رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفريق أشرف إبراهيم عطوة قائد القوات البحرية لـ«الدستور »: تعاقدنا على 4 فرقاطات منها واحدة ستُصنع فى «ترسانة الإسكندرية»

الفريق أشرف إبراهيم
الفريق أشرف إبراهيم عطوة قائد القوات البحرية

 

قال الفريق أشرف إبراهيم عطوة، قائد القوات البحرية، إن القوات البحرية المصرية قادرة دائمًا على تنفيذ المهام الموكلة إليها بكفاءة واقتدار، وذلك بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة، التى تحرص على تحقيق طفرة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة فى مجال البحث العلمى والعلوم البحرية.

وأضاف قائد القوات البحرية، فى حواره مع «الدستور»: «سيتخرج ضابط البحرية حاصلًا على درجات البكالوريوس فى العلوم البحرية والعلوم العسكرية والعلوم السياسية، ما يمد خريجى الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات التى تُحتِّمها طبيعة العمل».

وكشف- بمناسبة الاحتفال بعيد القوات البحرية الخامس والخمسين- عن الاتفاق على أربع فرقاطات من طراز «MEKO – A٢٠٠»، حيث يتم تصنيع ثلاث فرقاطات فى ألمانيا، والأخيرة سيتم تصنيعها فى شركة ترسانة الإسكندرية، وبالفعل تم رفع العلم المصرى على الفرقاطة طراز «MEKO-A٢٠٠» منذ أيام، لافتًا إلى السعى الدائم لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية الحالية.

وبشأن الحرب الروسية- الأوكرانية، أشار إلى أن مصر تلتزم الحياد، والدليل على ذلك نفى هيئة قناة السويس إمكانية أن يُغلق ممر القناة أمام أى سفن، لأن القوانين الملاحية البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية والحروب.

 

■ بداية.. ما سبب اختيار يوم ٢١ أكتوبر عيدًا للقوات البحرية المصرية؟

- منذ إنشاء البحرية المصرية فى العصر الحديث، فى عهد محمد على باشا، عام ١٨٠٩، تسطر القوات البحرية تاريخًا مليئًا بكل معانى التضحيات والبطولات، وأبرز إنجازاتها كان يوم ٢١ أكتوبر عام ١٩٦٧، يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة للقوات البحرية، بتنفيذ أول عمل عسكرى مصرى بعد نكسة ١٩٦٧.

ما حققته البحرية المصرية- آنذاك- معجزة عسكرية بكل المقاييس، إذ تم تنفيذ هجمة باستخدام «٢ لنش صواريخ» من قوة قاعدة بورسعيد البحرية، بواسطة الصواريخ البحرية «سطح/ سطح»، ضد أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت، وهى المدمرة «إيلات» التى اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحرى، ونجحت البحرية المصرية فى إغراقها.

كان هذا الحدث علامة بارزة فى تاريخ القوات البحرية فى العالم، إذ نجحت قطعة بحرية صغيرة الحجم فى تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرات، ما أدى إلى حدوث تغيير فى الفكر الاستراتيجى العالمى، وبناء على هذا الحدث التاريخى تم اختيار يوم ٢١ أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية.

■ ما أوجه الاستفادة من التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة؟

- أوجه الاستفادة عديدة، فنتيجة للجهود التى تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيـد أواصـر التعاون مع كل الدول الشقيقة والصديقة ودول الجوار، أصبحت كل القوات البحرية حول العالم، وفى مقدمتها بحريات الدول العظمى، تسعى لتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية، الأمر الذى يعود بالنفع على كلا الجانبين، لمواكبـة التـطـور فـى التكتيكـات البحريـة الحديثة بمختلـف اتجاهاتهـا «شـرقية/ غربيـة» وتكنولوجيا التسليح البحرى.

وأؤكد أن دراسة مسارح عمليات بحرية لها تأثير علـى الأمـن الـقـومـى المصـرى، وتعزيز ثقة الفرد المصرى المقاتل بنفسـه وبـقـواتـه البحرية، لما تتميـز بـه أمام بحريات العالم. وكذا تبادل الخبرات فى التدريب على موضوعات الأمـن البحرى، وكيفيـة الحـد مـن الأنشطة غير المشروعة بالبحر، إضافة إلى الإنجازات غير المسبوقة فى القضـاء عـلـى الهجــرة غـير الشرعية إلى أوروبا، والإشادة الدولية بذلك، مع الاحتفاظ بعلاقات متميزة مع كل الأطراف الدولية.

