رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلول المثلى للتعامل مع الموظف كثير الشكوى: «الاستماع أولًا»

الموظف كثير الشكوى
الموظف كثير الشكوى

كثيرًا ما نجد حولنا ذلك الموظف الذى لا يعجبه شىء فى مؤسسته أو مكان عمله، فلا عمل يشعر من خلاله بالإنجاز ولا مرتب يكفيه ولا مشكلة لديه لها حل، قد يكون بالفعل هناك ضغوط فى العمل وأعباء إضافية يتحملها الموظف فيجد الشكوى واللوم طرقه للتنفيس عن غضبه.

وكثرة الشكوى من العمل تضيق الخناق على المديرين، فضلًا عن أن الشكوى تجعل تركيز الموظف منصبًا على سلبيات العمل فقط، فيبدأ فى رؤية العالم بشكل سيئ ويعرض نفسه لمزيد من الإجهاد.

ووفقًا لمجلة «فوربس» الأمريكية، فإن شكوى بعض الموظفين من العمل بصورة تتخطى حدود المعقول لها تأثيرات على ثقافة العمل والمزاج العام ضارة للغاية، فهم بذلك يصدرون سلوكًا سامًا أو مدمرًا ولذلك بصفتك شخصًا فى موقع قيادى يتعامل مع أعضاء الفريق الذين يشكون من عبء العمل عليهم لا يجب أن تتجاهل هذه الشكوى وتسعى لحل مشكلاتهم وإدارتها فى أسرع وقت ممكن، وذلك من خلال عدة طرق:

أهم ما يجب أن تفعله كمدير هو أن تستمع إلى الموظفين غير الراضين وتسجيل الشكاوى، فمعالجة هذه المشكلات بمجرد أن تصبح ملحوظة هى القاعدة الذهبية، ومن خلال القيام بذلك فأنت تُظهر لفريقك أنك على دراية بالموقف وأنك تأخذ المخاوف أو المزاعم التى يشاركونها على محمل الجد. 

خلال هذه الأوقات، تحتاج ثقافة الشركة إلى الرعاية وإعادة التقييم، خاصة أن بعض الأشخاص يتحولون إلى متذمرين مزمنين لأنهم يعتقدون أنه لا أحد يهتم لسماعهم أو أخذ رأيهم فى الاعتبار، لذا من المهم جدًا الاستماع إلى الموظفين المشتكين وأيضًا إظهار التعاطف مع من يتعاملون معه، فيمكن أن تصنع عبارة بسيطة مثل «أنا أفهم ما تشعر به» عجائب من أجل صحة بيئة العمل وإنتاجية الموظف.

يسعى معظم القادة لجعل أعضاء فريقهم يقدمون أفضل أداء لهم، ولكن هناك فرقًا بتحسين أداء الموظفين اليومى وانتقادهم باستمرار، فيشير بعض القادة باستمرار إلى الأخطاء والعيوب، وذلك قد يشعر الموظفين بالحرج والغضب والدفاع عن أنفسهم، لذا فعلى القادة تشجيع أعضاء الفريق على فهم أن الأخطاء يمكن أن تحدث وأن الهدف هو التعلم والتحسين المستمر، وليس أن يكون الفريق مثاليًا.

يرجع العديد من شكاوى الموظفين، إلى الشعور بالإرهاق أو عدم الوضوح أو الاعتقاد ببساطة بأنهم لا يستطيعون تلبية توقعات الإدارة «غير الواقعية»، لذا على القادة الوضوح وتحديد الأولويات وإزالة المشاريع غير المهمة أمام الموظفين ومساعدتهم فى رسم الخطوات التالية الصغيرة التى يمكن تحقيقها، وبهذا يمكن إزالة الكثير من الالتباس الذى يسبب الشكوى.

على المديرين طرح الأسئلة الجيدة للموظف المشتكى وسرعة حلها، مثل: هل يشعر بالإرهاق من عبء العمل الثقيل أو العمل الإضافى الافتراضى الذى تم طرحه؟ وهل يفهم الموظف أن هذه المهام الإضافية ربما تكون مؤقتة وتنتج عن مواقف غير متكررة؟ والطريقة التى سيجيب بها عن هذه الأسئلة ستكون كاشفة، ويمكن من خلالها فهم طبيعة المشكلة وحلها.

لا تنس أهمية وجود خط اتصال بينك وبين الموظفين خاصة فى أوقات المشاكل، ولكن بتوازن مثالى بين عدم تجاهل الموظف، وأيضًا عدم استرضائه تمامًا، لأن هذا يمثل سابقة سيئة، وهذه المحادثات هى أيضًا فرصة لإعلام الموظف بأنهم يضرون بالمزاج العام وثقافة مكان العمل وأنه يجب «التحكم» فى سلوكهم السلبى أثناء حل المشكلة. 

هناك حالات قد تكون فيها المشكلة أكبر مما يمكنك التعامل معه، على سبيل المثال، سياسة الشركة، وإذا كانت مشكلة الموظف مرتبطة بشىء من هذا القبيل، فيمكنك مساعدته فى معرفة الموقف من وجهة نظر مختلفة، لأن هذا سيحسن المزاج فى مكان العمل.

ولد الملياردير وارن بافيت فى الولايات المتحدة الأمريكية.