رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استثمار بيئي ناجح.. فوائد إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رغم ما ساهمت فيه الصناعة من ثورة هائلة وتقدمًا كبيرًا الفترة الماضية، وسهلت على الإنسان الحياة في الكثير من المناحي، إلا أننا لا نستطيع إنكار أضرارها، على البيئة، حيث كانت السبب في التغيرات المناخية التي يشهدها العالم الآن وسيشهدها بشكل أكبر العقود المقبلة، خاصة في الدول الصناعية.

أنواع ومصادر النفايات الإلكترونية

ولا أحد منا ينكر أهمية الأجهزة الالكترونية الآن، حيث إنها أصبحت جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فلا يخلوا بيتًا من بيوتنا من أجهزة منزلية مثل التلفزيون الثلاجة والغسالة والميكرويف، وأجهزة شخصية مثل اللابتوب، والهواتف المحمولة، والبطاريات، ووحدة التحكم عن بعد، ومحركات الأقراص الصلبة، والأسلاك الكهربائية، والمصابيح، والساعات الذكية.

لكننا الآن بتنا أمام مشكلة كبيرة، وهي النفايات الإلكترونية، التي بلغت في كل عام ما بين 20 إلى 50 مليون طن في جميع أنحاء العالم، مما جعلها تشكل اليوم قضية بيئية عالمية تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان والبيئة. 

 

 أهمية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

ولإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، أهمية كبيرة نظرا لاحتوائها على مواد قيمة، فيستطيع الإنسان للاستفادة منها، بدلًا من هدرها وتحميلها على البيئة كعبء إضافي ضار نظرًا لاحتوائها أيضًا على سموم خطرة ، فذكرت الأمم المتحدة أن 17.4٪ فقط من النفايات الإلكترونية تحتوي على خليط من المواد الضارة، لذا تسعى بكل قوة إلى إطلاق العديد من المبادرات لاستفادة البشرية من الجزء الأكبر الصالح لإعادة التدوير من النفايات الإلكترونية، مما يجعل استعادة المواد بكفاءة وإعادة التدوير الآمن لها أمرًا بالغ الأهمية، نظرًا لقيمتها الاقتصادية الكبيرة، وكذلك المحافظة على البيئة وصحة البشر. 

ووفقًا للمرصد العالمي للنفايات الإلكترونية Global E-waste Monitor 2020، أنتج العالم 53.6 مليون طن من النفايات الإلكترونية في عام 2019، منها  9.3 مليون طن (17٪) فقط تم جمعها وإعادة تدويرها.

ويذكر أنه غالبا ما يتم التخلص من الهواتف المحمولة وفرشاة الأسنان الكهربائية والكاميرات وغيرها من المنتجات الإلكترونية الصغيرة بشكل غير صحيح نظرًا لصغر حجمها ونقص المعلومات عن ضرورة إعادة تدويرها. 

وعلى الصعيد العالمي يتم إلقاء حوالي 8٪ من جميع النفايات الإلكترونية في حاويات النفايات، وجزء كبير منها عبارة عن أشياء صغيرة، وفي هذه الحالة لا يمكن استعادة المواد الخام  حيث يتم دفن النفايات المنزلية أو حرقها. 

وفي عام 2022، يأتي تركيز اليوم العالمي للنفايات الإلكترونية، والذي كان يصادف يوم أمس 14أكتوبر، على العناصر الصغيرة من النفايات الإلكترونية، تحت شعار "أعيدوا تدوير كل شيء، مهما كانت صغيرة".

وتعد النفايات الإلكترونية الفئة أسرع النفايات نموًا على مستوى العالم، خاصة في الدول النامية والمناطق غير المراقبة في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل ولذلك يُصدّر جزء كبير من النفايات الإلكترونية المنتجة كل عام من البلدان المرتفعة الدخل إلى هذه البلدان، لأنها تفتقر إلى لوائح تنظيمية أو قد لا تنفذ فيها اللوائح تنظيمية في حال وجودها تنفيذا صارما، وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

فوائد إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

الحد من المخاطر الصحية والبيئية للنفايات الإلكترونية، والتقليل من نسبة التلوث الجوي، والحفاظ على الموارد الثمينة والشحيحة في نفس الوقت كالماء والمعادن، وتوفير الطاقة.

دفن النفايات الإلكترونية 

في حال دفن النفايات الإلكترونية في الأماكن المخصصة لها، يحدث ما يُعرف هذا بـ "النض"، حيث تذوب في آثار مجهرية في الحمأة الإجمالية التي تتخلل مكب النفايات، لتتجمع آثار المواد السامة هذه في الأرض أسفل المكب، ولكن كلما زادت هذه النفايات الإلكترونية والمعادن في مكب النفايات، ظهر المزيد من هذه المواد السامة في المياه الجوفية.

المعرضون لخطر النفايات الإلكترونية 

حسب تقرير منظمة الصحة العالمية، يعد الأطفال أكثر فئة معرضة للتأثر ببعض المواد السامة التي تحتوي عليها النفايات الإلكترونية أو الناتجة عن أنشطة إعادة تدويرها، وذلك بسبب عدم اكتمال نمو أجهزتهم الجسدية، فضلا عن النساء والأجنة خاصة تلك اللواتي يعملن في خدمة نفايات الأجهزة الإلكترونية.

مبادرة خاصة بالنفايات الإلكترونية وصحة الأطفال

وأطلقت منظمة الصحة العالمية، مبادرة عن النفايات الإلكترونية وصحة الأطفال في عام 2013، بالتزامن مع اليوم العالمي للنفايات الإلكترونية، والتي كانت بهدف نشر الوعي وزيادة المعرفة بتأثير النفايات الإلكترونية على الصحة، خاصة لدى الأطفال، فضلًا عن تحسين قدرات قطاع الصحة في مواجهة الأمراض الناتجة عنها مع التشجيع على رصد التعرض للنفايات الإلكترونية، بجانب إعداد مبادرات تجريبية في مختلف البلاد للحد من مخاطر النفايات الإلكترونية على الصحة.

جهود مصر في التخلص من النفايات الإلكترونية

بدأت مصر مهمة تحسين إدارة المخلفات والابتعاد عن طرق الحرق في الهواء ودفن المخلفات غير الصحية، منذ بداية القرن الحادي والعشرين، كما أطلقت أول حملة لجمع النفايات الإلكترونية عن طريق وزارة البيئة.

وتقوم الحكومة المصرية بالتعاون مع القطاع الخاص، بالتوعية بأهمية إعادة تدوير الأجهزة القديمة بأمان، فعملت أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة البيئة على إطلاق مبادرة تحمل اسم "التدوير الإلكتروني"، لتشجيع المواطنين على إعادة التدوير الآمن للمنتجات الإلكترونية القديمة بالتعاون مع القطاع الخاص، كما طرحت الحكومة تطبيقا يحمل نفس الاسم على "جوجل بلاي وآب ستور"، يتيح للمستخدمين، التخلص من الإلكترونيات القديمة فى نقاط التسليم مقابل قسائم شراء يمكنهم استخدامها لشراء منتجات إلكترونية جديدة من المتاجر الشريكة.