رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلف الكواليس.. هل تقف إسرائيل خلف تعثر مفاوضات الاتفاق النووي؟

نووي
نووي

تواجه المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد صعوبات، ووصلت كما يبدو إلى حائط مسدود، بعد تقديرات غربية بقرب توقيعه، إلا أنه توقف فجأة.

التوقف جاء في أعقاب الرد الإيراني على المقترح الأخير، وفي أساسه طلب إغلاق التحقيقات المفتوحة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدها، والتي تتعلق ببقايا اليورانيوم التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع، بينما تطالب الوكالة الدولية للطاقة النووية بشدة بعدم التنازل عن التحقيقات.

 فيما عبّر مسؤولون أميركيون وأوروربيون عن تشاؤمهم بشأن الوصول إلى اتفاق في الفترة القريبة، في الوقت الذي تحاول روسيا وكوريا الشمالية وضع عقبات أمام تماسُك الاتفاقية.

خلف الكواليس

رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد يتحدث عن إنجاز إسرائيلي خلف تعطل المفاوضات، ويتحدث القادة في تل أبيب أن لإسرائيل دوراً حاسماً في تقديم معلومات استخباراتية جديدة. بالإضافة إلى ذلك، يدّعون أن الخطوات السياسية التي جرت من وراء الكواليس هي التي أدت إلى تصلُّب مواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وتعطيل الاتفاق، بعد المعلومات الهامة التي قدمتها إسرائيل للغرب.

ليس واضحاً إلى أي درجة هذه المعلومات دقيقة، لأنه وكما في عهد نتنياهو رئيساً للحكومة، أيضاً في عهد لبيد، الخط الإعلامي والعام بشأن كل ما له علاقة بالمسألة الإيرانية، وخصوصاً في ذروة معركة انتخابية، يُعتبر رصيداً انتخابياً يستهدف المزيد من أصوات الناخبين. 

ماذا ستستفيد إيران؟

هناك من يعتقد أن المماطلة في توقيع الاتفاق يصب في مصلحة إيران، التي تريد كسب الوقت لاستكمال مشروعها نحو بناء القنبلة النووية، فكلما كانت لحظة التوقيع أبعد، ساعدها ذلك على الاقتراب من القنبلة ففي الوقت الذي تتوقف فيه بعد التوقيع تكون قد قطعت شوطاً كبيراً.

عملياً، الموقف الغربي يخدم مصلحة إيران، ويسمح لها الاستمرار بالمناورة، فمن جهة، تمتنع من كسر القواعد كلياً في المفاوضات؛ ومن جهة أُخرى، تستمر في الدفع قدماً بمشروعها النووي، والسعي للحصول على قدرات متطورة من دون قيود جدية.

 فبحسب التقرير الفصلي الجديد لوكالة الطاقة الذرية، لديها الآن 55.6 كيلوجراماً من اليورانيوم المخصّب على مستوى 60%، وهذا ارتفاع ملحوظ إذا ما تمت مقارنته بالوضع قبل ثلاثة أشهر، ويشكل كمية كافية لتحضير قنبلة واحدة. 

هل تستفيد إسرائيل من تعطل المفاوضات؟

 دون التوصل إلى اتفاق جديد وتجديد المراقبة على إيران، فإنها ستستمر في التقدم للوصول إلى قدرات على عتبة النووي.

ومن ناحية أخرى، فإن مساهمة إسرائيل في تعطيل الاتفاق – إذا صحت- يضعها في مواجهة السياسة الأمريكية الحالية التي تضع على أجندتها توقيع الاتفاق النووي في أقرب وقت.