رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لم الشمل ومواجهة تحديات الإقليم.. ما أهم ملفات القمة العربية فى الجزائر؟ (خاص)

القمة العربية
القمة العربية

تستعد دولة الجزائر لاستقبال القمة العربية المقبلة في دورتها الـ32، والتي تأتي بعد عامين من التوقف منذ انتشار جائحة كوفيد- 19، الأمر الذي يجعل لهذه القمة طبيعة خاصة نظرًا للملفات المؤجلة على مدار العامين الماضيين، بالإضافة للقضايا التي تفرضها الساحة الإقليمية على المنطقة مثل أزمة الأمن الغذائي.

 

كما يأتي على طاولة القمة العديد من الملفات الشائكة، أبرزها القضية الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية 2002 كحل لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 وتقترح القمة معالجة القضايا العربية على ثلاثة مستويات، تتعلق أولًا، بالمستوى الأمني وما يحمله من وضع معقد على الأراضي الليبية، والأزمة اليمنية، والأوضاع في سوريا والسودان والصومال، التي تأخذ شكل النزاع الأمني المسلح.

 

وفي هذا السياق قال جمال رشدي، المتحدث الإعلامي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن هناك الكثير من الآمال والتطلعات المعلقة على القمة العربية المقبلة بالجزائر.

 

ملف القضية الفلسطينية

وأضاف رشدي في تصريحات لـ"الدستور": "فقد مرت سنوات كورونا دون انعقاد القمة العربية،  وهي الحدث الأهم في منظومة العمل العربي المشترك، وهذه فرصة لكي تكون القمة المقبلة فرصة لمعالجة بعض الملفات"، لافتًا إلى أنه قبل انعقاد القمة وبدأت تظهر بعض الأمور المبشرة في هذا الاتجاه، ومن بينها نجاح الجزائر في الإشراف على المصالحة الفلسطينية، باعتباره أبرز الملفات التي تشغل المنطقة العربية ككل.

 

وتابع: "نأمل أن تلتزم  الفصائل الفلسطينية بهذا الاتفاق الذي رعته الجزائر، باعتباره خطوة جادة في ملف إنهاء الانقسام".

 

استراتيجية الأمن الغذائي العربي 

واعتبر المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، أن هذا الملف وغيره يعطي مؤشرًا على أن القمة العربية في الجزائر ستتمخض عنها نتائج إيجابية وملموسة، مضيفًا:" كما ستناقش القمة كافة الملفات العربية التقليدية في سوريا واليمن وليبيا".

 

ونبه إلى أن من بين أهم الملفات التي تأتي على أولويات القمة المقبلة، ملف "استراتيجية الأمن الغذائي العربي"، مستطردًا: "فهذه الاستراتيجية متعلقة بأزمة الأمن الغذائي العالمي، ويتأثر بها الوطن العربي".

 

أوضح جمال رشدي: "أما استراتيجية الأمن الغذائي فهي محاولة لمواجهة هذا التهديد الخطير الذي ظهر واضحًا في وقت كورونا، ومع انقطاع سلاسل الإمداد والتوريد والحرب الأوكرانية، فستكون القمة لبحث هذا الملف والتوافق على استراتيجية طويلة الأمد للأمن الغذائي بصورة تكاملية".

 

القمة العربية هي "قمة لم الشمل"

كما أشار إلى زيارة الأمين العام أحمد أبوالغيط إلى الجزائر منذ أيام، ولقائه مع الرئيس الجزائري  عبدالمجيد تبون، مردفًا: "هذه كانت فرصة لمتابعة وضع اللمسات النهائية لكافة الترتيبات والتحضيرات للقمة، والأمين العام لمح إلى إشراف مباشر على التفاصيل ورغبة أكيدة لإنجاح القمة، لكي تكون قمة لم الشمل".

 

قمة التحديات الكبرى 

وقال الدكتور طارق فهمي، الخبير في العلاقات الدولية، إن القمة العربية في الجزائر تبنى عليها آمال كبيرة لجملة من الاعتبارات، أبرزها أنها تأتي بعد انقطاع أعمال القمة لعدة سنوات، والأمر الثاني هي أنها تثبت قدرة الإقليم العربي على مواجهة قضايا النظام الشرق أوسطي.

 

وتابع فهمي في تصريحات لـ"الدستور": "من ثم فإن بداية دورة انعقاد القمة العربية تطرح الآمال في النظام الإقليمي العربي، لمواجهة التحديات التي تهدده".

 

كما أشار إلى نجاح الجزائر في عقد اتفاق بين الفصائل الفسطينية، متوقعًا أن يكون هذا الاتفاق نواة يبنى عليه فيما يخص القضية الفلسطينية في القمة المقبلة، مضيفًا: "سوف يتم فتح الملفات العربية على مصراعيها سواء ملف أمن الخليج، أو ملف ليبيا، أو استعادة سوريا لموقعها العربي".

 

تحديد الموقف العربي من الحرب الروسية - الأوكرانية

وأردف أستاذ العلاقات الدولية: "النقطة الثالثة والأهم ستكون مرتبطة بالتطورات الجارية في الإقليم، أي العلاقات العربية الإسرائيلية، ومشروع التطبيع، بالإضافة إلى أن أهم نقطة في هذا الملف، هو تحديد الموقف العربي من الأزمة الروسية - الأوكرانية"، لافتًا إلى أن الدول الأعضاء في الجامعة العربية لديها فرصة خلال قمة الجزائر، لوضع أسس متينة لموقف عربي موحد تجاه التطورات العالمية.  

 

وتابع: "أخيرًا أتوقع أن تكون هناك مناقشة العلاقات العربية مع الولايات المتحدة، خصوصًا بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات إلى روسيا، وموقف السعودية في أوبك بلس".

 

واختتم حديثه قائلًا: "قمة الجزائر سيكون عنوانها تحديد اتجاهات ومواقف الدول العربية تجاه الموقف الدولي، وستفتح كافة القضايا العربية على مصراعيها".