رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زين عبدالهادى: مدرستنا السعيدية الثانوية تحولت إلى مدرسة عسكرية عام 1973

دكتور زين عبد الهادي
دكتور زين عبد الهادي

“عام 1973 كانت مدرستنا السعيدية الثانوية بالجيزة قد تحولت إلى مدرسة عسكرية”.. بهذه الكلمات استهل الدكتور زين عبد الهادي، الباحث والروائي حديثه إلى الــ“الدستور”، حول ذكرياته خلال حرب السادس من أكتوبر عام 197.

 

وقال الدكتور زين عبد الهادي: “كنا نتدرب على حمل السلاح والقيام بأعمال وتدريبات عسكرية يوميا، كانت مصر كلها في أغلب مدارسها الثانوية قد تحولت إلى مثل هذه المدارس لتشكل احتياطيا جاهزا في أي لحظة لدخول الحرب أو على الأقل القيام بأعمال داخلية قد تتطلبها الحرب، وهو مايعني نوعا من الانضباط العسكري الذي كان جديدا علينا، هذا الانضباط كان يحتاج نوعا من السلوك الآلي الذي كان يتناقض تماما مع حياتنا المبنية على مفهوم الحرية المطلقة الذي كان يتطلبه المنطق العسكري ومنطق الانخراط في الجندية”.

 

ــ كنا سعداء لأننا أخيرا نحارب من أجل تحرير الأرض

وتابع “عبد الهادي”: “في ظهيرة السادس من أكتوبر كنا نعلم جميعا أن الحرب قامت، كان تخوفنا وأنا صاحب تجربة عنيفة تتعلق بعام 1967 وهجرتنا من بورسعيد، كنا نخاف من اخفاء الحقائق كنت أطالع الصحف ولا أكاد أترك الإذاعة أو التليفزيون لمتابعة أحداث الحرب، ظننت أنهم قد يطلبون منا أعمال داخلية تتعلق بتأمين المنشآت المهمة لكن ذلك لم يحدث، لكني لاحظت أن ما يحدث حولنا جميعا إلى انضباط كامل، كنا نعيش اللحظة بكل مافيها، كنا سعداء لأننا أخيرا نحارب من أجل تحرير الأرض”.

 

وأردف “عبد الهادي”: “أتذكر المظاهرات التي قامت بها الجامعات وعمال المصانع من أجل الحرب، كان السادات تحت ضغط شعبي رهيب من أجل الثأر، وهكذا لم يزد الأمر عن التبرع بالدماء وكتابة قصة عن الحرب الدائرة، في يوم 10 اكتوبر تبرعنا بالدماء، وفي 12 أكتوبر طلب منا ومن خلال مسابقة في الإذاعة المدرسية الكتابة عن قصة تتعلق بالحرب بيننا وبين إسرائيل، كتبتها في نفس اليوم لا أدري كيف تم ذلك وبالدافع الحقيقي لكتابتي هذه القصة التي لا أتذكر شيئا منها الآن، ربما لم تخنِِ ذاكرتي بعد، لكنها. كانت انتقاما في جوهرها من إسرائيل ومن كل من تسبب في هزيمتنا وهجرتنا التي شردتنا طويلا وابتعدت بنا مئات الأميال عن بورسعيد وعن تلك الشواطئ التي كم تخيلت ان الجنيات الملائكة والآلهة الإغريقية والفرعونية يسكنونها”.

 

ــ يوم سلمني “أبولمعة” جائزة القصة عن حرب أكتوبر

واختتم:"سلمت القصة في مكتب الإذاعة الذي كان يجاور مكتب الناظر ، في اليوم التالي نودي على اسمي كفائز بالمسابقة، واستلمت الجائزة الثمينة للغاية من مدير المدرسة (محمد أحمد المصري). الشهير باسم “أبولمعة المصري” في السينما المصرية في الستينات، ومعه القائد العسكري للمدرسة، ذهبت إلى البيت وتقدمت من أبي في خجل لأريه الشهادة التي حصلت عليها في القصة، ابتسم في وداعة وهو يضع يده على كتفي، أما أمى فكانت دموعها تتساقط، كنت أعلم أني أحمل جيناتهما المتعلقة بالكتابة والفن، كانت تلك المرة الأولى التي أدرك فيها ذلك . بعدها بقليل أدركت أن قدري سيكون مع كتابة القصة والرواية، رغم أي عمل آخر سأقوم به. كيف أنسى إذن أكتوبر 1973 وعلاقتي بالرواية المصرية والحرب في الشرق!".