رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفقودي صحراء مطروح.. نعي حزين من أهالي المحافظة للصقور الثلاثة

جريدة الدستور

حالة من الحزن خيمت على أهالي مدينة برج العرب، بسبب حادث مفقودي صحراء مطروح، والذي يخص شقيقين وابن أحدهم عزموا الأمر إلى الخروج لرحلة صيد برية في الصحراء إلا أن نفاد ما لديهم من طعام وشراب قضى عليهم في قلب الصحراء الحارة.

استمرت رحلة الصقور الثلاثة كما أطلق عليهم أهالي محافظة مطروح لمدة 8 أيام، إذا كانوا يهتمون بتربية الصقور وخرجوا في تلك الرحلة دون عودة، ومعهم صقورهم الخاصة في منطقة الحمراية على حدود مطروح، إلا أن الطفل الصغير هو أول من توفى نتيجة نقص المياه والطعام ودفنه والده في الصحراء.

البحث عن مفقودي صحراء مطروح

وخرجت ما يقرب من 150 سيارة من قبل أهالي المحافظة للبحث عن مفقودي صحراء مطروح، بعد انقطاع كل وسائل التواصل وتعطل السيارة؛ من أجل تتبع أثارهم إلا أنهم وجدوا الصغير مدفون وعليه علامة على قبره ومع مزيد من التقصي وجدوا جثة الشقيقين.

ونعى أهالي مطروح ذلك الحادث المأساوي لأبناء مدينتهم، والذي مثل لهم بمثابة ملحمة بسبب عمليات البحث والتقصي التي خرجت بعد اليوم السادس من فقد أثر هؤلاء الشباب.

أهالي مطروح: «الحادث ملحمة من الوحدة ولن ننساه»

حامد العمامي، أحد أبناء مدينة مطروح، يقول أن الحادث برغم فجاعته إلا أنه فخر لأهل مطروح وتحديدًا منطقة العرب ويدل على الكرم والشهامة والنخوة لديهم، مبينًا أن المدينة تعزي نفسها قبل تعزية أهالي الصقور الثلاثة.

ويضيف: “الثلاث شباب من عيت مطير بعدما فقد الأهل الاتصال بهم في اليوم السادس بداروا بإطلاق الاستغاثات التي استجاب لها أهالي مطروح بالمشاركة في البحث فقد خرجت كل سيارات المنطقة من أجل أن تجوب الصحراء بحثًا عنهم”.

ويوضح أنه رغم صعوبة الموقف على أهالي المدينة وذوي الأشقاء إلا أنه يدعو للفخر بسبب حالة الوحدة التي حدثت بين قبائل البدو في مطروح وأنهم اجتمعوا للبحث عن الشباب باستخدام أسطول للسيارات ولم يتوان أحد عن المشاركة في البحث.

يضيف أن الأمر لم يتوقف عن قبائل مطروح فقط ولكن وصل إلى قبائل من الصعيد التي جاءت إلى المحافظة، من أجل المشاركة في عمليات البحث وأسطول السيارات الذي خرج من أجل العثور على الأشقاء وذوي أحدهم إلا أنهم وجدوهم جثث.

أبو سلطان، أحد أهالي مطروح، يشعر بذات الفخر وأن صدى ما حدث في المدينة من تلاحم، وتكاتف من أجل العثور على مفقودي صحراء مطروح وصل إلى البلاد العربية ودعم من الجزائر والمغرب وليبيا والذين قاموا بمشاركة هاشتاجات البحث والفيديوها من قلب مطروح.

ويوضح أن الأمر لم يصل إلى المشاركة في الهاشتاجات ولكن الإشادة بالوحدة والحزن الذي يشرف أهالي مدينة مطروح على ذويهم: "شعرنا أنهم ابناءنا وأنهم كانوا في كل منزل داخل مطروح وليس أشخاص لم نعرفهم فالكل قدم الدعم لهم".

وقدم سلطان الشركة للجيش ولمواقع التواصل الاجتماعي التي تفاعل عليها الآلاف من داخل وخارج مصر، للبحث عن المفقودين وكان للأمر صدى لدى الجيش من خلال إرسالة طائر للمساعدة في عمليات البحث، وهو ما أنجز المهمة ووجدنا الجثث الثلاثة.

كان لدى سلطان أمل في إيجادهم أحياء إلا أن ذلك الأمل انقطع بمجرد الإعلان عن العثور على جثثهم الثلاثة في قلب الصحراء: "نسأل الله أن يتغمدهم بالرحمة ويصبرنا نحن وذويهم فلقد كان الحادث مأساوي بدرجة كبيرة ولن تنساه مطروح".

يذكر أن مفقودي صحراء مطروح هم رمضان بوحتيته أبو مطير، ومساعد بوحتيته أبومطير، وشاهين رمضان، والذين اختفوا لمدة 7 أيام في صحراء مطروح بعد تعطل سيارتهم، ونفاذ المخزون الذي أتوا به إلى الصحراء من الطعام والشراب في تلك الرحلة البرية للصيد.