رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطران عون فى قداس الكشافة: على المسئولين تعلم معنى التضحية من أجل الوطن

الصليب
الصليب

ترأّس راعي إيبارشية جبيل المارونية، المطران ميشال عون، قدّاساً احتفالياً في عيد ارتفاع الصّليب، في باحة الحديقة العامة في جبيل، بدعوة من كهنة المدينة وأفواج الكشافة فيها.

بعد الإنجيل، ألقى عون عظة تحدث فيها عن "خلاص المسيح لنا وتحويله الصليب علامة للنصر بقيامته من بين الأموات"، مؤكدا: "إننا لا يمكن أن نكون مسيحيين حقيقيين إن لم  نتبن روحانية الصليب الذي هو علامة خلاصنا بمنطق الحب وبذل الذات لا منطق القوة".

ولفت إلى أن "المسيحي ينتصر كل يوم عندما يعيش الحب ويتأمل ما فعله يسوع من خلال العالم"، مؤكدا أن "بالحب ننتصر على كل ظلم وحقد ويأس وعيش التضحية في كل مجالات حياتنا العائلية والوطنية". 

وقال: "على السياسي المسئول أن ينظر إلى علامة الصليب ويتعلم معنى التضحية من أجل الوطن، وكذلك رجل الدين، لنتعلم منه بذل الذات والموت عنه من أجل خدمة الآخرين".

وتطرق إلى الحادثة التي وقعت في بلدة المجدل، والتي ذهب ضحيتها الشاب شحادة عساكر، واصفا ما حصل بـ"الأمر التافه لأن قلوبنا لم تمتلئ بالحب"، وقال: "عوض أن تمتلئ قلوبنا بمحبة المسيح، تمتلئ من أفكارنا البشرية والتسلط والأفكار الحزبية واتباع المسئولين الحزبيين بدل أن نتبع الإله الواحد الذي أحبنا، عندها قد نصل إلى القتل والانتقام، وقد لا يكون القتل في بعض الأحيان بالرصاص، بل نقتل الآخرين معنويا وعندها نحطمهم ونشوه سمعتهم". 

وأضاف: "الشبيبة مدعوة في هذا العيد إلى أن تعرف عيش المحبة والتضحية وبذل الذات في ظل ما تعيشه في هذه الأيام من أمل، بحيث تنظر إلى الأمام ولا ترى الرجاء، ومهما اشتدت الأيام وقست علينا وواجهتنا الصعاب، وعلى الشبيبة ألا تنسى حقيقية أن ربنا إله حي يحبنا ولا يزال ولا يمكن أن يتركنا". 

وأمل أن "يكون المستقبل زاهرا بقوة الإيمان بالرب لأن المحبة هي التي ستنتصر في النهاية"، داعيا الشبيبة التي "قد تترك وطنها للعمل أو الدراسة في الخارج ألا تنسى وطنها أو تتخلى عن محبتها له، فمن واجبنا التضحية من أجل وطننا والحفاظ عليه ليبقى وطن الحرية والحب والسلام والجمال". 

وقال: "ما من أحد يأتي إلى لبنان إلا ويقول: حرام هذا الوطن وما يفعله شعبه به"، لذلك علينا أن نكون من الذين يبنون الأوطان لا الذين يهدمونها، نبني وطننا بالمحبة والتضحية من أجله، فلبنان وطننا الأول والأخير أينما ذهبنا، وعلينا أن نسهم جميعا في بنائه". 

وختم: "نأمل أن يحمل هذا العيد السلام والمحبة والطمأنينة لجميع اللبنانيين، وأن يبقى هذا الصليب علامة رجاء وحب وحياة جديدة لمواصلة حياتنا، نستلهم منه لكي نستطيع أن نجاهد وتبقى حكمته هي التي تلهمنا في قراراتنا ومواقفنا".