رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المقرر المساعد للجنة «الحقوق السياسية»: وضع جميع المقترحات على مائدة النقاش

الدكتور محمد شوقى
الدكتور محمد شوقى العنانى

قال الدكتور محمد شوقى العنانى، أمين الشئون التشريعية بحزب «مستقبل وطن»، وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ، المقرر المساعد للجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى بالمحور السياسى للحوار الوطنى- إن الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لعقد حوار وطنى شامل تعد حدثًا سياسيًا مهمًا وخطوة ضرورية لتحقيق أكبر قدر من التوافق حول العديد من القضايا الإقليمية والمحلية بين جميع القوى السياسية فى مصر.

وأوضح، فى حواره مع «الدستور»، أن الحوار الوطنى سيكون انطلاقة محورية لتنمية الحياة الحزبية والديمقراطية فى مصر، نظرًا للمشاركة الكبيرة لكل الأطياف الحزبية فيه، مشيرًا إلى أن «من يظن أو يدّعى أن الحوار ما هو إلا مناورة سياسية ضد الأحزاب والكيانات المعارضة مخطئ ولا يملك أى خبرة سياسية».

 

■ بداية.. كيف ترى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعقد حوار وطنى شامل يضم كل الأطياف؟

- الحوار الوطنى حدث سياسى مهم وخطوة ضرورية من أجل تحقيق أكبر قدر من التوافق حول العديد من القضايا الإقليمية والمحلية، ويستهدف الاستماع لكل الآراء ووجهات النظر من جميع التيارات والقوى السياسية.

وأرى أن الحوار جاء فى توقيت مناسب، نظرًا لما يمر به العالم من أزمات اقتصادية صعبة بسبب الحرب «الروسية الأوكرانية»، وقبلها أزمة انتشار فيروس كورونا، ونحن لسنا بمعزل عن العالم وتأثرنا اقتصاديًا مثل باقى دول العالم، وقد تكون مصر من أقل الدول، التى تأثرت بذلك، نظرًا للإصلاحات السياسية والاقتصادية التى بدأت الحكومة فى تنفيذها منذ سنوات.

 

■ ما أولويات عمل لجنة مباشرة الحقوق السياسية.. وما الملفات التى ستجرى مناقشتها خلال الفترة المقبلة؟ 

- هناك مئات الاقتراحات، التى تلقتها الأمانة العامة لمجلس أمناء الحوار الوطنى، وعدد كبير منها يتعلق بعمل لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى، وسنعرض كل هذه المقترحات بعد فحصها على مائدة الجلسات، لتحديد الأولويات والتركيز على القضايا العاجلة، التى تهم الرأى العام. وأؤكد أن كل القضايا ذات الصلة ستطرح وتناقش من أجل وضع حلول لها. 

■ ما ردك على من يقولون إن الحوار الوطنى مناورة سياسية؟

- لا.. على العكس، أرى أن الحوار الوطنى انطلاقة محورية لتنمية الحياة الحزبية والديمقراطية فى مصر، والدليل على ذلك هو المشاركة الكبيرة من كل الأطياف الحزبية.

ومن يظن أو يدعى أن الحوار الوطنى مناورة سياسية ضد الأحزاب والكيانات المعارضة مخطئ، ولا يعلم شيئًا عن السياسة؛ فالدولة لا تحتاج للمراوغة أو المناورة، بل تحرص القيادة السياسية كل الحرص على إشراك كل القوى السياسية، سواء المؤيدة أو المعارضة للحكومة، عدا من تلوثت أيديهم بدماء المصريين.

خلال الحوار الوطنى، نعمل جميعًا لتحديد الأولويات ومناقشة القضايا المهمة ووضع حلول للمشكلات، فى ظل بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، التى تتسع للجميع.

الحوار الوطنى فرصة حقيقية لمشاركة الأحزاب المعارضة فى بناء الدولة الحديثة، وعلى الأحزاب أن تقتنص تلك الفرصة وتعمل بكل جهد لتحسين أوضاعها.

 

■ هناك تخوفات من استحواذ حزب الأغلبية على أكبر قدر من المشاركة فى فعاليات الحوار خلال الفترة المقبلة.. ما ردك؟ 

- هذا الحوار ليس للغلبة، وليس الهدف منه أن يهزم فصيل الفصيل الآخر أو التصارع على أكبر عدد من المقاعد داخل اللجان، بل إن التمثيل مناسب للجميع، مثلنا مثل باقى الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة.

