رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يفعلها محافظ الإسكندرية؟

على غرار الشاب الصغير صاحب أغنية «شيماء» اللي كان بيدور على البطة، أو مبدع رائعة «انتش واجري» اللي شهرته المواقع بالأونطة، تحول عامل النظافة البسيط بطل واقعة الكشري إلى أحد نجوم المجتمع، بعد أن بزغ نجمه ولمع، وذاع صيته واتسع، هتسألني ده حصل امتي؟ هجاوبك ببساطة معرفش، آهو هو ده اللي جري، وهو ده اللي حاصل، والفضل كله يرجع لمواقع التواصل، عموما هو ابن حلال ويستاهل كل خير!

أسبوع كامل أو يزيد، لم يكن لديهم سوى الحديث عن بطل واقعة الكشري وتغطية أخباره.. 
فنان شهير يعزم عامل النظافة على طعام الغداء، ظهور عامل النظافة خلال تقديمه واجب العزاء، عامل النظافة صرّح، عامل النظافة لمّح، عامل النظافة قال...
وتبدل حاله فجأة، وسبحان مغير الأحوال!
عموماً هي أرزاق، وإذا كانت الشهرة رزق، والقناعة كنز، فإن الأمانة أشمل منهما وأعز، كونها من صميم الإيمان، ألم يلقب رسولنا الكريم، صلوات ربنا وسلامه عليه، بالصادق الأمين؟! 

وبمناسبة الحديث عن النظافة والأمانة والسوشيال والمواقع، هل سمعتم عن سيدة اسمها "عبير علي" هي أيضاً عاملة نظافة؟ هل هللت المواقع لها، أو خطبت القنوات ودها؟ 
إذا كنتم قد سمعتم فيبقى خير وبركة، وإن لم يكن قد حدث، فمن فضلكم إمنحوني شرف تقديمها إليكم، الأخت الفاضلة عبير هي سيدة أربعينية مطلقة وأم لطفلتين "بتشتغل عاملة نظافة" في نادي سموحة بمحافظة الإسكندرية، حصل قبل يومين أنها وأثناء قيامها بتنظيف إحدى دورات المياه، عثرت على شيك صحيح ومقبول الدفع، محرر باسم «حامله» قيمته مليون جنيه!
فما كان من السيدة الأمينة إلا أن قامت بتسليمه إلى مديرها، ثم عادت في هدوء إلى استئناف عملها! 
كان بإمكان السيدة ببساطة أن تصبح مليونيرة في غضون ساعة إذا ماهي توجهت إلى أقرب فرع للبنك، وصرفت الشيك من سكات، وكفت على الخبر ماجور، وحاولت إقناع نفسها بإنه رزق بعتهولها ربنا، وهو سبحانه أدرى وأعلم بالأمور! 
ولكن السيدة لم تفعل، وآثرت أن تكون أمينة رغم فقرها، غنية رغم عوزها، وبعد عشر دقايق، كان الشيك كان في إيد مديرها ومن يده ليد أصحابه! فهل سبق لكم أن سمعتم بها؟ 
لقد كرموا السيدة "على الضيق كده" داخل نطاق ومحل عملها، منحوها شهادة تقدير، وسمعت أنهم"هيرقوها"، ولكن هل كان هذا كافياً؟
هل قام مسئول واحد في المحافظة بتكريمها أوتقديم الشكر لها؟! 
هل انشغل الفيسبوكيون، على كثرتهم، أوالتويتريون عبر كل تغريداتهم، بالكتابة في موضوعها أوعنها؟
ألا تستحق التكريم عن جدارة، من السيد محافظ الإقليم؟ أو السيد مدير مديرية الشباب، أو أرفع مسئول في الوزارة؟!

لقد فعلها محافظ القليوبية قبل أيام وقام بتكريم كل عمال النظافة على مستوى محافظته، فهل يفعلها محافظ الإسكندرية ويكرم السيدة الأمينة؟!
نتمنى أن يحدث هذا، ونتمني ما هو أكثر. 
حفظ الله مصر.