رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصالح بوقشور: «الحرب الروسية كشفت هشاشة الأمن الغذائى العربى»

قمة الجزائر
قمة الجزائر

قال الدكتور محمد الصالح بوقشور، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حسيبة بن بوعلي الشلف في الجزائر، إن انعقاد القمة العربية جاء في ظروف حاسمة ومصيرية تتمثل في مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد 19" والحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف "بوقشور" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العالم يشهد اليوم إرهاصات بروز مرحلة جديدة متعددة الأقطاب على خلاف المرحلة التي امتدت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا، حيث شهدت هيمنة  الغرب الرأسمالي على بقية دول العالم.

وأشار "بوقشور" إلى أن ما يميز هذه القمة هو إدراج مواضيع اقتصادية للنقاش والمتمثلة في الأمن الغذائي والطاقة والماء، فقد بينت الحرب "الروسية - الأوكرانية" حجم هشاشة الأمن الغدائي للعديد من الدول العربية التي تستورد نسبة 25% من استهلاكها للقمح، وتنفق مجمل الدول العربية ما يفوق 100 مليار دولار سنويًا لاستيراد احتياجاتها الغدائية. 

وأكد عميد كلية العلوم الإنسانية، أن واقع اليوم ليس قدرًا محتومًا على الدول العربية لأنها تمتلك من المؤهلات البشرية والمادية ما يؤهلها لتحقيق الاكتفاء الذاتي بل لتصبح دولا مصدرة للغداء، هذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال خلق منظومة متكاملة، حيث يجب تحويل رءوس أموال من الدول العربية الغنية نحو الدول التي تتملك الأراضي الزراعية الخصبة لإنتاج مواد غدائية كفيلة بتحقيق الأمن الغدائي.

وتابع: "العالم العربي بتاريخه وحضارته وموقعه الاستراتيجي يمتلك كل الإمكانيات التي تسمح بتحويله إلى منطقة أمان وكتلة سياسية واقتصادية لبقية الأقطاب الكبرى، ولذلك يتحتم على الدول العربية تجاوز الخلافات السياسية والتركيز على المصالح الاقتصادية المشتركة؛ لأن الاقتصاد عامل موحد على خلاف التوجهات السياسية المتعددة، علمًا بأن التكتلات الحديثة والمعاصرة ترتكز على العنصر الاقتصادي كما فعلت الإمارات الألمانية التي اهتمت بالوحدة الاقتصادية وبعد عقود تحققت الوحدة السياسية، والأمر نفسه بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي بنى أسس وحدته على الاقتصاد وترك الخلافات العرقية واللغوية وحتى التاريخية جانبا.

الدول العربية تواجه مصيرها ككتلة واحدة
 

وأكد العميد الجزائرى، أنه أصبح من الضروري على الدول العربية أن تواجه مصيرها ككتلة واحدة وهذا لن يتم إلا من خلال تجاوز الخلافات السياسية وبناء اقتصاديات متكاملة مع البقاء على الأنظمة السياسية كما هي مثل ما هو الحال بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي.

وشدد "بوقشور" على أن التكامل الجغرافي والعامل الديني والتاريخ المشترك للعرب هي عوامل ضرورية لتحقيق الحلم الوحدوي العربي.