رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أدان بهاء طاهر حادث الاعتداء على أديب نوبل نجيب محفوظ؟

بهاء طاهر
بهاء طاهر

«لم تكن يد الإرهاب المتوحشة هي التي امتدت وحدها إلى عنق الكاتب الكبير الذي تحبه مصر، أياد أخرى كثيرة ملوثة بالدم سبق أن طعنت مصر في الظهر كانت مع اليد الأثيمة في طعنة الغدر»، هكذا أدان الأديب الراحل بهاء طاهر حادث الاعتداء على أديب نوبل نجيب محفوظ في مقاله المنشور بمجلة «المصور» 21 أكتوبر 1994. 

وعرض الأديب بهاء طاهر رؤيته في حادث الاعتداء على نجيب محفوظ، لافتًا إلى أن الطعنة لم تكن من يد الشخص فقط، بل كانت من نظام تعليمي فاسد تخرج منه «أنصاف جهلة» وصفهم بأنهم «أضل من الأميين سبيلًا، لا يعرفون شيئًا عن معنى الثقافة ولا عن قيمتها». 

ولفت إلى أن المناخ الفكري الذي كانت فيه السلطة تزدري المثقفين وترمي المعارضين بالخيانة والإلحاد والكفر هي أيضًا سمحت بطعنه، فأسقطت الاعتبار عن المثقفين جميعًا.

وأدان «طاهر» أيضًا صحافة المعارضة طعنت أيضًا نجيب محفوظ لأنها ظلت على مدار سنوات تزين للإرهاب بالفعل وأدانته فقط بالعبارات الفاترة، مضيفًا: «الصحافة التي تمتدح جماعات الذبح في الجزائر ونظم الظلام في إيران والسودان على أنها بشير الخلاص وتدين إرهاب الأمن في أضعاف الصفحات والسطور التي تدين فيها إرهاب الاجرام المستتر بالدين والذي يظلم الدين ويسيء إليه قبل أي شيء آخر».

وأشار إلى أن صحافة الحكومة أيضًا طعنت نجيب محفوظ، لأن العقل غاب عنها فتخبطت وراحت تدافع حينًا عن الاستنارة وراحت في جانب آخر تدس أساس الدولة المدنية بما تنشره وتذيعه من مفاهيم متخلفة عن الدين ومن دفاع مجيد عن الدولة الدينية بأقلام وأصوات عالية.

يذكر أن غيّب الموت، مساء اليوم الخميس، الروائي الكبير بهاء طاهر، عن عمر ناهز 87 عامًا.

ولد بهاء طاهر في محافظة الجيزة في 13 يناير سنة 1935. عمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة. بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر إلى إفريقيا وآسيا حيث عمل مترجمًا. وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجمًا في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر حيث يعيش إلى الآن.

وحاز بهاء على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998، وحصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، وحصل على جائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى، كما حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته واحة الغروب.