ولو نظرنا إلى اختيارات مجلس الأمناء فى تشكيل المقررين والمقررين المساعدين، أو حتى من بداية تشكيل مجلس الأمناء نفسه سنجد أنه لا غلبة ولا استحواذ لأحد، فكل الاختيارات تراعى مشاركة الجميع، ومن يدعون ويروجون لمثل هذه الأمور يسعون إلى نشر الأكاذيب، ولو كلفوا أنفسهم واطلعوا جيدًا على تشكيلات مجلس الأمناء أو المقررين والمقررين المساعدين لأدركوا أنه لا غلبة لأحد.

■ هل ترى أن المحاور الثلاثة «السياسى والاقتصادى والاجتماعى» التى طرحها مجلس الأمناء للنقاش كافية لتلبية رغبات الشارع المصرى؟

- نعم.. أرى أن مجلس الأمناء كان موفقًا فى طرح تلك المحاور الثلاثة، ونجح فى تغطية الملفات ذات الأولوية، لأن تلك الملفات تمثل التحديات الرئيسية التى نعانى منها جميعًا والتى تؤثر بشكل مباشر على حياتنا ومجتمعاتنا.

مناقشة تلك المحاور على مائدة الحوار، فى ظل وجود قامات وشخصيات ذات خبرة وثقل سياسى واجتماعى واقتصادى، ستجعلنا نصل إلى حلول ورؤى عاجلة وعملية لمعالجة تلك التحديات، وعلى الجميع أن يدركوا أننا بصدد جمهورية جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معان، وأن كل شخص سيحصل على حقه كاملًا، لأن القيادة السياسية تعمل بكل جهد من أجل توفير حياة كريمة للجميع.

 

■ ما احتمالات أن يتحول النقاش فى الحوار الوطنى إلى جدال فقط؟

- هذا الأمر مستبعد تمامًا، وشاهدنا حالة التوافق بين الجميع، المؤيد والمعارض، فالكل يعلم جيدًا ما الهدف من الحوار، فالمشاركة لا علاقة لها بالمطامع الشخصية أو الحزبية، بل نعمل جميعًا من أجل الوطن.

لا يشغلنا سوى قضايا الوطن ومصلحة المواطن البسيط فى المقام الأول، كما أن مدونة السلوك بالحوار الوطنى تستهدف ألا يكون الحوار مكلمة، وتحقيق الغاية التى من أجلها كلف الرئيس عبدالفتاح السيسى ببدء هذا الحوار الوطنى، كما نستهدف وضع ضوابط لهذا الحوار للوصول إلى قناعات وتوصيات قابلة للتحقيق، ورفعها للقيادة السياسية، وتكون نبراسًا لمستقبل وطننا الغالى مصر.

 

■ إن اقترحت بعض القوى السياسية إجراء تعديلات تشريعية.. هل ستكون هناك استجابة؟

- نعم.. فثمار هذا الحوار لن تكون مناقشات وآراء ووجهات نظر فقط، بل من الممكن أن يجرى طرح اقتراحات بتعديلات تشريعية، وأعتقد أنه إن كانت تلك التشريعات المطلوب تعديلها لا تخالف الدستور فسيجرى رفع توصيات بها لإقرار ما فيه الصالح العام للبلاد.

■ كيف ترى مشاركة الشباب وتمثيلهم فى الحوار الوطنى؟

- الشباب هم عصب الدولة ووقود التنمية ومستقبل مصر وحاضرها، ومشاركة الشباب وتمثيلهم فى الحوار الوطنى جيدة، وأرى أن هناك إصرارًا وعزيمة كبيرة من قبل القيادة السياسية على تمكين الشباب، ليس فى الحوار الوطنى فقط، بل فى كل المجالات والمناصب القيادية فى الدولة، وتمت ترجمة ذلك من خلال إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى تدشين البرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب، وكذلك إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل، وغيرها من المبادرات والقرارات التى جاءت جميعها داعمة للشباب.

على كل شاب أن يعمل لتأهيل نفسه، وعليه أن يدرك قيمة دوره فى المجتمع من خلال تحمل المسئولية والقيام بواجبه.