رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر.. كازاخستان

بتمديد فترة رئاسة كازاخستان القمة حتى سنة ٢٠٢٤، وبالاتفاق على تعزيز التعاون بين المنظمة ومختلف المنظمات الإقليمية، خاصة جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى، انتهت، أمس الخميس، فعاليات القمة السادسة لمنظمة التفاعل وتدابير بناء الثقة فى آسيا، «سيكا»، CICA، التى شارك فيها رؤساء دول وحكومات ووزراء، وعدد من ممثلى المنظمات الدولية والإقليمية، ووفد مصرى ترأسه وزير التجارة والصناعة.

المنظمة، التى بدأت أنشطتها الرسمية فى مارس ١٩٩٣، تأسست بمبادرة طرحها الرئيس الأول لكازاخستان، نور سلطان نزارباييف، فى ٥ أكتوبر ١٩٩٢، خلال الدورة السابعة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وشهدت السنوات السبع التالية، سلسلة من الاجتماعات، بين الدول المهتمة، أو المؤسسة، التى كانت مصر من بينها، وصولًا إلى التصديق على إعلان المبادئ، سنة ١٩٩٩، فى أول اجتماع عقده وزراء الخارجية. وخلال القمة، التى استضافتها العاصمة الكازاخية، أستانا، يومى الأربعاء والخميس، تم ترشيح «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» للانضمام إلى منتدى مركز الفكر والأبحاث التابع للمنظمة، وترشيح السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، لعضوية مجلس كبار المسئولين، المقرر إطلاقه قريبًا. 

مع كازاخستان ومصر، تضم قائمة الدول الأعضاء الصين وروسيا والهند وباكستان وكوريا الجنوبية وفيتنام والإمارات والعراق والأردن والبحرين وفلسطين و... و... وصباح أمس، أعلن قاسم جومارت توكاييف، رئيس كازاخستان، عن انضمام دولة الكويت، لتصبح العضو الثامن والعشرين فى المنظمة، وهو ما رحبت به مصر، ودعمته، كما رحبت بتعزيز التعاون بين المنظمة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى ومختلف المنظمات الإقليمية. ولإيمانها بمستقبل وأهمية المنظمة، كمساهم قوى فى الأمن الدولى، رحبت مصر، أيضًا، بتدشين مفاوضات بناءة وشاملة بشأن تعزيز قدرات المنظمة وتحويلها تدريجيًا إلى منظمة إقليمية دولية.

قبيل مغادرته القاهرة، اجتمع المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، مع خيرات لاما شريف، سفير كازاخستان بالقاهرة، لاستعراض جدول أعمال القمة، ومناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فى مجالات التجارة والصناعة والاستثمار. وهناك، فى أستانا، عقد «سمير» مباحثات مكثفة مع كبار مسئولى الحكومة الكازاخية، وبحث مع نظيره الكازاخى، ووسكينباييف كيربيك، سبل تعزيز التعاون والتكامل الصناعى المشترك والاستفادة من الخبرات الصناعية الكازاخية فى تطوير الصناعة الوطنية، مؤكدًا ترحيب مصر بتنمية التعاون المشترك فى مجال صناعة الدواء، فى ظل الخبرات الكبيرة التى تمتلكها شركات الدواء المصرية، وداعيًا إلى تيسير إجراءات تسجيل الدواء المصرى بالسوق الكازاخية.

المهم، هو أن منظمة «سيكا» تعقد قمتها، واجتماع وزراء خارجية دولها الأعضاء، كل أربع سنوات. وبالنيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، ألقى وزير التجارة والصناعة، كلمة مصر، خلال فعاليات القمة السادسة، التى نقل فيها تحيات الرئيس لرئيس جمهورية كازاخستان وكل القادة والمشاركين، وتأكيده تقدير مصر الجهود، التى بذلتها كازاخستان خلال فترة رئاستها القمة، فى مواجهة الظروف العصيبة، التى يواجهها العالم بأسره، بدءًا بتأثيرات وباء كورونا المستجد وما تلاها من أزمات إقليمية ودولية. كما أكدت مصر أنها لن تدخر جهدًا فى الالتزام بمحاور القمة الرئيسية: نشر السلام والأمن والاستقرار فى آسيا، ومناهضة كل صور الإرهاب، وتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى، بين الدول الأعضاء، من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار.

القمة، بصفتها آلية متعددة الأطراف، توفر الإطار الملائم، لتعزيز التعاون وتضافر الجهود، فى مواجهة التحديات العديدة العابرة الحدود. وفى هذا السياق، جددت مصر التزامها بأنشطة وبرامج المنظمة المستندة إلى مبادئ المساواة واحترام الحقوق فى السيادة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وسلامة الأراضى، وفض المنازعات بالطرق السلمية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأعضاء، أو غيرها، وحفظ حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزيز التعاون الاقتصادى والاجتماعى والثقافى. 

.. وأخيرًا، نرى أن أبرز، أو أهم، ما جاء فى كلمة مصر، خلال قمة «سيكا» السادسة، التى شارك فيها الرئيس الفلسطينى محمود عباس، هو إعرابها، أو إعرابنا، عن تطلعها أو تطلعنا، إلى تضمين التزام الدول الأعضاء بالتمسك باللغة والمواقف والمبادئ المتفق عليها مسبقًا، خاصة فيما يتعلق بقضية السلام فى الشرق الأوسط، التى تظل على رأس أولويات السياسات الخارجية لمصر والعديد من الدول العربية والإسلامية.