من تاريخ المونديال «33».. مؤامرة ألمانية نمساوية للإطاحة بالجزائر

حفلت بطولة كأس العالم عبر تاريخها بالمواقف الطريفة داخل وخارج المستطيل الأخضر، ويرصد «الدستور» بعضًا من تلك المواقف على مدى أكثر من 60 حلقة حتى موعد انطلاق مونديال 2022 في قطر.

الحلقة الأولى من مونديال إسبانيا 1982

نظام جديد وأرقام قياسية بالجملة

شهد مونديال إسبانيا عام 1982 عديد من الأرقام القياسية منها فوز المجر على السلفادور 10-1 وهو أكبر فوز في تاريخ المونديال وأصبح لازلو كيس الذي شارك في الدقيقة 55 بدلا من أندريس توروتشيك أول لاعب بديل يسجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة ورغم الفوز التاريخي خرج منتخب المجر من الدور الأول.

أيضا كان الحارس الإيطالي دينو زوف أكبرلاعب يفوز بكأس العالم وكان عمره 40 عاما و4 شهور، كما أصبح الأيرلندي الشمالي نورمان وايتسايد أصغر لاعب يشارك في نهائيات كأس العالم فقد لعب أمام يوغوسلافيا وكان عمره 17 عاما و41 يوما/ كما أصبح المدافع الإيطالي أنطونيو كابريني أول لاعب يهدر ركلة جزاء في المباراة النهائية، وهناك البلجيكي فيلفريد فان موير الذي كان عمره 37 سنة وسبق له المشاركة في مونديال المكسيك 1970، وشارك مع منتخب بلاده في مونديال إسبانيا بعد تعافيه من الإصابة بأربعة كسور خطيرة على مدي مسيرته الكروية.

الجديد أيضا في مونديال 1982 هو زيادة عدد الفرق المشاركة الى 24 فريقا وبالتالي تم تغيير نظام البطولة حيث تم تقسيم الفرق المشاركة الى 4 مجموعات تلعب كل مجموعة بنظام الدوري من دور واحد ويتأهل أول وثاني كل مجموعة " 12 فريقا " الي الدور الثاني/ حيث يتم تقسيمهم الى 4 مجموعات كل مجموعة تضم ثلاثة فرق وتلعب بنظام الدوري من دور واحد ويتأهل أول كل مجموعة للدور نصف النهائي.

أخيرا هدف في المباراة الافتتاحية

منذ فوز شيلي على سويسرا 3-1 في إفتتاح مونديال 1962 لم تهتز الشباك في المباريات الإفتتاحية وسيطرت نتيجة التعادل السلبي على مباريات إنجلترا مع أورجواى عام 1966 والمكسيك مع الاتحاد السوفييتي عام 1970 والبرازيل مع يوغوسلافيا عام 1974 وألمانيا مع بولندا عام 1978 وبعد غياب شهدت المباراة الافتتاحية في مونديال 1982 بين الأرجنتين وبلجيكا هدفا سجله البلجيكي أروين فاندينبرج وفازت به بلجيكا ليصبح منتخب الأرجنتين أول حامل للقب يخسر المباراة الافتتاحية في النسخة التالية منذ هزيمة إيطاليا أمام السويد 2-3 عام 1950.

مؤامرة ألمانية نمساوية للإطاحة بالجزائر

قلنا من قبل أن مباراة الأرجنتين وبيرو في مونديال 1978 كانت واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم لكن مباراة ألمانيا والنمسا في مونديال 1982 كانت الأكثر إثارة للاشمئزاز بعدما تواطىء الفريقان للصعود معا للدور الثاني والإطاحة  بمنتخب الجزائر.

يوم 15 يونيو فازت الجزائر على شيلي 3-2 وفي اليوم التالي كانت مباراة ألمانيا والنمسا في الجولة الأخيرة بالمجموعة الثانية بالدور الأول وقبل بداية المباراة كان منتخبا النمسا والجزائر يتساويان في رصيد 4 نقاط مع تفوق الفريق النمساوي في فارق الأهداف، حيث سجل ثلاثة أهداف دون أن تهتز شباكه بينما سجل منتخب الجزائر خمسة أهداف ودخل مرماه خمسة أهداف وكان رصيد المنتخب الألماني نقطتين وله خمسة أهداف وعليه ثلاثة أهداف لذلك كان فوز ألمانيا على النمسا 1- صفر كافيا لصعودهما معا للدور الثاني وهو ماحدث بالفعل حيث سجل هورست هروبش هدفا لألمانيا في الدقيقة العاشرة وبعدها انحصر اللعب في وسط الملعب وكان كل فريق يتناقل الكرة في منتصف ملعبه دون أي محاولة من الفريق الأخر لاستخلاص الكرة.

بعد المباراة التي أثارت غضب العالم كان عنوان صحيفة بيلد الألمانية "تأهلنا لكن ياللعار"/ وكان عنوان صحيفة دبيرشبيجل الألمانية " لنمسا وألمانيا تسخران أمام الجمهور"/ وقامت صحيفة محلية في مدينة خيخون الإسبانية بنشر خبر فوز ألمانيا في صفحة الحوادث، ونشرت الصحف العالمية صورا يظهر فيها مشجعو الجزائرفي المدرجات وهم يرفعون أوراقا نقدية في إشارة الى التلاعب.

بدوره نفي جوب ديرفال المدير الفني للمنتخب الألماني وجود اتفاق بين ألمانيا والنمسا، وأكد أن لاعبيه لم يهاجموا مرمى النمسا خوفا من إهتزاز شباكهم بهدف التعادل لكن ماقاله جورج شميدت مدرب النمسا كان أكثر وقاحة، حيث قال: “قررنا في الاستراحة الإبقاء على النتيجة كما هى لأنها كانت تكفي لتأهلنا”.