رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا القاهرة

كل وسيلة إعلامية تفتح أبوابها هي بمثابة رئة جديدة لمهنة تواجه كثيرًا من التحديات، فما بالنا بمشروع إعلامي ضخم يضم نخبة مميزة من أهم الإعلاميين وصناع الميديا ويحمل اسم "القاهرة"،  قديما كانت "هنا القاهرة" هي الجملة الأهم والأعظم والأعلى تأثيرًا في المنطقة، كان صوت الإعلام المصري هو المؤشر الحقيقي لنبض الشارع العربي.
دارت الأيام ودار معها الإعلام حتى أصبحنا في منطقة صعبة، تحولت فيها مصر من منطقة الفعل إلي "رد الفعل" الأمر الذي انعكس بدوره على الإعلام، حيث باتت مصر وما يحدث فيها مادة خصبة لكل من يسعي لصناعة مادة إعلامية تثير الجدل، قنوات ناطقة تصدر من دول شقيقة لا تجرؤ على الحديث عن بلدانها، لكنها تتحدث بكل سهولة عن مصر، حتى إن قناة ضخمة خصص لها ما يزيد على مليار دولار وأنفقت في الإعداد والتجهيز والتدريب مبالغ طائلة لم تصمد إلا يومًا واحدًا وتم إغلاقها لأنها استضافت شخصًا لا يروق لدولة خليجية فأبدت غضبها فتم إغلاق القناة، كانت فترة صعبة على الإعلام المصري الذي وجد نفسه في مواجهة مخصصات مالية ضخمة تتحكم فيها أهواء وأفكار ليست بالضرورة في صفك طوال الوقت.
في هذه الفترة سافرت فيها المواهب والخبرات المصرية للخارج بحثا عن مساحة أفضل وفرص للظهور، حتى باتت المنصات والقنوات الجديدة– وقتها– مليئة بكل الكفاءات المصرية التى تمتلك كل شيء وتنتظر الفرصة.. فقط الفرصة لكي تثبت نفسها في بلدها. 
من هنا تأتي أهمية قناة القاهرة الإخبارية التى تعيد لنا الأمل في الإعلام المصري، في وجهة نظري "القاهرة الإخبارية" تتجاوز فكرة أنها قناة.. لأنها مشروع دولة استعادت عافيتها الإقليمية والدولية، دولة كانت في مهب الريح في وقت حكم جماعة الإخوان، وما تلاها من مرحلة شديدة الصعوبة، سواءً على مستوي المواجهات مع إرهاب المتطرفين، أو إرهاب الأجهزة التى تحرك الإرهابيين وتسعي بكل قوة لفرض العزلة على مصر لتركيعها.
استعادة مصر عافيتها السياسية ودورها المحوري في المنطقة بهذه القوة يتطلب أن يكون لدينا مشروع إعلامي يناسب تلك الدولة التى خرجت من حروبها الأخيرة مرفوعة الرأس.
من هنا تأتي أهمية استعادة دورنا المفقود.. الذي تنازلنا عنه بكل هدوء وتركنا مكاننا وساحتنا عن طيب خاطر لآخرين فرضوا رؤيتهم وأصواتهم وتوجهاتهم، من خلال قناة القاهرة الإخبارية التى نراهن عليها وعلى من فيها، سواء من الكوادر الإعلامية المحترفة، سواء الإعلاميون الكبار الذين يظهرون عليها والقائمة لا تبدأ بالكاتب الكبير عادل حمودة ولا تنتهي بالإعلامي الكبير جمال عنايت، أضف إليهم كتيبة من الإعلاميين الشباب وعدد من أبناء مصر الذين عملوا في أهم القنوات العربية والدولية، بالإضافة إلي فريق مراسلين منتشر في أهم العواصم العالمية..نراهن على مجموعة العمل التى نثق فيها، كما نسق في قدرة وحسن إدارة الإعلامي أحمد الطاهري رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة، والطاهري صاحب تجارب مهمة أعاد للحياة وللصدارة المجلة الأقرب إلي قلوبنا "روزاليوسف" وصاحب التجارب التليفزيونية التى أثبتت نجاحها، ولديه علاقات دولية واسعة، وكلها أمور تبشر بالخير وتؤكد أننا نسير بمشروع القاهرة الإخبارية على الطريق السليم. 
الخلاصة.. "القاهرة الإخبارية" مشروع وطني مصري، يعيد لنا ذكريات عظيمة عن فترة كان الجميع فيها ينتبه جيدًا عندما يسمع في الراديو جملة "هنا القاهرة"، ليعرف موقف مصر ورؤيتها، وهو ما ننتظره بالفعل من القناة الجديدة التى نراها كبيرة من الآن لأنها تحمل اسمًا كبيرًا.
كل التوفيق لفريق العمل 
وكل الشكر لصاحب الفكرة