رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حياة محمد».. كتاب محمد حسين هيكل الذى رفض نشره وزير خارجية إسرائيل

محمد حسين هيكل
محمد حسين هيكل

كانت مصر في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي على موعد مع كتاب "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل وقد لقى الكتاب ترحيبًا كبير من الأوساط الثقافية المصرية آنذاك، وظل هذا الكتاب حبيس أدراج المترجمين المصريين حتى عام 1967 عندما قام بترجمته أحد الأكاديميين من الهند إلى اللغة الإنجليزية وقدمه إلى دار نشر جامعة كامبريدج لنشره إلا أن اليهودي "إبا إيبان" الذي عمل وقتها في تدريس اللغات الشرقية في كامبريدج ورفض نشره وظل الكتاب لمدة 20 عامًا لم يترجم، وعندما سأله أحد الصحفيين عن السبب وقتها قال "إيبان لا يهمه أحدًا"، كان ذلك وهو في طريقه من كامبريدج إلى إسرائيل.

“إبا إيبان” شغل منصف وزير خارجية إسرائيل خلال الفترة من 1966 إلى 1974، وتولى الدفاع عن بلاده بعد حرب 1967، ومع ذلك، كان مؤيدًا قويًا للتخلي عن الأراضي التي احتلتها إسرائيل في الحرب في مقابل السلام، كما لعب دورًا هامًا في صياغة قرار مجلس الأمن 242 في عام 1967 وقرار مجلس الأمن 338 في عام 1973، كما أجرى اتصالات رفيعة المستوى مع البابا بولس السادس الذي استقبله في عام 1969.

الشيخ محمد مصطفى المراغي امتدح كتاب "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل، قائلاً: "وفق الدكتور هيكل في تنسيق الحوادث وربط بعضها ببعض، فجاء كتابه عقداً منضداً وسلسلة متينة محكمة الحلقات، وقد أبدع في بيان الأسباب والأغراض والحكم بياناً قوياً واضحاً يجعل القارئ مطمئن النفس رضى القلب يستمتع بما يقرأ ويثلج صدره ببرد اليقين، فيملك عليه أمره، ويجبره على متابعة القراءة حتى يوفي على آخر ما بيده من البحث".

كان محمد حسين هيكل عضوًا في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقاً لتصريح 28 فبراير 1922م، لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عُيِّن هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926. اختير وزيراً للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيراً للمعارف مرة ثانية سنة 1940م في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944م، وأُضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م.

اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيساً له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950م حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التي أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التي قدمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشاري الملك فاروق، وتولى أيضاً تمثيل السعودية في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة.