليزية الصادرة في ثمانى أجزاء عن جامعة.