كما أن تعايش أطقم بحريات مختلف الدول مع أطقم قواتنا البحرية خلال تلـك التدريبات، يقوى علاقات الصداقة والتعاون المشترك مستقبلًا، ويـدعم مكانة الدولة المصرية وثقلها السياسى والعسكرى على الساحة الدولية.

■ تقام مؤتمرات ومنتديات دولية كثيرة للبحريات على مستوى العالم.. ماذا نستفيد من المشاركة بها؟

- نظرًا لثقـل مـصـر السياسى والعسكرى وتصدرها المشهد السياسى بالمنطقة، الناتج عـن التوجهات السياسية المعتدلة للقيادة المصرية الحالية وقدرتها على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل الأطراف الدولية، تهتم الدول الكبرى بدعوة مصر للمشاركة فى كل الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية البحرية الكبرى، المعنية بصناع القرار وقـادة القوات البحرية للدول العظمى ورؤساء المنظمات البحرية الدولية ورؤساء ومديرى الاتحادات والشركات الدولية العاملة فى مجال النقل البحرى والدول الفاعلة بالساحة الدولية بصفتها إحدى القـوى المؤثرة فى المنطقة.

وتعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة، حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول فى المجال البحرى وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون، كما تعتبر فرصة للاطلاع على أساليب باقى بحريات العالم لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها، وأحدث ما توصلت إليـه تلـك الـدول من تقنيات حديثة فى مجال التسليح والتدريب.

كما تعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية، بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا، ما يفسح المجال للقـرار المصرى بأن يكون ضمن أى ترتيبات تجرى بشأن حل القضايا الإقليمية والدولية.

■ كيف يجرى تنفيذ توجيهات الرئيس السيسى بمواكبة المقاتل للتقدم الفكرى والعلمى؟

- إن القيادة العامة للقوات المسلحة تحرص على تحقيق طفرة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة فى مجال البحث العلمى والعلوم البحرية، لتظل القوات البحرية دائمًا قادرة على تنفيذ المهام الموكلة إليها بكفاءة واقتدار.

وقعت القوات البحرية بروتوكول تعاون مع جامعة الإسكندرية، يحصل بموجبه طالب الكلية البحرية على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة الإسكندرية، ويهدف البروتوكول إلى رفع كفاءة الطلاب علميًا وعمليًا، من خلال التعاون العلمى والبحثى فيما بينهما، ما يسهم فى تبادل الخبرات والإمكانات العلمية بمختلف التخصصات لتحقيق أقصى استفادة بالمنظومة التعليمية.

وبذلك يتخرج الضابط البحرى حاصلًا على: درجة البكالوريوس فى العلوم البحرية ودرجة البكالوريوس فى العلوم العسكرية ودرجة البكالوريوس فى العلوم السياسية، ما يمد خريجى الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات التى تُحتمها طبيعة العمل.

كما جرى توقيع بروتوكول تعاون بين الكلية البحرية ومكتبة الإسكندرية، حمل عنوان «سفارة المعرفة»، ويتيح- لأول مرة- وجود المادة العلمية الرقمية الخاصة بمكتبة الإسكندرية داخل كلية عسكرية، وذلك يساعد الطالب فى تحصيل أكبر كم من المعرفة التى تبنى شخصية ضابط بحرى مكتمل الأركان.

■ ما التحديات التى يمكن أن تواجه المنطقة نتيجة الحرب الروسية- الأوكرانية؟

- منذ اليوم الأول للحرب الروسية- الأوكرانية، دعت مصر إلى تغليب الحلول الدبلوماسية والتسوية السياسية للأزمة، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على الصعيد العالمى.

وتشير كل الخطوات التى انتهجتها مصر تجاه الأزمة، إلى أن الدبلوماسية المصرية على الحياد، والدليل على ذلك نفى هيئة قناة السويس إمكانية أن يُغلق ممر القناة أمام أى سفن، موضحة أن القوانين الملاحية البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية والحروب. 

تقوم القوات البحرية المصرية بمهامها على أكمل وجه، وتتمثل تلك المهام فى حفظ مقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية، مثل تأمين حقل ظهر وتأمين عبور السفن بقناة السويس.

