رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترأسه البطريرك يوحنا العاشر.. أبرز قرارات المجمع الأنطاكي

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

 انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) في دورته العادية الثالثة عشرة ودورته الاستثنائية الرابعة عشرة في البلمند.

 تناول الآباء خلال الاجتماع، أولا قضية مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم واستنكروا الصمت الدولي المطبق تجاه القضية التي تدخل عامها العاشر، ودعوا إلى إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملف الذي يختصر شيئا مما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات.

واستعرض الآباء واقع الأبرشيات الأنطاكية في الوطن وفي الانتشار وتداولوا في معيشة الكاهن وفي مسألة الإعداد الكهنوتي. 

وعرض البطريرك الزيارات الرعوية والرسمية التي قام بها ومنها زيارة أبرشية حماه وتكريس كنيسة الرسولين بطرس وبولس في السقيلبية وزيارة سلطنة عمان وتكريس كنيسة الشهيد حارث بن كعب في مسقط. 

كما عرض أيضا الزيارة إلى مصر للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط والزيارة إلى ألمانيا للمشاركة في الجمعية العامة لمجلس الكنائس العالمي في كارلسروه-ألمانيا كما وزيارته حلب وإعادة افتتاح كنيسة السيدة والمطرانية القديمة فيها. 

وتناول الآباء أيضا موضوع العائلة وشددوا على الدور المفصلي المناط الذي تلعبه العائلة ككنيسة صغيرة ومتابعة لورشة العمل المجمعي التي أصدرت وثيقة "العائلة فرح الحياة" في 2019، ويؤكد الآباء على أن التجارب التي تواجهها حياة العائلة اليوم تتطلب من الرعاة والمؤمنين في الوطن وبلاد الانتشار تكثيف جهودهم للحفاظ على الأسرة وإرشاد الشباب، بدءا من ضرورة العمل على برامج التهيئة للزواج والرعاية الروحية للمتزوجين، لأنه "إن لم يبن الرب البيت، فباطلا يتعب البناؤون". 

اطلع صاحب الغبطة، آباء المجمع المقدس على التطورات الأخيرة التي شهدتها أبرشية أمريكا الشمالية، وتقديم المطران جوزيف زحلاوي تقاعده من رعاية الأبرشية وبعد النظر في المعطيات الأخيرة والتداول فيما هو لخير هذه الأبرشية المباركة وسلامة مؤمنيها، قبل آباء المجمع تقاعد المطران جوزيف واستقالته وشكروه على خدمته الطويلة للكنيسة الأنطاكية ولأبرشية أمريكا بشكل خاص وقرروا اعتباره متروبوليتا سابقا لأبرشية أمريكا الشمالية، غير عضو في المجمع الأنطاكي المقدس. كما أعلنوا أن الأبرشية أصبحت أبرشية شاغرة.

ونتيجة لشغور الأبرشية، سيقوم صاحب الغبطة بتعيين معتمد بطريركي، لكي يتولى الإشراف على إدارة الأبرشية ريثما يتم استكمال الإجراءات المتعلقة بملء الشغور.

وقبل الآباء تقاعد الأسقف باسيل عيسى واستقالته من الخدمة في أبرشية أمريكا الشمالية وأثنوا على خدمته الكنسية التي قضاها في خدمة الكرسي الأنطاكي والأبرشية الأنطاكية في أمريكا الشمالية

أكد آباء المجمع، احتضانهم لأبنائهم في أبرشية أمريكا الشمالية المحروسة بالله، وحرصهم على تفعيل التعاون المثمر مع هيئات هذه الأبرشية وأبنائها من أجل تمتين الروابط، وتوفير كل مقومات النمو والنجاح للشهادة الأنطاكية على مدى هذه الأبرشية التي هي فخر للكرسي الأنطاكي وذخر له.

أطلع البطريرك آباء المجمع، على ما تم اتخاذه من تدابير تأديبية وإدارية وقانونية لمعالجة الأزمة التي طالت أبرشية عكار - وادي النصارى، بناء لخلاصة التحقيق الكنسي والتدقيق المالي اللذين أجريا من قبل اللجنة المجمعية التي شكلها غبطة البطريرك لهذه الغاية بالاستعانة بشركة تدقيق مالي ومحاسبة مختصة ومرخصة، والتي انتهت إلى نقل الأموال العينية والعقارية إلى ملكية أبرشية عكار.

