رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حتى لا نلجأ للعنف.. كيف يمكن حل المشاكل الأسرية بهدوء

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

يعاني الكثير من اندلاع المشاكل الأسرية داخل بيوتهم، وهو أمر يرجع لعدة اعتبارات، منها تأثير النشأة خاصة في مرحلة الطفولة، والعادات والتقاليد المتوارثة والتي يوجد فيها العديد من الأخطاء التي لم تعد مناسبة للعصر الحالي، وغيرها يرجع لمشكلات نفسية تواجه الشخص الذي يلجأ للعنف على أفراد أسرته، وأكثرها شيوعا ما أصبحنا نواجهه في العالم الآن من تحديات اقتصادية.

أفضل طرق لحل المشكلات داخل الأسرة

ويوضح الدكتور علي عبد الراضي، أخصائي علم النفس، في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أسباب اندلاع المشاكل الأسرية في بيوتنا، وكيفية حلها بهدوء، دون اللجوء للعنف.

كيفية تجنب العنف الأسري

ولفت إلى أنه في كل بيت يجب على الزوج والزوجة عدم النظر إلى الجهاز وقائمة المشتريات عند تكوين أسرة، لأن الأهم هو وضع بعض القواعد والقوانين للتعامل المشترك تُحترم وتُطبق من البداية من الأب والأم، ويشارك فيها الأولاد، مؤكدا أن بيتا بدون قوانين سينهار على من يعيش فيه.

وحذر الأب والأم من ارتفاع صوتهما مع بعضهما البعض داخل البيت وأمام الأبناء، ناصحا بتجنب العنف الأسري الذي يصل لدرجة الانتقاد الشديد والضرب، والتطاول اللفظي والمعنوي.

وتساءل أخصائي علم النفس: “بعد فترة خمس سنوات مثلا من العنف الموجه للأبناء والزوجة، وحتى العنف الصادر من الزوجة لزوجها، وطريقة انتقادها له، هل أتى بنتيجة إيجابية؟ وهل استخدام العنف في التربية يأتي بنتيجة جيدة؟ مفيدا بأنه قد يأتي بثمار جيدة وقتيا، عن طريق تهدئة الأمور داخل الأسرة، لكن الأمر المؤكد أنه لم يحل مشكلة البتة، بل يزيد من حجم المشكلة أكثر ويضخمها ويغطي عليها”.

 

وكشف الطرق المثلى لتجنب العنف الأسري، والتي على رأسها "لغة الحوار" فلا بد على كل أب وأم داخل البيت أن تخلق يوميا حوارا أسريا أو بمسمى آخر "اجتماعا أسريا" وأن تكون مدته ساعتين، أو على الأقل "30 دقيقة" يوميا، لافتا إلى أن هذا الحوار لا بد أن يحتوي على فن الإصغاء والإنصات، فمثلا أثناء حديث الأب، لا يجوز أن يمسك الأولاد الهاتف أو مشغولين مع التلفيزيون، أو أن تتحدث الزوجة لزوجها فيتجاهل هو كلامها ويراسل أصدقاؤه، فالإصغاء مهم للغاية لتخطي المشكلات الأسرية والعنف الأسري.

وأشار إلى أن ثاني الأمور المهمة لحلول السلام داخل الأسرة، ضرورة تواجد الأبوين، وهذا لا يعني تواجدهما الجسدي مع بعضهما البعض أو وسط أبنائهما، فقد يكون هناك أب مسافرا في مكان بعيد عن أسرته، ولكنه متواجدا معهم في كل اللحظات مع أبنائه وزوجته، يستمع إليهم ويشعر بهم ويهتم بتفاصيل يومهم وما يحدث في هذا اليوم، ويقدم الدعم لهم وقت الأزمات.

المحرمات الممنوعة داخل الأسرة

وعرض بعض المحرمات الممنوعة داخل الأسرة، أهمها مقارنة الزوج والزوجة بعضهما البعض بأي أحد، لأن كل أسرة مختلفة عن غيرها،  بجانب العنف بكل أشكاله، سواء ضرب أو إهانة لفظية أو معنوية، لأنها مضر للغاية على النشأة التربوية للأبناء، فضلا عن الانتقاد، فلا ينتقد الأب الزوجة أو الأبناء أو حتى نفسه أمام الأبناء، موضحا أن هناك فرق بين التوجيه والانتقاد، فالتوجيه مهم ولا بد أن يكون في حالة حوار.

وكشف أن رابع المحرمات داخل الأسرة، عدم اللجوء للأهل والأصدقاء في حل مشكلة ما صعب التعامل معها لأنهم غير مؤهلين وغير استشاريين أسريين أو نفسيين لنخضع لهم المشكلات، حيث إن عرض المشكلة على غير المتخصصين يزيد من المشكلة، موضحا أن الزوجة مثلا عندما تعرض مشكلتها على والدتها، فستكون بالطبع منحازة لها.

وأكد أنه مع مراعاة كل هذه الخطوات، فسيكون في الأسرة، نوعا من الارتياح والإنعاش حتى في أحلك اللحظات تستطيع هذه الأسرة الصامدة أن تتخطاها وتبدأ في حلها.