والعالم فى الوقت الحالى يواجه تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، التى تتمثل فى مشكلة اقتصادية دولية، تشمل نقص الوقود والحبوب الاستراتيجية، وطبقًا لتوجيهات القيادة السياسية، فقد تم تفعيل عملية الترشيد فى استخدام السلع الاستراتيجية والترشيد فى استهلاك الطاقة، كرد فعل طبيعى تجاه تلك الأزمة.

■ ما دور القوات البحرية فى عمليات اقتلاع جذور الإرهاب بشمال سيناء؟

- القوات البحرية جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة المصرية، فهى فرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية، ونحن على تعاون دائم مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية للقيام بتأمين الأهداف الاستراتيجية والتعبوية والتكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة.

وللبحرية المصرية دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، وبالطبع جميع هذه الأعمال يتم بتنسيق كامل مع كل الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة، بما يحقق هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.

■ ما تفاصيل التطوير الذى حدث للقوات البحرية خلال الفترة الماضية؟

- تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية، هى ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، وشركة ترسانة الإسكندرية، وجميعها تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت لدينا القدرة على التصنيع، وفقًا لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.

وقد قطعنا شوطًا كبيرًا بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات، إضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتها بنقل التكنولوجيا إلينا، إذ يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز «Meko-A٢٠٠»، بالتعاون مع الجانب الألمانى، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.

■ خلال الأيام الماضية تم إعلان رفع العلم المصرى على قطعة بحرية ألمانية من طراز «MEKO-A٢٠٠».. ما كواليس تلك الصفقة؟

- بدعم من القيادة السياسية المتمثلة فى القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسى، تم بحمد الله الاتفاق على أربع فرقاطات من طراز «MEKO-A٢٠٠»، حيث يتم تصنيع ثلاث فرقاطات فى ألمانيا، والأخيرة سيتم تصنيعها فى شركة ترسانة الإسكندرية، وبالفعل تم رفع العلم المصرى على الفرقاطة طراز «MEKO-A٢٠٠» منذ أيام، ونسعى جاهدين لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية الحالية.

■ ما الدور الذى تقوم به القوات البحرية لحماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية؟

- تتعاون القوات البحرية مع كل الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية، لتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت المجهودات فى إلقاء القبض على العديد من البلنصات، وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد إلى أوروبا.

ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، تم القبض على العديد من العائمات التى تقوم بأعمال تهريب «مخدرات وسلاح وبضائع غير خالصة الجمارك»، ويتم تسليم المقبوض عليهم إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وهى إشارة إلى عزم القوات البحرية على الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب.

برزت جهود الدولة فى تعظيم الدور المصرى فى الحفاظ على الأمن البحرى فى المنطقة ومجهودات الحد من ومكافحة الهجرة غير الشرعية، والذى أدى بدوره إلى عدم وجود أى محاولة هجرة غير شرعية ناجحة من سواحلنا اعتبارًا من سبتمبر ٢٠١٦، وهو ما أشادت به دول الاتحاد الأوروبى، ما انعكس بـدوره عـلـى حـجـم التعاون الدولى معها.

■ ما الرؤية المستقبلية الأنسب لتحقيق تقدم للقوات البحرية على المستويين الإقليمى والعالمى؟

- نظرًا لسرعة وتيرة التقدم والتطور العلمى المحيط بنا من العالم ككل، فكان السعى الدائم لتحقيق الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل فى شتى الجوانب «فنيًا وتخصصيًا ولغويًا وتدريبيًا»، لمواجهة السرعة الفائقة لإيقاع التطور الحالى، باعتبار الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى، حتى يكون قادرًا على استيعاب التطوير العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، وامتلاك المزيد من الوحدات البحرية الجديدة مع الاهتمام بالتأهيل العملى والعلمى لطلبة الكلية البحرية.

ما الكلمة التى يود قائد القوات البحرية أن يوجهها لأبنائه بهذه المناسبة؟

- أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العـالـى لمستجدات المرحلـة التـى يمـر بـهـا بلدنا الحبيب مصــر، للحفاظ علـى مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العـالـى لقـواتنا البحرية، لتكونوا جـاهـزيـن فـى أى وقـت لتنفيذ المهام الموكلة إليكـم مـن الـقـيـادة الـعـامـة للقـوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار، جديرين بثقة الـوطـن فـيكم ومستحقين لقب خير أجناد الأرض.