رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«منع نزول النساء للشوارع ومنع الترمس».. حكايات الحاكم بأمر الله في مصر

الحاكم بامر الله
الحاكم بامر الله

الحاكم بأمر الله كان حاكما إبان فترة الدولة الفاطمية في مصر، وحفلت شخصيته بالعديد من المتناقضات، وكان متقلب المزاج يفعل الشيء ونقيضه في نفس الوقت، هو الحاكم بأمر الله أو الخليفة أبو علي المنصور الحاكم بأمر الله بن العزيز بالله بن نزار بن المعز لدين الله الفاطمي، وهو الخليفة الثالث من خلفاء بني عبيد الله بمصر، تولى الخلافة وكان عمره 11 عاما فقط، حسبما ذكر هاني مهنى طه، في كتابه "صفحات مصرية" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

الحاكم بأمر الله والتجسس

لكي يعرف الحاكم بأمر الله بما يدور في بيوت أمرائه ووزرائه كان يرسل العجائز من النساء إلى بيوتهم ليتعرفوا على أخبارهم، ثم يعودون إليه فينقلون له أخبار هذه البيوت، ثم يفاجئ الحاكم قادته بما لديه من أخبار وما وصله من معلومات.

قتله في الحمام

فيما ذكر أيضًا عن الحاكم  أن الأمير برجوان، والذي كان من كبار خدام الحاكم ومديري دولته والذي يرجع إليه الحاكم في كل شيء خاص بمصر، حتى جاء وقت ضاق الحاكم منه فأصدر أمرا لزيدان الصقلبي بضربه بسكين فقتله وهو في الحمام، ثم إن الحاكم قتل زيدان نفسه بعد ذلك. 

منعه للنساء من النزول للشوارع

بعد مقتل برجوان أصبح الحاكم يفعل أشياء لا يتوقعها أحد، منها أنه منع النساء من الخروج للشوارع ومن التطلع عبر طاقات البيوت والصعود للأسطح، ومنع صانعي الأحذية من من صنع الأحذية لهن ومنع سائر النساء من الدخول للحمامات/ فمر يوما بحمام الذهب الذي كان بمصر، فسمع فيها ضجيج النساء فأمر أن يسد عليهن باب الحمام فمكثن داخله حتى متن جميعا.

منعه للزبيب والملوخية والترمس

منع الحاكم بأمر الله بيع الزبيب وأمر بحرق الكروم، وقطع نحو مائة ألف كرمة، ومنع الناس من بيع العسل الأسود، وكسر منه اثني عشر ألف مطرا، ومنع الناس من زرع الملوخية والقرع، لأن أبا بكر رضي الله عنه كان يميل إليه، وعلل تحريم بالملوخية بان بنت أبي بكر كانت تميل إليها، وخرج يوما على جماعة يأكلون الملوخية فأمر بضربهم بالسياط، وطاف بهم في شوارع القاهرة ثم ضرب أعناقهم عند باب زويلة.

أيضًا منع الحاكم بيع السمك الذي لا قشر له، ثم نهى عن أكل الرطب وزرع الترمس، وأمر بقتل الكلاب فقتل منهم نحو ثلاثين ألف كلب.

كان يحب الجلوس في الظلام ويوقد الشموع نهارا

وهناك العديد من الافعال الغريبة الخاصة بالحاكم بأمر الله، منها أنه كان يحب الجلوس كثيرا في الظلام، وفي أحيان أخرى كان يوقد الشموع ليلا ونهارا، وفي مرة أصدر أمرا بغلق الأسواق نهارا وفتحها ليلا، واستمر الناس على ذلك مدة طويلة.

ويذكر أنه مر في السوق يوما بالنهار فرأى شيخا يعمل في النجارة فوقف عنده وقال: "ألم أنهاكم عن العمل بالنهار؟، فرد الشيخ: "يا أمير المؤمنين أما كل الناس يسهرون بالليل، وهذا من جملة السهر"، فتبسم وتركه ثم أعاد الناس إلى ما كانوا عليه فيما بعد.

هدم كنيسة وأعاد بنائها

هدم الحاكم بأمر الله كنيسة وبنى مكانها مسجدا فظلت لمدة ثم هدم المسجد وبنى الكنيسة مكانه مرة أخرى، وأفرد الحاكم لليهود حارة زويلة وأسكنهم بها، وأمرهم ألا يخلطوا المسلمين في حارتهم، ثم في وقت أمرهم أن يدخلوا للإسلام، فخافوا وأسلموا ثم أذن لهم بالعودة إلى دينهم مرة أخرى فارتد منهم في يوم واحد سبعة آلاف يهودي وبعدها أمر بهدم معابدهم، فهدمت جميعا، وبعد وقت أعاد بنائها مرة أخرى.