رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بحوث الصحراء»: يجب تقليل الانبعاثات العالمية للزراعة 22% بحلول 2030

عبدالله زغلول
عبدالله زغلول

قال عبدالله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء، إنه في ضوء التحديات البيئية على المستوى الدولي المتمثلة في الآثار السلبية للتغيرات المناخية ومظاهر التصحر وتدهور الأراضي، فضلاً عن تحديات الجوائح الطبيعية وانتشار فيروس كوفيد - 19، بالإضافة للصراعات الدولية في الأونة الأخيرة، وتحديات نقص المياه ونقص الغذاء ومكافحة الجوع، بالاضافة إلى محدودية الأراضي الزراعية الخصبة وتزايد معدل النمو السكاني. ولتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة ۲۰۳۰، فإن حتمية الإسراع لوقف هدر وفقد الطعام من أجل مستقبل صفر انبعاثات كربونية، ضرورة للغاية على المستوى الدولى.

وأوضح عبدالله زغلول، أن من المعروف أن قطاع الزراعة مسؤول عن ١٢٪ من جملة الانبعاثات والغازات الدفينة على مستوى العالم، وللحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، يجب تقليل الانبعاثات العالمية للزراعة بمقدار ۲۲٪ بحلول عام ٢٠٣٠، وبمقدار ٣٩٪ بحلول عام ٢٠٥٠، مقارنة بعام ٢٠١٧، حتى مع استمرار نمو الطلب على الغذاء. وبينما تنخفض كثافة انبعاثات الإنتاج الزراعي بشكل مطرد، لكن تستمر الانبعاثات المطلقة للإنتاج الزراعي في الارتفاع، ما يشير إلى الحاجة إلى زيادة التمويل لتخفيف الانبعاثات المتعلقة بقطاع الزراعة. حيث سيكون تخفيض الانبعاثات مطلوبا في جميع مناطق العالم، لا سيما في المناطق التي يتوقع فيها زيادة عدد السكان ونمو الطلب على الغذاء، مثل أفريقيا.

كما تابع أن التخفيف من انبعاثات القطاع الزراعي يتعلق أساسا بتحويل الأنظمة (الزراعية – الغذائية) التي ترتبط إلى حد كبير بالممارسات الزراعية الجيدة بما في ذلك الزراعة الذكية والاقتصاد الأخضر وإدراة - المخلفات والتدخلات القائمة على المعرفة والعلوم والتكنولوجيا في سياق تحويل النظم الزراعية والغذائية والتفاعل المتكامل بين العلوم والسياسات.

وأشار رئيس مركز بحوث الصحراء إلى أن تعتبر شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء مناطق مستوردة للغذاء بشكل كبير لتلبية طلب سكانها ، وتدعو الاستراتيجيات الحالية إلى تعزيز إنتاج الغذاء في هذ المناطق. ويشمل هذا التوسع كلاً من التدابير الرأسية والأفقية، من أجل تحسين الإنتاج واختيار أراض جديدة للدخول في عملية الإنتاج، وتحتاج هذه التدابير إلى التخطيط بطريقة تقلل من تأثيرها السلبي على البيئة والموارد الزراعية الرئيسية المتمثلة في الأرض، والمياه والموارد الوراثية الحيوانية والنباتية والمناخ.

وأكد عبدالله أن استهداف الوصول إلى مستوى صفر انبعاثات كربونية، يحتم علينا جميعا اتخاذ عدة إجراءات هامة ، ومنها إجراءات تعزيز إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية، وتحسين إدارة علف الماشية واستخدام التسميد العضوي، وتحسين كفاءة استخدام النيتروجين، وتحسين إدارة المحاصيل والإنتاجية بدءا من الزراعة حتى الحصاد والتداول. بهدف الحفاظ على الاحتياجات الغذائية للسكان، ما يتطلب مضاعفة معدل نمو الإنتاجية الحالية حتى مع اشتداد تأثيرات التغير المناخي . وعلى الجانب الآخر، لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيض الفاقد والهدر في الطعام، وتغيير أنماط استهلاك الغذاء، ويجب خفض معدل فقد الأغذية وهدرها في العالم إلى النصف بحلول عام 2030، وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن 14٪ من الأغذية العالمية المنتجة تم فقدها في المرحلة من مرحلة الحصاد والإنتاج حتى مرحلة البيع بالتجزئة في سلسلة التوريد في عام 2016، في حين أنه خلال عام 2019 فإن حوالي 17٪ من المواد الغذائية المتوفرة يتم إهدارها في مرحلة البيع بالتجزئة أو في المنازل والخدمات الغذائية.

وأردف أن الممارسات الزراعية الجيدة تأتي في طليعة التدخلات الهامة في مسألة التكيف والتخفيف اللازمة للحد من انبعاثات الاحتباس الحراري للقطاع الزراعي، وهو الهدف الأكثر استراتيجية الذي يمكن طرحه على مائدة المفاوضات المقبلة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27)، والذي تستضيفه جمهورية مصر العربية في مدينة السلام بشرم الشيخ في نوفمبر 2022.