رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة الموت.. قصة «مريم» ضحية لعبة السيارات المتصادمة فى منتجع بورتوسعيد

السيارات المتصادمة
السيارات المتصادمة

واقعة مفجعة شهدها منتجع بورتوسعيد، أمس، بعد تعرض فتاة صغيرة، تدعى مريم محمد هاني فؤاد، للموت أثناء ركوبها لعبة السيارات المتصادمة، لتصبح بين ليلة وضحاها حديث منصات التواصل الاجتماعي، يترحم عليها الجميع، ويتساءلون في آن واحد: كيف تعرضت الصغيرة لذلك الحادث البشع؟

مريم صاحبة الـ9 سنوات، ذهبت رفقة عائلتها إلى أحد المنتجعات السياحية بمحافظة بورسعيد، لتلقى مصرعها بلعبة السيارات المتصادمة، بعد أن التف شعرها الطويل حول محرك اللعبة، ليتهشم رأسها الصغير بالكامل، وتقضي العائلة ليلة مآساوية لم تكن على البال أو الخاطر.

كانت الفتاة الصغيرة تنثر شعرها الطويل خلفها، ليتطاير مع الريح فوق لعبة السيارات المتصادمة مثلها مثل جميع الفتيات الصغيرات، تمل من الألعاب المخصصة لمن في سنها وترغب في تجربة ألعاب الكبار حتى لو كانت خطيرة، لكن هل اللوم هنا يقع على الأهل الذين سمحوا للصغيرة بركوب هذه اللعبة، أم مسئولى المكان الذين لم يتلزموا بقواعد وشروط السن المناسبة للألعاب؟

"الدستور" تواصل مع أحد العاملين في مجمع الألعاب بمنتجع «بورتوسعيد»، الذي كان شاهدًا على الواقعة، ليروي لنا كل التفاصيل المتعلقة بالليلة المشئومة، والأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك الحادث الأليم، وفقدان الفتاة الصغيرة أثناء ركوبها لعبة السيارات المتصادمة.

انفجار فى المخ

أوضح العامل بمنتجع بورتوسعيد، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن لعبة السيارات المتصادمة تتواجد في منطقة المشاية بالمنتجع، وهي منطقة مخصصة فقط للسير ولا تصلح لأي ألعاب كهربائية، بجانب أن جميع السيارات المتصادمة متهالكة ولم يُجرَ لها أي صيانة منذ فترات طويلة.

ووصف أيضًا لحظة تعرض الفتاة الصغيرة للموت: "البنت شعرها لف على الموتور فجأة، ومع السرعة اللي كانت ماشية بيها، راسها رجعت لورا والمخ انفجر في ساعتها".

واستكمل: "لقيت مريم مصرعها فور تعرضها للحادث، كما أن عربة الإسعاف تأخرت لمدة تجاوزت الساعة ونصف الساعة، وظلت الفتاة في تلك المدة جثة هامدة داخل السيارة المتصادمة، حتى تدخلت الحماية المدنية، وأرسلت رجالًا يحملون (شنيور كهربائيًا)، ليتم فصل رأس الصغيرة عن حديد السيارة".

«كان المشهد قاسيًا للغاية، الجميع عاش حالة صدمة لا تتكرر، الأم كانت تقف بجوار جثة ابنتها لا تستطيع الحديث أو التعبير عما بداخلها، الأب كان يهرول في كل مكان بحثًا عن منقذ حتى وصلت الإسعاف وتم نقل الفتاة إلى مستشفى النصر، وتم تحرير محضر خاص بالواقعة داخل مديرية أمن بورسعيد، التي وجهت بتشكيل فريق بحث جنائي للوقوف على الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث».


غياب إجراءات السلامة

أكد العامل، في حديثه لـ"الدستور"، أنه كان من المفترض أن ترتدي الفتاة خوذة للحماية قبل ركوب السيارات المتصادمة، ولكن غياب إجراءات الأمن والسلامة داخل مجمع الألعاب بمنتجع بورتوسعيد كان سببًا رئيسيًا في تعرضها للموت.

واختتم: "الأمر الأكثر كارثية أن المسئولين عن الألعاب لا يلتزمون بشروط السن لدى المقبلين على الألعاب، فمن الممكن أن تدخل فتاة صغيرة لتجربة لعبة خطيرة للغاية لا يسمح لمن دون الـ16 بركوبها".