رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طقوس غامضة.. كيف كشفت أضرحة صقور الفراعنة عن ممارسات دينية غريبة؟

الضريح في برنيس
الضريح في برنيس

سلطت صحيفة "اكسبرس" البريطانية، الضوء على اكتشاف “ضريح” في ميناء برنيس البحري القديم في مصر، والذي يقع على ساحل البحر الأحمر.

وقالت الصحيفة إن هذا الضريح يكشف النقاب عن ممارسات وطقوس دينية غريبة كانت تمارس في مصر القديمة.

وأضافت أن هذه الطقوس تعود للعصر الروماني المتأخر أي خلال الفترة من القرن الرابع وحتى السادس الميلادي، ويعد هذا الضريح أحد أهم المباني في المدينة القديمة، حيث يعتقد أن البليميون وهم مجموعة من البدو سيطروا على برنيس خلال العصر الروماني وكانوا في طريقهم لتوسيع مجتمعهم ومواجهة الرومان في الصحراء الشرقية.

طقوس غريبة

وأشارت إلى أن برنيس تم تأسيسها على يد بطليموس الكبير في عام 275 قبل الميلاد، واستمرت في العمل كميناء نشط في كل من الفترتين الرومانية والبيزنطية، حتى أصبحت نقطة الدخول الرئيسية إلى مصر للتجارة القادمة من شبه الجزيرة العربية وكيب هورن والهند.

ووفقًا لعالم الآثار البروفيسور جوان أولر جوزمان من جامعة برشلونة المستقلة، كانت الحفريات في المجمع الشمالي أساسية في إثبات الصلة بين البليميين والمدينة الساحلية.

وأضافت أن الحفر الذي تم إجراؤه في يناير 2019 أسفر عن العثور على نقوش مخصصة للعديد من ملوك البليميين، بالإضافة إلى ضريح الصقور، ويبدو أن هذا الهيكل، الذي كان في الأصل معبدًا مصريًا تقليديًا صغيرًا، قد تم تكييفه من قبل البليميين.

وقال البروفيسور أولر جوزمان: "إن النتائج المادية رائعة بشكل خاص وتتضمن عروضاً مثل الحراب، والتماثيل المكعبة الشكل، وشواهد بلاطة حجرية مع إشارات تتعلق بالأنشطة الدينية".

ووفقًا للفريق، فقد كان العنصر الأكثر تكريسًا الذي تم العثور عليه في الضريح - وبعد ذلك اكتسب لقبه - ترتيبًا مكونًا من 15 صقرًا، تم قطع رأس معظمها، ومن المعروف أن الصقور كانت تُعبد في مصر القديمة، ودفن الطيور للأغراض الدينية أمر كان متعارف عليه في مصر القديمة.

وأكدت الصحيفة أن قد لوحظ في السابق في وادي النيل دفن الصقور ولكن تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها العثور على الطيور مدفونة داخل أحد المعابد، ناهيك عن كيفية اصطحابها مع البيض، وهو أمر غير مسبوق تمامًا، علاوة على ذلك، في مواقع أخرى، تم العثور على الصقور مقطوعة الرأس فقط كعينات فردية، وليس دفنها كمجموعة.

ووفقًا للباحثين، كانت الشاهدة التي تم العثور عليها تحمل نقشًا غريبًا، فعادة، تتعلق هذه النقوش بالإهداء، أو علامات الامتنان، ومع ذلك، كتب هذا المثال المترجم: "من غير المناسب غلي الرأس هنا"، ويتعلق هذا النهي بغلي رؤوس الحيوانات - وهو نشاط يعتبر تدنيسًا - داخل المعبد.

وقال البروفيسور أولر جوزمان، "تشير كل هذه العناصر إلى أنشطة طقسية مكثفة تجمع بين التقاليد المصرية ومساهمات من البليميين".

وأضاف أن هذه الطقوس كانت على الأرجح "تدعمها قاعدة لاهوتية ربما تتعلق بعبادة الإله خونسو إله القمر عند المصريين القدماء.

وتابع "توسع الاكتشافات معرفتنا بهؤلاء الأشخاص شبه الرحل، البليميين، الذين يعيشون في الصحراء الشرقية أثناء انهيار الإمبراطورية الرومانية".