يسرى عبد الله: مفارقات حادة ومأساوية تشغل ديوان «بخطى مثالية كالفضيحة»
ناقش منتدى المستقبل للثقافة والإبداع ديوان "بخطى مثالية كالفضيحة" للكاتب الصحفي والشاعر مصطفى عبادة، وناقشه الكاتب الصحفي والشاعر جمال القصاص، والناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبد الله، والشاعر والناقد عاطف عبد العزيز، وذلك مساء أول أمس الثلاثاء بمقر منتدى المستقبل بوسط القاهرة.
يقول الناقد والأكاديمي دكتور يسري عبدالله: "تسع قصائد هي متن الديوان الشعري الجديد لمصطفى عبادة (بخطى مثالية كالفضيحة)، تتنوع فيما بينها في المفتتحات الشعرية، وتنوع في أساليبها ما بين الإنشاء احيانا (كما في قصيدتي (شاهد كعلامة استفهام، الزجاج) حيث يبدأ الشاعر فيهما باستخدام صيغة النداء (يا اختي، أيها الزجاج)، وما بعده مساءلة فكرية وجمالية للمفردة المركزية في الديوان (المرأة التي وضعت نفسها ووضعتها الذات الشاعرة مكانة الأخت)، والزجاج الذي يبدو شفافا واملس ومركبا ورماديا في الآن نفسه، فمن حيث يبغي الوضوح يتجه للتعقيد، فيبدو مثل سور من نوع مختلف.
ويلفت عبد الله إلى أن “تنحو القصائد السبع الأخرى صوب استخدام الأسلوب الخبري في الاستهلال الشعري، لكنه إخبار مراوغ يصبح تكئة للسؤال فيما بعد، والأهم لتامل العلاقة الملتبسة بين الذات والعالم، العلاقة ذات الطابع الجدلي الذي لا يتوقف عن النمو طيلة القصائد”.
وأشار عبد الله "سيبدو الإهداء دالا في ديوان مصطفى عبادة، موزعا بين دوائر الرقة والقسوة، بين الحنان والتحنان من جهة، والألم والشقاء من جهة ثانية، وجميعها تيمات مركزية في النصوص وبنيات أساسية في الديوان. تتسرب كرهانات جمالية داخل الديوان الذي يستهله الشاعر بقصيدته (دروباريمور) التي تحيلك على الفور إلى الفنانة الشاملة دروباريمور.. الممثلة والمنتجة والمخرجة وصانعة الأفلام التسجيلية، عارضة الأزياء الفاتنة، دروباريمور المؤرقة بجمالها، بغلبة الهالات السوداء حول عينيها رغم جمالها الظافر ومساحيق التجميل.. تحيل القصيدة إذن إلى تيمة الجمال متعدد الأبعاد، القادر على الاستلاب، لكنها تنحو صوب موضوعة أخرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر (محمد عطا ومحمد سالم الحازمي) حيث يصدر كل سياق للعالم ما وقر في بنيته الذهنية ووجدانه العام. المفارقة هنا حادة ومأساوية تتخفى خلف التباينات الشعرية وانتقالات الجمل الشعرية بخفة وبلا عناء.
