رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسين حمودة: بهاء طاهر اختارنى لأكون إلى جواره فى مؤتمر السرد

بهاء طاهر
بهاء طاهر

كتب الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، عن دعوة بهاء طاهر له ليكون رفيقه عندما تسلم جائزة مؤتمر السرد في الأردن، وذلك على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك».

يقول حسين حمودة، عن بهاء طاهر: "رافقته، قبل حوالي عشرة أعوام، والسيدة المهذبة زوجته لمدة أسبوع تقريبًا بالأردن، لعل تهذيبها امتداد لتهذيبه وتهذيبه امتداد لتهذيبها.. كان مدعوًا لملتقى السرد العربي، ولتسلم جائزة هذا الملتقى.. واختارني (ويا له من شرف لي) لأكون معه (قال لي إنهم سألوه أن يختار ناقدًا يقول شيئا عن عالمه وعن عالم مؤنس الرزاز).

ويكمل: "مع المشاركة في المؤتمر صحبتنا المحبة دائمًا في تنقلاتنا المتعددة.. بين بيت مؤنس الرزاز وأهله الودودين جدًا.. وبين بيت غالب هلسًا الذي يطل على مشهد شبه ريفي، والذي أصبح بقايا أطلال لكن محاطة بتدفق الخضرة والحياة التي تطل عليها في سهل واسع.. وبين أماكن لمثقفين ومبدعين حقيقيين كثيرين.. وبين شواطئ البحر الميت ومشاهده البعيدة عن  الإيحاء بالموت.. في السيارة التي كنا نتنقل بينها، من مكان لمكان، كان ينفصل عنا وعن العالم مع أوقات نشرات الأخبار.. وكانت السيدة زوجته تتندر بتهذيبها اللطيف على استغراقه في أخبار يعرفها ويعرف ما سيأتي بعدها ولكن يتوقع جديدا فيها في كل مرة.

ويواصل: "عندما تسلم الجائزة تبرع بالجانب المادي فيها وهو يتسلمها.. بعد الأيام الحافلة، وفي طريق رجوعنا لمصر، كنا قد تقاربنا أكثر، وكنت قد اكتشفت فيه أبعادًا إنسانية حقيقية تصادت مع الأبعاد الإنسانية التي عشتها وعايشتها في كتاباته.. لا أعرف ماذا أقول الآن.. أنا مع الحالة نفسها المتكررة في السنوات الأخيرة.. حيث الاستيعاب البطيء لرحيل المقربين والمقربات من روحي.. أفكر في مشاهد كنا فيها، وأحاديث تحدثناها، وربما ضحكات ضحكناها.. ولا شيء في هذا كله له صلة بالرحيل الذي أكابر في التسليم به.. الرحيل الذي سوف يظل تصديقه، بالنسبة لي، حقيقة مرجأة".