ودعا الآباء إلى رفع الحصار الاقتصادي الآثم المفروض على سوريا وهو الحصار الذي يستهدف أولا وأخيرا الإنسان السوري وينعكس أيضا على دول الجوار هجرة وتهجيرا يهيب الآباء بالأسرة الدولية ضرورة تغليب منطق الحوار والتلاقي بين الشعوب بدلا من فرض الحصارات التي تستهدف الشعب والمواطن بالدرجة الأولى.

ودعا الآباء إلى تكثيف الجهود من أجل تغليب منطق الحوار والحل السياسي في التعامل مع الأزمة السورية التي ومع انحسارها في هذه الآونة لا زالت تثقل كاهل الإنسان في سوريا غلاء وحصارا وتهجيرا وصعوبة حياة بعد أن أنهكته إرهابا وخطفا وحروبا. يشدد الآباء على وحدة التراب السوري وعلى مبادئ المواطنة والعيش الواحد سبيلا للنهوض بسائر المجتمعات والدول.

ويعبر آباء المجمع عن حزنهم الشديد لما آلت إليه الأوضاع في لبنان، بسبب السياسات المدمرة، وعجز الدولة عن عزل الصراع السياسي عن دورها في ممارسة الحكم. 

وناشدوا خلال الاجتماع القائمين في السلطة، وضع حد لهذا الفساد المنظم في إدارة موارد الدولة، والإقلاع عن اعتماد السياسات غير الملائمة، التي تزيد في مآسي الشعب، وتدر الأرباح الطائلة على المتحكمين بمصير البلاد، كما يدعونهم للإسراع في توفير الخدمات الحياتية اللازمة، والسعي لتخفيف هموم الناس المعيشية على كل الصعد، والانصراف إلى وضع خطة إنقاذية للوطن بدل التلهي بمحاولة إنقاذ مصالحهم وضمان استمرارهم في السلطة.

وأمام تقاعس الدولة وتلكؤها عن القيام بواجباتها، في ظل الاختناق المعيشي الذي يصيب معظم اللبنانيين الذين باتوا عاجزين عن تأمين أبسط مقومات الحياة، والذين بات بعضهم يلقي بنفسه في قوارب الموت، هربا من جحيم انعدام الأمان الاجتماعي، يعزي الآباء أهل الضحايا، ويناشدون المسؤولين فتح ورشة اصلاحية لرسم سياسية اقتصادية واجتماعية، ولوضع خطة تضمن النمو الاقتصادي، وتستأصل مكامن الفساد وهدر المال العام. ويشكرون جميع الجهات المانحة والجمعيات الخيرية التي تعمل على تخفيف معاناة اللبنانيين، ويثمنون عمل الأبرشيات الإغاثي والاجتماعي، ويدعون أبناءهم، ولاسيما القادرين من بينهم، في الوطن والانتشار، إلى تمتين خدمة المحبة والتعاون في التخفيف من أثقال الحياة على إخوتهم المحتاجين. يناشد الآباء الجميع إحقاق العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت، ذاك الجرح الذي لم يندمل منذ أكثر من عامين.

ويعبر آباء المجمع عن رفضهم الشديد لكل ما يحكى حول شغور سدة رئاسة الجمهورية. ويدعون السادة النواب إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية وإتمام هذا الاستحقاق الدستوري في موعده، وانتخاب رئيس للجمهورية مؤهل وقادر على وضع لبنان على طريق الاصلاح والتعافي والنهوض واستعادة دوره الريادي.

توقف الآباء عند ما جرى ويجري في فلسطين التي تتناسى قضيتها المحورية. ودعا الآباء جميع دول العالم إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية القائلة بحق العودة وضمان حق الشعب الفلسطيني.

يصلي الآباء من أجل العراق ومن أجل سائر شعوب وبلدان المنطقة كما ويسألون الله أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب في العالم والمنطقة لكي يتحسسوا أولا وأخيرا آلام إنسان هذه الديار الذي يكتوي بنار الصراعات ويدفع من دمع ودم أبنائه ضرائب الحروب والصراعات.

تابع آباء المجمع بألم عميق وحزن شديد الأحداث المؤلمة في أوكرانيا والتي تترك ارتداداتها على العالم أجمع، ورفعوا صلواتهم الحارة من أجل السلام في أوكرانيا وفي العالم أجمع، ومن أجل أن يلهم الرب القدير أصحاب القرار تغليب منطق السلام واعتماد لغة الحوار من أجل تجنيب الجميع المزيد من الدمار والخسائر البشرية والمادية.