رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسي مغربي: التقارب بين الرباط والجزائر من شأنه إحياء اتحاد المغرب العربي

سامي جولال
سامي جولال

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المغربي سامي جولال، إن القمة العربية الـ 31 في الجزائر انعقدت في وقت تعيش فيه العلاقات المغربية-الجزائرية توترا كبيرا، لكن رغم ذلك جاءت تعليمات الملك محمد السادس، بضرورة المشاركة في هذه القمة، وبشكل بناء، وذلك وعيا بأهمية التحديات المطروحة على طاولة القمة.

وأضاف جولال في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن الملك المغربي كان- وفق ما كشفه وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة- من أوائل القادة العرب، الذين عبروا عن استعدادهم للذهاب إلى القمة، وبلغ المغرب جامعة الدول العربية رسميا بذلك، وكل التحضيرات كانت تسير في اتجاه حضوره، قبل أن يختار في النهاية عدم المشاركة لاعتبارات معينة، ويوجه في المقابل بأن يشارك الوفد المغربي، برئاسة وزير الخارجية، مشاركة إيجابية في القمة، وهو ما حدث بالفعل.

رأب الصدع

وأشار جولال، إلى أنه لا بد من التذكير بأن شعار "لم الشمل" قبل أن يكون شعارا رسميا لهذه القمة، فهو شعار السياسة التي يتعامل الملك محمد السادس، منذ سنوات، مع التوتر القائم بين البلدين، لدرجة أنه دعا حكام الجزائر في أكثر من خطاب ملكي لرأب الصدع، وتجاوز الوضع المتوتر بين البلدين، وفتح الحدود البرية المغلقة بينهما منذ 1994، وإطلاق آلية سياسية مشتركة للحوار، لكن الطرف الجزائري لم يتفاعل مع هذه المبادرات. 

وأكد أن المغاربة والجزائريين شعبان شقيقان، تجمع بينهما أواصر الأخوة والمحبة المبنية على مشتركات عدة، تشمل الدين الإسلامي، والتاريخ المشترك، والعادات والتقاليد، والحدود البرية، وعلاقات المصاهرة، وغيرها من الروابط المتينة الأخرى، إذ يتشارك الشعبان المغربي والجزائري الكثير من مكونات هويتهما الثقافية، خصوصاً في الشرق المغربي والغرب الجزائري.

تجاوز التوترات

ومضى قائلا: لا شك أن تجاوز التوتر المغربي-الجزائري سيؤدي إلى إحياء حلم "اتحاد المغرب العربي" المجهض، وتفعيله من جديد، بعدما تجمد، وأصبح مجرد إدارات متفرقة في البلدان المغاربية، منذ آخر قمة لقادته في سنة 1994 بتونس، بسبب خلافات سياسية بين الدول الأعضاء، إذ يعد الصراع المغربي الجزائري، والحرب الليبية، من أبرز معيقات إحياء الاتحاد الذي من شأنه، إذا أعيد تفعيله، تخليص دول المغرب العربي الخمسة من التبعية الأجنبية، وتحويلها إلى قوة اقتصادية، وسياسية، وعسكرية، وتفاوضية كبيرة.

وكان بيان قمة الجزائر، أكد رفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية والتواجد غير الشرعي لأي قوات أجنبية.

كما نص البيان على ضرورة تحقيق حل ليبي ليبي، لتسوية الأزمة، عبر خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، بالإضافة إلى على ضرورة ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية في اليمن كخطوة أساسية للتوصل لحل سياسي شامل للأزمة، مع استمرار العمل على التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة.

وشدد بيان قمة الجزائر، بالتأكيد على وحدة أراضي سوريا ودعم الحل السياسي المبني على الحوار. وجاء إعلان قمة الجزائر، مؤكداً أن التوترات الراهنة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة الاختلالات الحالية ووضع حد لتهميش الدول النامية.

كما رحب البيان بإعلان الجزائر الذي يهدف إلى لم الشمل الفلسطيني، مؤكداً ضرورة مواصلة الجهود لحماية القدس.

ورفض البيان جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون اليمن، مؤكداً دعم الجامعة العربية للحكومة الشرعية في اليمن.