رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تتخلص من الآثار الجانبية للعلاقات السامة وكيفية كشفها مبكرا؟ خبير يوضح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتاد على مسامعنا كلمة "توكسيك" التي أصبحنا نقولها في مزاحنا بيننا وبين بعضنا، لوصف العلاقة مع شخص سام، كما أن الكثير من الشباب يتداولها في التعليقات الساخرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ككوميديا سوداء تنفس عن مصاب الدخول في علاقة مع شخص سام، ولكن في حقيقة الأمر، فالدخول في علاقة مع شخص سام لها تبعات خطيرة وآثار نفسية جسيمة.

ويكشف الدكتور أحمد سليم، أخصائي الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، الآثار النفسية لهذه العلاقات السامة، وكيفية الشفاء منها.

وقال سليم في مستهل حديثه، إن الإنسان سُمي إنسان لأنه يستأنس بغيره، وهذا معنى كلمة "علاقة"، موضحا أن البشر بشكل عام دائما في احتياج، وهذه طبيعة البشر، الذين يحتاجون طوال الوقت إلى تكوين صداقات وعلاقات، ولكن هذه العلاقات منها ما له تأثير إيجابي، ومنها ما هو له تأثير سلبي.

العلاقات الصحية

ولفت إلى أن العلاقات الإيجابية "الصحية"، يكون فيها تبادل للاحترام والتعاون والود والمحبة والدعم النفسي والاجتماعي بين الشخصين، وتكون علاقات بعيدة عن التوتر والقلق.

العلاقات السامة

وأشار إلى أن النوع الثاني من العلاقات، وهي العلاقات السامة أو العلاقات غير الصحية، تكون علاقة مضرة صحيا وعاطفيا، لذلك سموها بالعلاقات السامة، موضحا أن هذا النوع من العلاقات يكون قائما على الغيرة والتنافس، بل ويكون قائما في الأصل على عدم المحبة، وإن أظهر في البداية هذا الشخص خلاف ذلك.

كيفية اكتشاف العلاقة السامة

وشرح أخصائي الصحة النفسية، كيفية اكتشاف العلاقة السامة منذ البداية، من خلال رؤية أمور غير إيجابية وأمور غير صحية، فتجد في بداية العلاقة خصوصا هذا الشخص "كذاب" جدا، ويظهر أنه شخص مثالي وداعم، وهذا ما يسميه في بداية العلاقة "القناع الأول" وأنه يتظاهر بخلاف شخصيته، لكن مع مرور الوقت تظهر حقيقة هذا الشخص، ولاكتشاف هذا يُلاحظ أن هذا الإنسان السام يفرض، سواء أكان شريك حياته أو حبيبا، سياجا حول هذا الشخص فلا يخرج منه، بحيث يقوم بعمل "عملية عزل" فيبعده عن أصدقاؤه وعائلته وأقرب الناس إليه، بحيث لا يرى هذا الشخص سوى الشخص السام في حياته، وهذا أول علامة من علامات اكتشاف الشخص السام.

وأوضح أنه مع العلاقة مع شخص سام، فدائما تظهر مشاكل وخلافات، فدائما بعد انتهاء مرحلة سقوط القناع، يسقط القناع رويدا رويدا، فتبدأ المشاكل الطفيفة، ومن ثم يبدأ أن يكون مسيطرا ويفرض سيطرته على الشخص، وهذا ما تم ملاحظته في المشكلة بين الثنائي الشهير "المطربة شيرين عبدالوهاب والمطرب حسام حبيب"، فكان من بداية العلاقة بينهما وهناك مشاكل وخلافات، بدأت صغيرة والآن تكبر وتكبر، و وهذا من جهة الصحة النفسية والتخصص.

وتابع: دائما الشخص السام عنده إسقاط، فأي صفة سيئة دائما ما يسقطها على الشخص الآخر، أيضا الغيرة من نجاح الشخص الآخر، والنقص و الإنكار لكل النجاحات التي يفعلها الشخص الآخر، ودائما ما يحاول إسقاطه سواء إسقاط نجاحه أو شخصيته أو إسقاطه في أعين الناس والمحبين والمقربين له، وهذا شيء مهم جدا لابد من التركيز عليه أن هذه العلاقة سامة.

وأكد أن هناك بعض أنواع الشخصيات، أنه قد يكون الشخص يعلم أن هذا الشخص شخص سام، ومع ذلك يتجاهل هذا الأمر، ويقمع أفكاره ولا ينظر إلى تفكيره ولا إحساسه ولا إلى عواطفه فيغض الطرف عن هذه الأشياء، ولهذا تكون النتيجة سيئة صحيا وعاطفيا، لأنه لو تم التغافل أن الشخص سام والعلاقة سامة من أجل الاستمرار، فالعواقب تكون وخيمة جدا، فضلا عن إعطاء الفرصة للشخص السام أن ينتصر عليك ويحقق نجاحه على غيره، لذلك لابد من إنهاء هذه العلاقة السامة فورا.

كيف يتم الخروج من العلاقة السامة؟

وكشف أنه يتم الخروج من العلاقة السامة بـ 3 أشياء مهمة: 

  1. تقدير النفس واحترام الذات ورعايتها، فلابد على الإنسان أن يحترم شخصيته ويقدر ذاته ونجاحاته، مؤكدا أن الاهتمام بالنفس خطوة مهمة في التعافي من الشخص السام، لأنه يريد أن يقتل تقدير الذات داخل الشخص، فلمعالجة هذا، لابد من تقدير الذات والنجاحات الشخصية.
  2. تدعيم النفس بعلاقة صحية مثل البحث في هذه الفترة عن الأصدقاء المخلصين والقرب منهم وطلب الدعم النفسي قبل الدعم الاجتماعي ليمدوا يد العون لك.
  3. العلاج، فلابد أن يكون هناك علاجا نفسيا، من خلال الاستعانة لأخصائي نفسي، لفهم العلاقات حتى يعرف الإنسان كيف يضع رجله على بداية الطريق الصحيح.