رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى كريسانتو وداريا الشهيدان

كنيسة
كنيسة

تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الثلاثاء، ذكرى القديسان كريسانتو وداريا الشهيدان، إذ روي الأب وليـم عبـد المسيـح سعيـد – الفرنسيسكـاني، سيرتهم قائلا: ولد كريسانتو فى مدينة الإسكندرية، وكان من شرفائها، فجاء إلى روما بجميع أهله وحصل على شرف وكرامة لدى الملك نومريانس . وتفرغ هناك للدراسة وفى بعض الايام إذ كان يبحث بين صحف أبيه ، وقع بين يديه الكتاب المقدس، فأخذ يقرأ فيه، وعند قراءته استنار عقله بنور الإيمان الإلهي . وايقن أن يسوع المسيح هو الإله الحق.

وتابع: وكان فى روما إذ ذاك رجل شهير يقال له قربوفورس خبير بتفسير معاني الكتاب المقدس، فقصده كريسانتو . وكان مستخفياً حينئذ فى إحدى الزوايا من هول الاضطهاد الثائر فى تلك الأيام على المسيحيين. فطلب إليه أن يشرح له شرحاً شافياً مستوفياً إيمان يسوع المسيح وإنجيله المقدس .

وأضاف: فاقبل قربوفورس وجعل يمكنه ويثبته فى الإيمان ثم عمده وعلمه تعاليم المسحية بحيث إنه بعد مرور سبعة أيام فقط صار يكرز وينادي بيسوع المسيح فى روما . فبلغ ذلك إلى مسامع أبيه وداخله الخوف على ابنه من العذابات الصارمة التى كانت محتومة على المسيحيين إذ ذاك . فأمسكه ووضعه فى السجن عنده .

وتابع: ثم فكر ابوه فى أن يزوجه، فطلب له داريا إحدى الفتيات المخصصات للآلهة وكانت بديعة الجمال، فتجهزت وتزينت وذهبت إليه يوماً وشرعت تلاطفه وتسحره بكلمات عذبة لطيفة لتجذبه إلى رفض المسيحية لكى يتزوج بها ، غير أن الله أمده بنعمته الإلهية فردعها ورفض طلبها وجذبها إلى اعتناق المسيحية ثم اتفق كلاهما على أن يتزوجا بشرط أن يحفظا الطهارة والبتولية .

مضيقًا: وبذلك نجا كريسانتو من السجن فتعمدت داريا سراً وتزوجا ولبثا على الدوام فى البتولية ثم شرعا يجثان اصدقاءهما ومعارفهما على اعتناق المسيحية ويحرضانهم على حفظ البتولية فلما سمع قلرينس والي مدينة روما بخبرهما أحضرهما ليفحص عن أمرهما ويعاقبهما ان وجدهما مذنبين . واخيراً سحب كريسانتو إلى هيكل زحـل .

وأوضح: ثم جلده وضربه ضرباً قاسياً، حتى انكشفت عظامه وأمعاؤه ، ثم حبس فى منزل مظلم وقد قيد بالأغلال فى يديه ورجليه غير انه فك الأغلال وأحال الرائحة الكريهة إلى رائحة طيبة ذكية ، ثم وضعوه داخل جلد بقرة مسلوخة . وعرضوه للشمس طوال اليوم فلم تؤثر فيه . ثم أعيد إلى السجن مقيداً بقيود شديدة كثيرة . فتكسرت فى الحال .

واختتم: فلما عجز الملك اخذهما إلى موضع خارج المدينة واعد لهما حفرة فألقاهما فيها وطمرهما بالتراب، وبذلك ختم القديسان الجليلان جهادهما واكرمهما الله بكرامات كثيرة باهرة إذ نال الشفاء بشفاعتهما عدة من المرضى وحدث جهادهما في الخامس والعشرين من شهرأكتوبر عام 284.