رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كاثوليك مصر» يحيون ذكرى القديس موريس ورفقاؤه الشهداء

الكنيسة
الكنيسة

يحيي الأقباط الكاثوليك اليوم ذكرى القديس موريس ورفقاؤه الشهداء، وعنهم قال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في دراسة له إنه ولد القديس موريس في عام 250م بمدينة طيبة بجنوب مصر وصار جندياً بالجيش الروماني، وترقى حتى صار قائد كتيبة.

عندما قامت إحدى مناطق بلاد الغال (فرنسا) بثورة، تقدم إليهم ماكسيميان هركليوس وأعد جيشاً لإخماد ثورتهم. 

وكانت إحدى وحدات هذا الجيش المسماة "كتيبة طيبة" مكونة من أفراد أتوا من مدينة طيبة بصعيد مصر، حتى وصل الجيش إلى أوكتودورم على نهر رون قرب بحيرة جنيف بسويسرا، وأصدر ماكسيميان أمراً إلى كل الجيش بالاشتراك في تقديم ذبائح شكر للآلهة لنجاح مهمتهم. 

وعند ذلك انسحبت كتيبة طيبـة وعسكرت بقرب المنطقة التي تسمى الآن سان موريتز رافضة الاشتراك في هذا الاحتفال، أمرهم ماكسيميان عدة مرات بطاعته ولكن أمام ثباتهم ووحدة رأيهم في الرفض أمر بقتل كل عاشر فرد من الكتيبة، محاولاً بذلك إرهابهم وإجبارهم على طاعته.

وفشلت المحاولة مع أول مجموعة فأمر بقتل كل عاشر فرد من الباقين، ولكنهم أجابوا بأنهم مستعدين لتحمل أي عقاب عن أن يعملوا ما يتنافى مع دينهم، وكان يقودهم ويشجعهم في هذا القديس موريس قائد الكتيبة، وحاول ماكسيميان مرة أخرى إرهابهم، قائلاً: إنهم إذا استمروا في عنادهم فلن يبقى فرد واحد حياً من الكتيبة فكان ردهم "نحن جنودك ولكننا عبيد الإله الحقيقي". 

نحن ندين لك بالطاعة والولاء العسكري ولكننا لا نستطيع أن نرفض خالقنا وسيدنا بل وخالقك أنت أيضًا مع إنك ترفضه، نحن مستعدون لطاعتك في كل ما لا يتعارض مع أوامره، فنحن نقاوم كل أعداءك أياً كانوا، ولكننا لن نغمس أيدينا في دماء أبرياء، لقد أقسمنا بطاعتنا لله قبل قسمنا بطاعتك وإذا نكرنا بقسمنا الأول لله فإنك لن تثق بقسمنا الثاني لك، أنت تأمرنا بمعاقبة المسيحيين بينما نحن كذلك ونعترف بالله الآب خالق كل الأشياء وابنه يسوع المسيح، لقد شاهدنا زملاءنا يقتلون ونحن نفرح من أجلهم، لا تظن أن هذا أو أي اضطهاد آخر سوف يؤثر في قرارنا.

إننا نحمل أسلحة بين أيدينا ولكن ليس فى نيتنا المقاومة لأننا نفضل أن نموت أبرياء من أن نحيا بالخطيئة، كانت هذه الكتيبة تتكون من ستة آلاف وستمائة رجل، وإذ رأى ماكسيميان ثباتهم وفشله في التأثير عليهم أمر بقية الجيش بحصارهم وتقطيعهم إرباً، لم يظهروا أية مقاومة حينما سيقوا للذبح مثل الخراف، حتى تغطت الرض بجثثهم وسالت دماءهم مثل النهر على الجانبين. 

وسمح ماكسيميان لجنوده بالاستيلاء على ممتلكات الشهداء، وفيما هم يقتسمونها رفض أحدهم ويدعى فيكتور الاشتراك معهم وحين سألوه إن كان مسيحياً رد نعم أنا مسيحي فوقعوا به وقتلوه، وكانت مذبحة كتيبـة طيبـة حوالي سنة 287م وقد بنيت كنيسة كبيرة فوق موضع دفنهم، حدثت معجزات كثيرة بشفاعتهم، وقد سعى كثيرون حتى من خارج حدود سويسرا للحصول على أجزاء من رفاتهم، وصار القديس موريس شفيعاً للجنود.