رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أشغال توقفت بسبب تحديات التغير المناخي

تغير المناخ
تغير المناخ

احتفل العالم العربي أمس بـ«اليوم العربي للبيئة»، بهدف نشر التوعية بشأن المشكلات التي تواجه البيئة، ومنها التغيرات المناخية التي تهدد عالمنا حاليًا؛ لذا تعمل جميع دول العالم على طرح الحلول الممكنة لمواجهة هذا التحدي البيئي.

يمثل العمل المناخي تحديًا لجميع المستويات الحكومية، المدن وسكانها هم الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، نظرًا لخصائصهم كمراكز غير متحركة واجتماعية واقتصادية، وتلعب الحكومات المحلية دورًا كبيرًا في القطاعات الحضرية الأكثر تضررًا من تغير المناخ، بما في ذلك الصحة والبنية التحتية وخدمات الطوارئ.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية للتصدي لتغير المناخ، لا تزال العديد من المدن تجرِّب التقنيات الاجتماعية لمعالجة هذه المشكلة، وإيجاد الحلول الفعالة للتخلص من المشكلات الكبرى التي عطلت الكثير من القطاعات المختلفة مؤخرًا.

المهن المتضررة من تغير المناخ

قالت الدكتور هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، إن ذوبان الجليد أدى إلى ارتقاع منسوب مياه البحر، الأمر الذي شكل عائقًا كبيرًا أمام العاملين في قطاع الصيد، واندثار الثروة السمكية بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وخلق أيضًا عوائق عديدة أمام الكثير من القطاعات المختلفة في مصر.

واستكملت: "تغير المناخ تسبب في ارتفاع معدلات البطالة من جديد، بسبب توقف العديد من المهن التي تضررت من التقلبات الجوية، وبالأخص المهن الخاصة بأصحاب العمالة الموسمية، لذا يجب وضع حلول آمنة وبدائل لهؤلاء المتضررين، ومن أجل الحفاظ على الوضع الاقتصادي في مصر".

أكدت مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، أن الحلول الممكن تنفيذها حاليًا تكمن في ترشيد وحسن استغلال الثروات الطبيعية، والاستفادة من الطاقة الشمسية من خلال إقامة العديد من المشروعات القومية مثل مشروع بنبان بمحافظة أسوان، بهدف التغلب على الآثار السلبية الناتجة عن درجات الحرارة المرتفعة.

الزراعة والمناخ

في جميع أنحاء العالم، يعيق تغير المناخ الأخير وخاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​إنتاج المحاصيل ومن المتوقع أن تزداد هذه التغييرات، تعاني نباتات المحاصيل من الإجهاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد المائي والملوحة والتلوث وغيرها خاصة خلال الفترات الحرجة من دورة حياة النبات.

يعتبر الاحتباس الحراري من أهم المشكلات البيئية التي تواجه البشرية في تاريخها والتي تؤثر سلبًا على البيئة وحياة الإنسان، فقد زاد متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بنحو 0.13 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1950، وفقًا لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

وكشفت القارير أيضًا أنه من المتوقع حدوث انخفاض في ​​إنتاجية القمح العالمي بين 4.1٪ و 6.4٪.، وأشارت الدراسات التنبؤية إلى أن تأثيرات درجة الحرارة النسبية المتوقعة كانت متشابهة في الدول الرئيسية المنتجة للقمح، وهذا يؤكد آثار المناخ على الأمن الغذائي العالمي.

تكيف مناخي

في أكتوبر 2021، نُشرت ورقة بحثية أعدها مجموعة من الباحثين المصريين في الجامعات المختلفة (عين شمس، الجامعة البريطانية، جامعة مالمو بالسويد)، تحت عنوان « ممارسات وسياسات التخفيف من تغير المناخ الحضري وجهود التكيف: حالة القاهرة».

وكان الهدف منه هو البحث في مجال التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه آثاره ومخاطره في المناطق الحضرية المختلفة، من خلال إعداد دراسة استكشافية واستقصائية تستخدم القاهرة كحالة، وتركز على رسم خرائط جهود الدولة والقطاع الخاص في التخفيف من مشكلات تغير المناخ، وتحديداً للفئات الضعيفة التي لديها وصول محدود إلى الخدمات العامة.

اعتمدت الدراسة نهجًا استقصائيًا حيث تم استخدام البحث في الأدبيات ورسم الخرائط الببليومترية لتحديد الفجوة في المعرفة في مجال الهندسة المعمارية والتخفيف من تغير المناخ الحضري والتكيف معه ، تلاه مسح ميداني تضمن إجراء مقابلات واستبيانات مع مختلف أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص للتحقيق في الصلة بين جهود التخفيف من آثار تغير المناخ.

وخلص الجزء الاستكشافي من الدراسة إلى وجود فجوة معرفية كبيرة في الشرق الأوسط ومصر عندما يتعلق الأمر بالجهود البحثية المتعلقة بتغير المناخ مع التركيز على البيئة المبنية.، وكشفت نتائج الجزء الاستقصائي من هذه الدراسة أنه لا يوجد تزامن في الجهود بين القطاعين العام والخاص.