رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نوال والختان: السعداوي الأكثر جدلاً خلال مسيرة حياتها

 نوال السعداوي
نوال السعداوي

تمر اليوم الذكرى 91 لميلاد الكاتبة والمفكرة والروائية نوال السعداوي الذي جاء في مثل هذا اليوم الموافق 27 أكتوبر 1931.

قالت نوال السعداوي “جريمتي الكبرى أنني امرأة حرّة في زمن لا يريدون فيه إلا الجواري والعبيد، ولدتُ بعقل يفكّر في زمن يحاولون فيه إلغاء العقل” من هذا المنطلق جاء اشتباك السعداوي مع  أغلب القضايا التى فجرتها من منطلق  أنثوي في مواجهة ذكورية  مجتمعاتنا الشرقية.

كانت أولى القضايا التي فجرتها نوال السعداوي مبكرا هي رفضها القاطع  لمسألة "ختان الأناث "  فعبر كتابها "المرأة والجنس " كشفت نوال السعداوي  الغطاء عن المسكوت عنه في  تلك القضية  ، وفي مواجهة الأصوات الأصولية، والمحافظة  الرافضة لما ذهبت إليه  السعداوي.

وبدأت مقدمة كتابها تقول فيها أنها كانت ذات يوم تفكر في إغلاق عيادتها الطبية وفي أثناء إستغراقها في التفكير طرق باب العيادة فتاة- لم تنسى دكتورة نوال نظرات عينها مع مرور السنين على الرغم من أنها نست تماماً ملامح هذه الفتاة- وكان مع الفتاة رجل غليظ الصوت منفعل المشاعر وطلب من الدكتورة نوال أن تقوم بفحص الفتاة فسألتها بما تشكين؟ فأطرقت الفتاة رأسها ولم تجب بأي كلمة فأكمل الرجل غلظته قائلاً بصوت شديد الإنفعال " تزوجنا بالأمس وأكتشفت أنها ليست عذراء“ فسألته د / نوال وكيف أكتشفت ذلك؟ فرد عليها بغضب : هذا شيء معروف لم أرى دم أحمر!! فقامت د/نوال بفحصها ووجدتها عذراء لكن غشاء بكارتها من نوع مختلف عن المعتاد ولا يتمزق إلا عند ولادة الطفل الأول وبعد أن سمعت ذلك الفتاة فرحت وتنفست الصعداء وكأنها لأول مرة تتنفس بعد طول إختناق وفرح زوجها وأقتنع أو أبدى كذلك أمام زوجته والطبيبة لكن ما إن ذهب للمنزل حتى قام بتطليق زوجته ولم يحمي تلك الفتاة البائسة سوى د/ نوال حيث ذهبت لأسرة الفتاة شارحه لهم حقيقة وضع أبنتهم حتى لا يهدر دمها من قبل أخيها أو والدها”.

ودفعت السعداوي ثمن قناعتها الفكرية والعلمية، والذي كلفها فصلها من عملها فى وزارة الصحة مرة ، والسجن مرة أخرى، وهذا لم يمنعها من ان تكمل مسارها الفكرى  ورفع لاءات الرفض والتجديف ضد التيار ، الذي دفعت ثمنها مرات عديدة بالتكفير مرة والهجرة الاختيارية.

وتعد نوال السيد السعداوي (27 أكتوبر 1931)، طبيبة أمراض صدرية ونفسية، تخرجت في كلية الطب في القاهرة 1954، بدأت حياتها المهنية طبيبة للأمراض الصدرية في مستشفى القصر العيني، ثم انتقلت بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتنال درجة الماجستير في علوم الصحة من جامعة كولومبيا عام 1966، وهي كاتبة وروائية ومسرحية، وعاشت حياتها  مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص.