رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على جهود الحكومة لتصبح مصر دولة خالية من شلل الأطفال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تم تداول تسجيلا صوتيا عبر تطبيق واتس آب من مصادر مجهولة ، يفيد بأن شبكة المياه بمصر خصوصا في المحافظات ملوثة بفيروس شلل الأطفال، وبالطبع هذا التسجيل مجرد شائعة مغرضة، ليتناقل بين المجموعات المختلفة، وخاصة المجموعات العائلية، لتنتشر الشائعة على نطاق واسع، وتداولها مواقع وقنوات معينة تتصيد أي فرصة لنشر الخوف بين الناس، مستغلة وجود حملة حالية أطلقتها وزارة الصحة للتطعيم ضد المرض.

شائعات انتشار شلل الأطفال بمصر

لم تأتي هذه الشائعة من فراغ، لأن كل شائعة تحاول الاستناد على أي معلومة وتبني عليها أكاذيبها، وهذا ما حدث بالفعل، فمنظمة الصحة العالمية قالت منذ 6 أيام مضت، إن العالم معرض لعودة أمراض مثل شلل الأطفال والجدري من المناطق التي تم استئصالها منها، وهذا بسبب قلة اللقاحات في فترة كورونا، نظرا لاهتمام العالم كله بلقاحات كورونا، لكن التحذير لم يزد عن مجرد قلق، ولم تحدد سوى دولتين يستوطنهم شلل الأطفال بالأساس، وهما أفغانستان وباكستان.

محاربة مصر لشائعات انتشار شلل الأطفال 

الحكومة المصرية أيضا حاولت محاربة هذه الشائعة، فردت أكثر من مرة، الأولى كانت من مركز معلومات مجلس الوزراء الذي قال إن محتوى الرسالة الصوتية غير صحيح، وأن وزارة الصحة لم ترصد أي حالات للمرض حتى الآن من آخر حالة تم رصدها في 2004.

من جانبه، علق الدكتور مصطفى محمدي مدير التطعيمات بالمصل واللقاح، على القصة، وقال في مداخلة مع الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، ببرنامج آخر النهار، المذاع على قناة "النهار"، إن التسجيلات معتادة في هذا التوقيت، ومع كل حملة تطعيمات جديدة ضد شلل الأطفال يكون هناك رسائل وتسجيلات مماثلة، وبيكون هدفها هو بث الخوف للناس حتى لو تداولوها الناس بدافع التوعية.

إعلان مصر خالية من شلل الأطفال

وأكد محمدي خلال المداخلة، أن برنامج التطعيمات ضد فيروس شلل الأطفال في مصر من أنجح البرامج على مستوى العالم، وأن الطفل الذي يتلقى 4 تطعيمات من اللقاح اللي عن طريق الفم يكون محصنا بنسبة 100%، لكن في مصر يحصل الطفل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره على 7 تطعيمات من خلال الفم.

المعلومة التي صرح بها الدكتور محمدي قالها أيضا المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار، الذي دلل على قوة نظام اللقاحات ضد الفيروس، بأن مصر أطلقت 7 حملات قومية في عام 2021 وحده، موجهة لكل الأطفال سواء مصريين أو غير مصريين طالما هم على أرض مصر، فضلا عن التطعيمات الدورية التي تشمل كل طفل يولد.

وعند البحث على موقع منظمة الصحة العالمية سنجد، أن معلومة وجود عينات مياه ملوثة بفيروس شلل الأطفال في مصر بحقيقية بالفعل، لكن ليست في هذا العام، بل في يناير لعام 2013، أي من حوالي 9 سنين، وخلال التسع سنين هذه، لم تظهر حالة واحدة مصابة بشلل الأطفال، حتى في ذروة أزمة كورونا، لكن من الواضح أخذ المعلومة وأراد نشرها مغلفة بأكاذيب.

لو تحدثنا عن شلل الأطفال، فلابد من معرفة أن شلل الأطفال استوطن في مصر من أيام الفراعنة، حيث تم توثيق إصابات به على جدران المعابد، وفي سنة 1955 تم اكتشاف أول تطعيم ضد الفيروس عن طريق الحقن، وسنة 1961 تم اكتشاف اللقاح الحالي عن طريق الفم، لتدخل مصر منظومة التطعيم بقوة، وتسجل آخر حالة للفيروس في عام 2004، وعام 2006 تم إعلان مصر دولة خالية من شلل الأطفال.

في المقابل، وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، تقوم كل فترة بسحب عينات عشوائية من الصرف الصحي للتأكد من خلو مصر من الفيروس، فضلا عن النظام الصارم للغاية لرصد الإصابات.

في نهاية الأمر، لابد من التأكد من أي رسالة أو معلومة نتلقاها هل هي حقيقية أم لا، حتى لا يتم نشر الخوف والذعر بدون داعٍ.