رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموارنة: مار لوقا كان يعمل طبيبًا ولم يشاهد المسيح

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، بذكرى القديس لوقا البشير أو الإنجيلي.

ومار لوقا الإنجيليّ ولد في انطاكية من عائلة وثنية ودرس الطب وتعاطاه. لا نعرف عن بدء حياته شيئاً انما يظن انه لم يشاهد المسيح عياناً ولم يكن من تلاميذه مباشرة. ارتد الى الايمان حوالي السنة 40. إلتقى به بولس في ترواس وأخذه معه الى فيليبي سنة 49. وعاد فوجده في فيليبي حوالي السنة 58. ومن بعد ذلك اصبح لوقا رفيقاً دائماً لبولس. رافقه الى اوراشليم ثم الى روما. عاش معه في روما وكان يزوره غالباً في السجن.

 غادر روما بعد موت بولس ولكننا نجهل حياته. تعده الكنيسة من بين شهدائها. كتب انجيله حوالى السنة 70، وهو مجموعة لوحات عن حياة يسوع صورها بدقتها والوانها. يظهر لنا يسوع الانساني الذي عايش الناس وأشفق عليهم، يكلم الفقراء والمساكين والصغار والمرضى. يصوّر لنا يسوع مخلص العالم أجمع مثل معلمه بولس.

والقت الكنيسة عظة احتفالية بهذه المناسبة قالت خلالها: لقد أظهر القدّيس لوقا بنفسِهِ بوضوحٍ أنّه كان الرفيق الدائم الذي لا ينفصلُ أبدًا عن بولس وكان معاونَهُ في التّبشير بالإنجيل. هو لم يُظهِر ذلك للتباهي بل بدافعٍ من الحقيقةِ نفسها. فبالفعل، كتبَ لوقا عن الخلاف الّذي وقع بين بولس وبرنابا قائلاً: "فوَقَعَ بَينَ بولس وبرنابا خِلافٌ شديدٌ حتَّى فارَقَ أَحَدُهما الآخرَ فاستَصحَبَ بَرْنابا يوحَنَّا الذي يُقالُ لَه مَرقُس وأبحَرَ إلى قبرص وأمّا بولس فاختار سيلا ومضى... فطاف سورية وقيليقية يثبّت الكنائس. فاجتازا مِيسِية وانحَدَرا إلى طَرُواس". ثمّ وصفَ بالتفصيل رحلتهما كلَّها ووصولهما إلى فيلبّي وخطابهما الأوّل وتحدّثَ بالتسلسل عن مراحل رحلته مع القدّيس بولس محدّدًا بعنايةٍ فائقة الظروف التي كانت سائدة خلال الرحلة، لأنّ لوقا كان حاضرًا فيها كلِّها وسجّلها كلّها بعناية... ولا يمكن أن نلمسَ لديه أيّ كذب أو كبرياء لأنّ كافّة هذه الوقائع كانت واضحة.

إنّ القدّيس لوقا لم يكن فقط رفيقًا للرُّسل فحسب بل معاونًا لهم أيضًا وخاصّة للقدّيس بولس بحسب ما قال هو بنفسِه بوضوحٍ في رسائله. فقد كتب في رسالته الثانية إلى تيموثاوس: "عَجِّلْ في المَجيءِ إلَيَّ مُسْرعًا، لأنَّ ديماسَ قد تَرَكَني لِحُبِّه هذِه الدُّنْيا، وذَهَبَ إلى تَسالونيكي، وذَهَبَ قِرِسْقِس إلى غَلاطِيَة وتيطُس إلى دَلْماطِيَة، ولوقا وَحْدَه مَعي". هذا يثبتُ جيّدًا أنّ القدّيس لوقا كان دائمَ الاتّحاد ببولس ولم يكن ينفصلُ عنه، كما نقرأ كذلك في الرسالة إلى أهل كولوسي: "يُسلِّمُ علَيكم لوقا الطّبيبُ الحَبيبُ" 

من جهة أخرى، أطلَعَنا القدّيس لوقا على نواح متعدّدة من الإنجيل لا بل على الأهمّ منها.. على أيّ حال، مَن يدري؟ لربّما سمح الله بأن يكشفَ لوقا وحدُه عن تلك النواحي من الإنجيل، وذلك لكي يوافقَ الجميع على الشهادة التي سيقدّمها لاحقًا عن أعمال الرُّسل وعقيدتهم. هكذا ومن خلال الحفاظ على قاعدة الحقيقة من دون تغيير، يمكن أن يخلصَ الجميع. وبالتالي، فإنّ شهادة لوقا حقيقيّة وتعليم الرسل واضح ومتين ولا يُخفي شيئًا.. تلك هي أصوات الكنيسة التي تنبعُ منها الكنيسة جمعاء.